لم يجد أطفال محافظة مرسى مطروح الحدودية سوى الألوان، ليرسموا بها معاناتهم مع شبح الموت اليومي الكامن في باطن الأرض منذ عقود، ورغم أنه لا ذنب لهم في زرع ملايين الألغام بأراضيهم، فإنهم يجنون ثماراً مُرَّة زرعتها جيوش الدول الكبرى التي تقاتلت على تلك الأرض، دون أن تدرك أن الموت الذي تدفنه في باطن الأرض لن يموت، بل سيتضاعف خطره.

أطفال مطروح الذين تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و15 سنة من طلبة المدارس ورياض الأطفال عبروا برسوماتهم عن الألغام، في ورشة عمل أقامتها الهيئة المصرية للاستعلامات بمحافظة مطروح، بمشاركة مؤسسة «هانز زايدل» الألمانية التي رعت الورشة، التي استمرت 3 أيام بمركز إعلام مطروح، واختتمت أعمالها الخميس.

Ad

تقول مدير مركز النيل سهير هلال إنها فكرت في كيفية مشاركة الأطفال من أبناء المحافظة في ورشة العمل، «خاصة أنهم يتماسون مع خطر الألغام كل صباح في ذهابهم إلى مدارسهم وإيابهم منها، وآخرهم طفل بمدرسة الشيخ عطيوة، فقَدَ عينه، وأصيب في مناطق متفرقة بجسده منذ أقل من 3 أشهر».

وتضيف سهير هلال: «حاولت من تقديمي فكرة المشاركة للأطفال برسوماتهم أن أُقرِّب إليهم خطر هذه الألغام، وكيفية التعامل الفني معها بالقلم الرصاص والألوان، وفوجئت بكمِّ المشاركات الفعالة من الأطفال، الذي يعكس تجاوباً كبيراً منهم، ووصل الاهتمام بالأعمال عن الألغام إلى مشاركة أطفال في سن صغيرة جداً لا تصل إلى 5 سنوات تقريباً، وجدتهم يقدمون أعمالهم، ويودون المشاركة في المعرض المقام على هامش الورشة».