خذ وخل: قندريون بلا حدود!

نشر في 07-01-2009
آخر تحديث 07-01-2009 | 00:00
 سليمان الفهد * «قندريون» بلا حدود... يبدو أنها رابطة أو جمعية في سبيلها إلى الإشهار في القريب العاجل، وأحسب أن الرئيس الفخري لها هو: النائب البرلماني المبجل الدكتور «وليد الطبطبائي»، وبما أن العبدلله من ناخبي منطقة بُله «دولة» كيفان المجيدة أجد من حقي وواجبي الإفصاح عن فرحتي الغامرة بإبداعه وسيلة اتصالية «حداثية» غير مسبوقة في هذه الدنيا الفانية!

ولسوء حظي لم أكحل ناظري برؤيته في «ساحة الإرادة»، وهو يلوح أمام الجماهير الغفيرة بفردة حذائه، للتعبير عن غضبه ورفضه واحتجاجه بلغة الإسكافي والقبضاي وأمثالهما! إن محاولة «بومساعد» استنساخ موقف الزميل الصحفي العراقي منتظر الزيدي، يبدو أنها ستدخله التاريخ من باب سوق النعل النجدية والبُلغة المغربية وغيرهما من أنواع «المركوب» الذي ينتعله العرب من الخليج إلى المحيط، ذلك أن الحذاء سيذهب جفاء، ولا يبقى في الأرض سوى الفعل النافع المجدي لإخوتنا في غزة وفلسطين المحتلة الذين يجابهون العربدة الإسرائيلية بالروح والدم والاستشهاد.

* وكنت أظن حركته «القرعة» السالفة والسيئة الذكر مجرد استجابة انفعالية عاطفية عابرة، لكني حين عدت إلى الوطن يوم 29 ديسمبر فوجئت به، بعد كم يوم، يفلسف فعلته، ويبشر بها كوسيلة اتصالية لا نظير لها البتة! الأمر الذي قد يفضي بها إلى أن تكون حاضرة في كليات الإعلام والاتصال في الجامعات العربية، في المستقبل القريب العاجل! ومن هنا قد تجد المناهج الدراسية في هذه الكليات من يتصدى إلى المحاضرة فيها: أستاذ كرسي البلغة المغربية، والقبقاب الشامي، والنعال النجدية... وكل «مركوب» ينتعله العرب منذ نشوئهم إلى الحين المعروف بالألفية الثالثة.

والحق أن ثقافة «القندرة» ليست بحاجة إلى تصدي المحللين السياسيين فحسب، بل إنها تستأهل بحث وتحليل وتشريع علماء الاجتماع السياسي والتحليل النفسي، وربما علماء الأنثروبولوجيا وفلسفة التاريخ، فلا شك أن «القندرة لوجيا» تنطوي على معان ودلالات قد تكون خافية على العامة أمثالنا! أقول ذلك كله: بجدية لا هزل فيها!

* والذي يعرفه الجميع هو أن النائب المحترم سلفي التوجه، ويعي جيداً القاعدة الربانية المتبدية في الجدل بالحسنى، لكن فعلته إياها أفضت به إلى نفي هذه القاعدة ليحل مكانها الجدل بالتي هي أسوأ و«أشين» وأقبح... إلى آخر مرادفات صيغة «أفعل» التفضيل لحوار الزعران و«الفتوات» والشطار والعيارين... ومن لفّ لفهم.

زمان زعم المفكر العربي السعودي «عبدالله القصيبي» بأن «العرب ظاهرة صوتية» وهو عنوان لمصنف من إبداعه، لكنه لو عاش بيننا هذه الأيام، لقال إن العرب ظاهرة «بلغية» لا بلاغية.. كرمكم الله!!

إن أخانا غاضب ويروم تبليغ رسالة رفض واحتجاج ضد «فتح» والرئيس «عباس»... إلخ، والانتصار وشد أزر «حماس» و«الجهاد» ناسياً ومتناسياً أن العربدة الإجرامية الهمجية الإسرائيلية لا توفر أحداً من الشعب الفلسطيني، بمنأى عن توجهه السياسي والعقيدي! الأمر الذي يحرضنا على القول إن موقف النائب السلفي ينطوي على مراهقة سياسية وارمة بالتشنج، وطافحة بالخروج على قاعدة «وجادلهم بالتي هي أحسن» الربانية! من هنا أسأله قائلا: «أخوي إنت «ملّا» أم «شعبولا»؟ مع الاعتذار الشديد لأخينا «شعبولا» بطبيعة الحال!

back to top