لن اصوِت... لن اصوِت... لن اصوت
سأذهب بعد ظهر اليوم لأقترع مع جموع الكويتيين، لنسهم جميعاً في إيصال خمسين مرشحاً- من بينهم أكثر من امرأة بمشيئة الله وإرادة الأغلبية- إلى المقاعد الخضراء التي سيشكل شاغلوها مستقبلنا، لاسيما أن تحدي 2009 الانتخابي مصيريٌ وشديد الأهمية، ويشكل مفترق طرق للبلد نأمل أن يقودنا إلى بر أمان.
لذلك دار في رأسي كل الهواجس والأفكار والعوامل المؤثرة في اختيار الناخب الكويتي سواء ما مررت بها أو خبرتها من تجارب الآخرين، وبعد أن قلَّبتها وتفحصتها، قررت أنا الصوت الانتخابي الفقير إلى الله... وعلى مَن «أمون»* عليه من أهلي وربعي، أنني:- لن أصوِّت... لمَن يعتمد على اسمه وجاهه لأنه سيكرس جهوده كلها ويجندها فقط للحفاظ على تميز فئته كي يبقي على وهج اسمه ووجاهته الشخصية حتى يظل في موقعه!- لن أصوِّت... لمن استبدل منبر رسول الله بكرسي أخضر... ولمَن يفرض فتاوى على الناس لمآربه السياسية... فالإسلام لا يعرف الوسطاء لله ولا الكهنوت!- لن أصوِّت...لمَن يتلاعب بمعاناة الناس ويضحك ويسخر منهم بمواقف «مائعة»، ويتآمر على مَن تصيَّده الجشعون من المواطنين ومصوا دمه!- لن أصوِّت... لمن فُرِض علينا جميعاً بسطوة ماله وعلاقاته الرهيبة... ولم يقدم أو يساند مقترحاً واحداً يتيماً لخدمة الشعب!- لن أصوِّت... لمن كانت نغمته طائفية لأنه لن يستطيع أن يبني مستشفى أو طريقاً سريعاً لمصلحة أبناء طائفته، لأنه سيجتهد فقط لجعل جذوة نعراته مشتعلة دائماً ليستنزف جماعته في الحقد على الآخر!- لن أصوِّت... لمنظم الفرعيات القبلية... فأنا لا يعجبني نموذج دارفور ولا الصومال... ولا أريد أن يتحوَّل شبابنا إلى قراصنة الخليج! - لن أصوِّت... لمن كلَّفته حملته الانتخابية الملايين لأنه سيسترجعها من جيوبنا!- لن أصوِّت... لمن يعدنا بالخدمات لأن واسطته قد تسلب أبنائي فرصتهم في التوظيف والعلاج ولن يفكر بمعاناتي من انقطاع الماء والكهرباء في عز القيظ!- لن أصوِّت... لن أصوِّت... لن أصوِّت... لن أصوِّت... لن أصوِّت... لن أصوِّت.خياراتنا بعد كل هذه اللاءات المستقبلية محدودة جداً... لكنها موجودة، ويتطلب الأمر أن نتفحص القلة القليلة القادرة على العطاء قبل أن نختلي بالورقة في زاوية الاقتراع، وأن نصمم على قرارنا العقلاني الوطني دون أن نحيد عنه بسبب المظاهر المصطنعة من «الكشخة» أو «التقوى».اليوم... تستطيعون، وأستطيع معكم، أن نكافئ المخلص... وأن نعاقب المتكسب من معاناة البلد وأهله... وأن نصنع التغيير.اليوم... لا تستجيبوا لمَن يريد أن ينفرد بالبلد لينحره أو يصادر ما تبقى من خيراته من خلال حثكم على عدم المشاركة في ممارسة حقكم الانتخابي الأصيل.اليوم... امنعوا تلك النغمة المحبطة وانزعوا سمومها عبر حضوركم وإقبالكم الكثيف على التصويت لمن هو أجدر وأكفأ وأصلح.اليوم... أعيدوا لنا وطننا «عروس الخليج» برجاله ونسائه... وأوصيكم بالأخيرة خيراً إذا كنت «أمون»!* أمون: تعني باللهجة المحلية الكويتية معزتك لدى الآخر التي تجعله يستجيب لتلبية طلبك... و»الميانة... أن يكون لي بمحبتك دلال عليك».