كل عام... وسماء بلادي بخير

نشر في 08-12-2008
آخر تحديث 08-12-2008 | 00:00
 فوزية شويش السالم كل عام وأنت بخير... جملة يجب ألّا تمر بها بهذه السهولة، فكونها مرت بك وعادت إليك، وطرحت ذاتها عليك لا يعني سهولتها وبساطة عبورها في مبتذل دارج، وعادي، ومكرر في كل عيد وفي كل عام.

كل عام وأنت بخير... لها من الفرح رنينه... ولها من البهجة شعشعتها... ولها من النعمة كرم منح ذاتها، فكونها عادت بدورتها إليك ولم تسقطك من حسابها، فلها قدسية نبض الحياة وكرم فيض الخالق الذي أعادها بدورة أخرى لتحط عليك. فلنفرح لأننا بخير، وكل من نحبهم بخير وأننا نعيّد في وطننا بخير، لأننا كثيراً ما ننسى فضل تكرار وجودنا وتجدده من دورة عام إلى آخر، ومن عيد إلى آخر، فننطق تهانينا بمجاملة تحصيل حاصل مفرغة من قيمة معناها العظيم، وكأن عودة العيد إلينا هي أمر عادي وبديهي ومن الطبيعي أن يمر علينا، ولمَ لا يمر؟ لكن لو فكرنا لدقيقة واحدة لاكتشفنا أنه كان من الممكن أن يسقطنا بكل بساطة من قائمة أسماء الحاضرين؛ لذا أقول لكل أهلي وأسرتي وأصدقائي في الداخل وفي الخارج كل عام وأنتم بخير، فما أجمل أن نكون في هذا العيد معاً وبخير.

كل عام وأنت بخير يا وطني الكويت الذي أتمنى له أن يتجاوز كبواته، وأن يعلو فوق كل ما يمر عليه من متاعب ومشاكل وإشكاليات تعرقل رفعة مسيرته وتقدمه.

كل عام وأنتم بخير... لجريدة الجريدة التي أكتب بها، من كبيرها إلى أصغر عامل فيها، ومن تقدم إلى تقدم أكبر.

كل عام وأنتم بخير... إلى قرائي الذين تابعوا مقالاتي منذ البداية إلى الآن، فبفضلهم اتسعت رؤيتي، وتفتح إدراكي على أمور كثيرة كنت أعبرها بالسابق من دون أدنى التفاته مني، أود أن أطلب من الذين يرسلون «Attachments»، أن يرسلوه في «إميل» عادي حتى أستطيع أن أطّلع عليه من دون تهديد الفيروسات.

كل عام وأنت بخير... للبلبل الذي أقام عشه في حديقتي بعد أن أباد صدام حسين نخيل البصرة، فهرب بحريته إلى الكويت وأكثر نسله فيها... فشكرا له فقد أمطر أصبوحاتي بتغريده الصادح مع اوركسترا سلالته المرافقة له في الغناء والسقسقة.

كل عام وأنتِ بخير... لكرتنا الأرضية ألتي احتملت ما هو فوق الاحتمال، وصبرها علينا وعلى كل ما صنعناه بها، وما دمرناه من طبيعتها، ومن كرم جودها الذي بعثرناه في إسراف وجهل ما له مثيل... فيا حبيبتي سامحينا فنحن آخر السلالات القارضة والمنقرضة.

كل عام وأنتِ بخير... للشيخة أمثال الأحمد على جهودها في الحفاظ على سلامة بيئتنا وإعادة تأهيلها حتى تعمّر أكثر وتحتمل تخريبنا لها لعمر أطول، فشكرا لوعيها النبيل، حتى إن تجاهلنا وعمينا ودمرنا الترميم.

كل عام وأنت بخير... لمختار منطقة اليرموك الجديد، الذي بانت طلائع همته واهتمامه في ترتيب وتنظيم الطريق الخاص برياضة المشي، وإن شاء الله نرى إصلاحات وتجميلا للشوارع والمدارس فيها.

كل عام وأنتم بخير... لليمامات التي تعبر شوارع منطقتنا بأمان واطمئنان من دون أدنى شعور بالخوف من السيارات العابرة أو من المارة، وهي التي هاجرت وجاءت إلينا من بعد حرب الخليج الأولى، بصراحة أفرح لاطمئنانها ومواصلتها في التقاط ما هو منثور في الشارع، هدوؤها وأمنها يعنيان لي الكثير، فهما صورة وانعكاس لطبيعة الجيران وأهل الحي الوادعين، هذا الهدوء هو من نعم الجيرة المسالمة والمريحة.

كل عام وأنتم بخير... لعمال النظافة الذين يقومون بتنظيف شوارعنا ويزيلون قمامتنا ونفايات ترفنا في مساء كل يوم مهما كان شكل هذا اليوم، في ليالي شتاء البرد القارص وفي لهيب الصيف الحارق، فلهم كل الشكر.

وأخيرا، كل عام والجميع بخير وسعادة، وعساكم من عوّاده.

back to top