يمر الإنسان في مراحل مختلفة من حياته... المرحلة الأولى عندما يخرج من رحم أمه إلى الحياة الواسعة، والمرحلة الثانية عندما يخرج من المنزل إلى مدارس ومعاهد وجامعات وزارة التربية، أما المرحلة الثالثة فهي عندما يولد من تلك الصروح التعليمية إلى معترك الحياة المهنية.

Ad

لقد ولدت إلى الحياة في عهد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، وولدت في ديوان المحاسبة في عهد معالي السيد براك خالد المرزوق تغمده الله بواسع رحمته، وكما زرع فينا أمير القلوب حب الوطن والانتماء إليه زرع فينا أبو سليمان حب الديوان والتفاني من أجله، حتى أصبح ديوان المحاسبة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وحتى أصبح أبنائي الذين تترواح أعمارهم بين السابعة والعاشرة يتحدثون عن الديوان للعمل فيه عندما يكبرون، ولا أتعجب من ذلك فهم يشهدون ويلمسون تفكيري الدائم بالعمل حتى في الإجازة الصيفية وحرصي على التوفيق بينهم وبين الديوان، واستمتاعي بكل نجاح نحققه حتى لو كان فيه تعب ومشقة، فهي مشقة عذبة.

لقد أحببنا الديوان لأننا أحببنا براك المرزوق وعشقناه من عشقه له، وامتد هذا الحب ليصل إلى جميع الدول العربية والأجنبية من خلال المنظمات الدولية، لقد كنت أتساءل كثيراً عن سر هذا النجاح فأكتشفت الإجابة عندما التقيت السيدة هند العصيمي أم سليمان وأبناءها حفظهم الله... إن لأبي سليمان عائلة رائعة للتآلف والتواضع والسماحة تلتف حوله وتسانده وتهيئ له كل مقومات الاستقرار، وعلى رأسهم أم سليمان تلك الزوجة الجميلة الشكل والروح، وهو الأمر الذي يهون علينا غيابك عنا وإن كنا بالجسد وليس بالروح، فأنت ستكون في ظل أسرة كريمة محبة حماها الله من كل عين.

لقد كان لك يا أبا سليمان أسرتان: الأولى في منطقة الشامية والثانية في الشويخ الإدارية، فنحن بالفعل أسرة تعمل مع بعضها بعضا بحب وتعاون، تحاول أن تظهر عائلتها بصورة متميزة ومشرقة وتدافع عن الديوان وتقف في وجه كل من يحاول هدم هذا الصرح الشامخ.

كنت أتمنى أن أعبر بهذه الكلمات في حضور شخصكم الكريم، وأقبل رأسك يا والدي ومعلمي «بو سليمان» تقديراً وتبجيلاً لك، ولكن إرادة الله أبت إلا أن تقول كلمتها، وكم غيّب لنا الموت من عزيز.

ختاما عندما كنت صغيرة كنت أردد الأغنية الوطنية «جابر أبونا من عمر عرفناه» وها أنا أرددها مرة أخرى لأقول «براك أبونا من عمر عرفناه».