شيماء سبت: الدراما الكويتيَّة أعطتني الكثير
انتهت الفنانة البحرينية شيماء سبت أخيراً من تصوير مسلسلين دراميين هما «التنديل» و{نقش الحنة»، تجسد فيهما شخصيتين مختلفتين، كذلك تستعد لخوض أولى تجاربها في الإنتاج الدرامي. انخرطت في العائلة الفنية بعدما أدخلت الصدفة والدتها عالم الفن، وانضمت اليهما شذى شقيقتها الصغرى.لا تحب الإشاعات، لكنها في الوقت نفسه لا تخشاها، بعدما اكتسبت خبرة وتمرست في كواليس الوسط الفني. حرمتها ضريبة الفن من أن تعيش طفولة هادئة، ودفعتها إلى تأجيل أمور كثيرة مهمة في مقدمها «ابن الحلال».
«الجريدة» التقتها وكانت الدردشة التالية. حدِّثينا عن مسلسل «التنديل» الذي انتهيت من تصويره قبل أيام؟ أجسد شخصية إبنة الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا التي تؤازره وتقف الى جانبه في المواقف والأزمات، وهو عمل تراثي تدور أحداثه في حقبة ما قبل ظهور النفط، أي في أربعينات القرن الماضي وصُوِّر في القرية التراثية في منطقة الوفرة. المسلسل من تأليف فايز العامر، إخراج محمود حمام الشمري، إنتاج خالد البذال. تشارك فيه مجموعة من أبرز الفنانين الخليجيين من بينهم جاسم النبهان، ابراهيم الحربي، محسن النمر، عبد العزيز جاسم، عبدالله البارون، عبير الجندي، وسيعرض حصرياً على قناة «روتانا خليجية». سمعنا عن تجربة أخرى انتهيت من تصويرها، ماذا عنها؟ مسلسل «نقش الحنة»، تأليف أسمهان توفيق، إخراج رمضان علي ومشاركة نخبة من الممثلين من بينهم: أسمهان توفيق، طيف، مريم الصالح، جاسم النبهان، علي السبع، سعيد القريش من السعودية، شمعة محمد من عمان، مروى خليل من البحرين، مرام، أحمد ايراج ونخبة من نجوم الكويت. أجسد فيه دور إبنة رجل غني وبخيل، يتزوج فتاة أصغر منه سناً. هل كتبت، بفضل مشاركتك في الأعمال الكويتية أخيراً، شهادة ميلادك الفنية؟ كتبتها قبل هذه الفترة، دخلت الفن منذ طفولتي وقدمت من ثم أدواراً مؤثرة أضافت إلى مسيرتي، ولو لم أنل شهرة في «ديرتي» لما رأيتموني في الكويت أو في أية دولة في الخليج. عموماً أعطتني الدراما الكويتية الكثير وأوصلتني إلى مرتبة مميزة أفتخر بها. كيف ترين الأعمال الفنية في الكويت؟ حققت الدراما الكويتية تطوراً كبيراً وأصبح مشهوداً لها في الخليج والدول العربية كافة، بعدما نقلتها الفضائيات الى كل مكان، كذلك ارتقت الى مستوى أعلى وبات لها منظور اجتماعي جيد، ناهيك عن أن الكويت تحظى بعدد كبير من شركات الإنتاج المتخصصة في الأعمال الدرامية، بخلاف الكوادر من المخرجين والكتاب، بالإضافة إلى أننا نفتخر بالنجوم الكويتيين. كيف ترين الشهرة، والى أي مدى تحرصين عليها؟ تأتي الشهرة دائماً من التميُّز وتقديم الأفضل، وليس من الظهور المتكرر. بالنسبة إلي أستطيع القول إني وصلت الى درجة جيدة من الشهرة، لذلك أحرص عليها بالبحث عن المضمون والقيمة. يدخل البعض الفن حباً بالنجومية فحسب ويبذل في سبيل ذلك الغالي والرخيص، وأعتبره دخيلاً لا يحترم المشاهد ولا يقدر عقليته. للأسف هناك من انتشر كثيراً هذه الأيام وتسلح بالواسطة والنقود أو الجمال. كيف تدفعين ضريبة الشهرة؟ تقيِّد الشهرة الإنسان، تكتم أنفاسه وتحرمه من العيش وسط الناس. كلفتني طفولتي التي قضيتها في الفن ولم أعشها، وحمَّلني مسؤولية فكرست له حياتي، إلا أن الابتسامة التي أراها على وجوه الجمهور والمعجبين وهذا الحب، كلها عناصر تدفعني الى الاستمرار. هل ندمت يوماً على دخول عالم الشهرة والنجومية؟ ليس إلى هذه الدرجة، عرفت منها إيجابيات كثيرة لغاية الآن، لأني أتعامل مع الفن بحب ولأنه وظيفتي التي أتقنها وأقدمها بإخلاص، وبسبب هذا الحب أخَّرْت أموراً كثيرة في حياتي. مثل ماذا؟ الزواج والإستقرار وأمور أخرى مؤجلة بسبب الأعمال الفنية المزدحمة، وأفضل ألاّ أفكر فيها الى أن أنتج مسلسلي. كيف جعلت من الفن وظيفة؟ طالما أنا متفرغة تماماً له، لما لا أجعله وظيفتي التي أجيدها وأقدم أعمالاً هادفة من خلالها؟ عندما يتحول الفنانون الى هواة يفقد الفن مصداقيته، سبقنا الغربيون لأنهم امتهنوه، فربحوا منه أموالا طائلة وبات من أقوى الصناعات، إنتاجه جيد، الممثلون جيدون، والمخرجون مبدعون. إذن أصبح الأمر أكثر تنظيماً. يجب أن نحذو حذوهم ونبدأ بنقابة تحمي الفن والفنانين من الدخلاء. كيف يمكن لذلك أن يتحقَّق؟ عبر توفير أجر للفنان وتأمين على حياته يحصل عليه عند بلوغ سن معينة. لا يمكن أن تتخيل حال من يتقاعد أو يعتزل الفن من دون دخل ثابت، الأمثلة كثيرة، منهم من مات وهو مفلس بعدما كان نجماً. ماذا عن النقابة؟ يجب أن تحفظ حقوق الفنان من المنتجين الدخلاء الذين لا يعرفون إلاّ التجارة، وأن تحدَّ من خلافات الفنانين وتعاقب المخطئ وتختار الأكاديميين وفق أسس سليمة وعلمية، الى جانب الموهوبين . هل يمكن أن يكون المنتج دخيلاً أيضاً؟ طبعاً، عندما يكون صاحب رأس مال يريد استثماره وتنميته ويجهل أصول الفن تماماً، كذلك الأمر بالنسبة إلى المنتج المنفذ الجاهل بدوره اللعبة الفنية، فيحصل على المال ويقدم المسلسل بأقل التكاليف وهنا الطامة الكبرى، وتكون النتيجة عملاَ لا يستحق العرض، هذا ما يحدث في معظم التلفزيونات الوطنية. علمناً أنك ستخوضين غمار هذه التجربة؟ نعم، الفكرة موجودة وسأحصل على منتج منفذ لمسلسل في القريب العاجل. هل هو عمل بحريني؟ كلا. أفضل أن أقدم عملاً خليجياً في البداية بشكل جيد ويلاقي النجاح، لذلك لن أتسرع في الاختيار. كيف تتعاملين مع الإشاعات؟ لم تعد تهزني، لأني صرت أكثر وعياً وهي تطال الجميع، لكني لا أحبها ولا أستجيب لها الا إذا أساء أحد إلى شخصي عندها لن أسكت، أما أن يقال إني اعتذرت عن عمل في حين أن ذلك لم يحدث أو استبعدت وما شابه، فلا أهتمّ. خاضت والدتك تجارب في التمثيل وسمعنا أن شقيقتك شذى ستدخل المجال، هل تفكرن في السيطرة على الساحة الفنية؟ (تضحك) دخلت والدتي المجال بالصدفة عندما كنا نصور أحد المشاهد في بيت والدي، كنا نبحث عن شخصية تجسد دور والدتي ولم نجد أحداً، فطلبت منها أن تشارك، رفضت في البداية لكن استطعنا اقناعها أنا وفريق العمل ووالدي، قدمت دوراً جيداً وما لبثت أن كرت سبحة مشاركاتها في المسلسلات، أحبت المهنة لذلك تختار أدوارها بعناية. أما شذى فلم تدخل الفن إلا بعدما انتهت من الدراسة، ولدي أخت صغيرة تريد احترافه أيضاً، لكننا رفضنا طلبها الى حين انتهائها من دراستها. كيف ترين فارس الأحلام؟ الزواج نصيب، وعندما يحين الوقت سأتزوج، لكن أمامي الكثير لأنجزه في الفن. هل أغلقت باب القلب نهائياً؟ ليس تحديداً، لكن فارس الأحلام ليس موجوداً بعد. أريده متفهماً لعملي وطيباً وخلوقاً.