المقاهي المصريَّة ولغتها الخاصَّة

نشر في 27-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 27-05-2008 | 00:00
No Image Caption

لكل مهنة لغة خاصة بها، ومن غرائبها أن أصحابها والعاملين فيها يتعرفون الى بعضهم من خلال شيفرات خاصة، حتى غدت كل مهنة تُعرف من خلال مصطلحات مستخدمة للدلالة عليها.

في أحد المقاهي وسط القاهرة، جاءنا نادل ينادي على طلبات الزبائن «عندك واحد شاي في الخمسينة»، «واحد شاي على بسطة»، «واحد كريما»، «واحد شاي شيشة عجمي وصلحه»، «واحد شاي ميزة»، «واحد شاي فورت»...

وعندما سألناه عن مدلول هذه المصطلحات أوضح أن هذه الشيفرة حدِّثت وطوِّرت في الستينات من القرن الماضي بهدف إضفاء روح الترفيه والمرح على الزبائن ورواد المقاهي بعد يوم عمل شاق ومتعب. ولعدم تكرار الخدمات نفسها، كان لا بد من ابتكار لغة جديدة تساهم بدورها في تمييز كل مهنة عن غيرها من المهن الشبيهة.

فكَّ لنا محمد السني (صاحب مقهى) الشيفرة الخاصة بمشروبات يقدمها المقهى لرواده وزبائنه، وأوضح أن «واحد قهوة اسكتيوي» تعني قهوة سادة و{قهوة مانوا» قهوة فوق المظبوط و«شاي على بسطة» أو «شاي كشري» شاي من دون غلي. أما «شاي في الخمسينة» فيُقصد بها شاي في كوب صغير، و{شاي ميزة» شاي بقشدة الحليب و«شاي حليب بسطة» شاي في كوب والحليب في كوب آخر. كذلك «واحد كريما» تعني كاكاو و«كارب مغلي» حلبة ناعمة و{بندق» سحلب نسبة إلى المكسرات التي تضاف إليه، «شاي سكر بوسطة» أي كوب شاي وكوب سكر كل على حدة و«واحد دستة» أي كوتشينة.

مصطلحات غريبة

يوضح ناجي محمد (موظف في مقهى) أن فريق العمل داخل المقهى ينقسم بين «كافترجي»، يقوم بإعداد الطلبات من مشروبات وشيشة وألعاب وغيرها، ولديه خبرة كافية في هذا المجال، ثم القهوجي أو «النادل» الذي يقدم الطلبات للزبائن، و{الماركي» الذي يجلس على المكتب لحساب الطلبات وتسوية الحسابات في نهاية اليوم.

داخل أحد محلات الكشري في وسط القاهرة الذي يعد أحد أبرز الوجبات الشعبية في مصر، التقينا صاحبه أحمد الهندي وأخبرنا أن «اللغة الخاصة بمهنة الكشري ظهرت في الثلاثينات مع الأوائل الذين أبدعوا هذه الأكلة في مصر وهم عائلة محمد الهندي، وكان أول محل للكشري في ميدان العباسية والحسين ثم توارثها أبناؤهم من بعدهم وانتشرت بعد ذلك ومعها هذه الشيفرة واللغة الخاصة بها».

يضيف: «قديماً كان طبق الكشري يقتصر على الرز وحمص الشام ثم بعد ذلك ظهر العدس والبصل والمعكرونة ضمن محتوياته». أما في ما يتعلق بشيفرته فيقول: «الكهرمان» تعني العدس نسبة إلى لونه الأحمر، «الورد» أي التقلية و{اللوز» المعكرونة المطهية بطريقة جيدة. عموماً الغرض من هذه المصطلحات إضفاء روح التغيير واللمسة الجمالية على المكان كي يشعر الزبون أنه في منزله».

back to top