جاكيت من جلد الخنزير يثير خلافاً بين مشايخ غزة
بينما تعيش المنظمات الصحية في العالم، حال استنفار إثر انتشار فيروس ما يسمى «إنفلونزا الخنازير» الذي أودى بحياة العشرات من البشر في أميركا والمكسيك، شهدت بعض الأروقة في غزة استنفاراً من نوع آخر بشأن «جاكيت» مصنوع من جلد الخنزير.أثار «جاكيت» مصنوع من جلد الخنزير، زوبعة من الخلاف في الرأي بين مشايخ في غزة، فبينما حرَّم بعضهم ارتداءه، رأى البعض الآخر، أن ارتداء ملبوسات مصنوعة من جلد الخنزير ليس عليها إثم.
واستند الشيخ احمد حسن الحاصل على ليسانس اصول الدين من جامعة الازهر المصرية، في تحليله ارتداء ملبوسات مصنوعة من جلد الخنزير، الى كتاب السيد سابق «فقه السنة» وعلى قوله تعالى، «قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ».وروى حسن لـ«الجريدة»، قول ابن عباس: «انما حرم ما يؤكل منها وهو اللحم، فاما الجلد والقد والسن والعظم والشعر والصوف فهو حلال»، مشيرا الى ان العلماء اجمعوا على انه يجوز الخرز بشعر الخنزير، حسب رأيه. وتعود بدايات الجدل حول الموضوع حينما لجأ طالب جامعي عقب عودته من احدى الدول الاوروبية، إلى «الجريدة» لطرح الموضوع والاستفسار بشأنه، خصوصا انه لم يكتشف صنف الجلد الذي صنع منه الجاكيت الباهظ الثمن، الا بعد عودته الى غزة. ويعتبر الموضوع ذاته غير مألوف في قطاع غزة الذي يتسم بالتدين والمحافظة، ويخلو تماما من اية صناعات يدخل فيها «الخنزير».وقال خطيب مسجد واستاذ شريعة بإحدى المدارس الحكومية لـ«الجريدة» ان لحم الخنزير حرم الله اكله، والله تعالى اذا حرم شيئا لم يجعل الشفاء فيه، وزاد قائلا «اية ملبوسات مصنوعة من جلد الخنزير فهي حرام، وايضا التداوي بمراهم منتجة من الخنزير ايضا محرمة لأن هناك بدائل يمكن استعمالها، هذا والله اعلم».وفي رده على سؤال «الجريدة»، بشأن الحكم الشرعي في الملبوسات المصنوعة من جلد الخنزير، قال الشيخ عبد الكريم الكحلوت مفتي غزة، لا يجوز استعماله فإنه حرام، والتحريم يشمل استخدام لحم الخنزير او عظمه او جلده او أي شيء منه لقوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ).من جهته، نفى اختصاصي في العمليات الجراحية التجميلية في غزة، ان تكون الخيوط المستخدمة في العمليات الجراحية مصنوعة من شعر او جلد الخنزير، وأضاف: «قديماً كانت تصنع الخيوط من امعاء القطط»، مؤكدا في ذات الوقت، ان الخيوط التي تستخدم في العمليات الجراحية حاليا من صناعات ومواد مختلفة تماما.