منيرة فتاة كويتية متميزة بنت عائلة خمس نجوم.... استوفت حقها بالتمام والكمال من ثروة البلد النفطية، مدرسة منيرة الخاصة فاجأتهم في بداية العام الدراسي، بفكرة مقتبسة أميركياً تقضي بقيام الطلبة في المراحل الثانوية الأخيرة برحلة لزيارة مدينة وقرية فقيرة، بالإضافة إلى التخييم في البراري في إحدى الدول الإفريقية أو جنوب شرق آسيا لمشاركة الأسر والأطفال الفقراء فترة أعياد الميلاد، وفي مقابل ذلك يتم عرض صور الطلبة الذين يشاركون في هذه الرحلة الخيرية في لائحة الشرف في المدرسة وتكريمهم ببعض درجات إضافية لأعمال السنة الدراسية.

Ad

منورة أعجبتها الفكرة، وأقنعت بها «البابا» الذي أعطاها مصاريفها والمال لشراء هدايا للأطفال الذين ستزورهم في الرحلة، فبدأت في الاستعداد للرحلة بـ«سليبينغ باغ»... وملابس «الكاجوال»... والبحث عن عدة تخييم رحلة «فاريا» في جبال لبنان العام الماضي مع الأسرة... كما اصطحبت لاحقا مربيتها «روزيتا» لـمجمع «الصالحية» لحمل الهدايا التي ستشتريها للأسر والأطفال التي ستزورهم.

منورة غادرت وخاضت التجربة وعادت بعد انقضاء الرحلة بذكريات جميلة وخبرات عظيمة، لتلتقي بالعائلة المحتفلة في «جمعتها» الأسبوعية بعودتها من أعمام وزوجاتهم وبناتهم والأنسباء... الحريم والبنات بدأنَّ بسؤال منورة عن رحلتها:

البنات: منورة «إيشلون» كانت الرحلة؟

منورة: «تبون الصج Unique experience».

البنات: «إيشلون» أحوالهم هناك؟

منورة: «صعبة عايلة في مكان صغير غرفتين وصالة... ماكو Space ماكو Privacy».

البنات: «حرام... وين يدرسون أعيالهم؟»

منورة: «الجامعة الحكومية نسب قبولها عالية وايد... واللي ماعنده Tuition fees الجامعات الخاصة يروح يشتغل أو يطوَّع بالشرطة أو الجيش».

البنات: والعلاج والصحة عندهم «إيشلون»؟

منورة: «يقولون الحكومة عندها عيادات بس وايد زحمة ومواعيدها طويلة... والأطباء «إعليميه» يعني يسوون تجارب بالبشر... واللي ماعنده إفلوس للمستشفيات الخاصة... يروحلهم But…it is dangerous».

البنات: «عطيتوهم الهدايا والمساعدات؟».

منورة: «إيه... ما تصدقون فرحتهم... ونظرات عيونهم They were really happy».

البنات: «وا عليه».

في هذه الأثناء وفي أحد أركان صالة الاستقبال، كان النقاش محتدماً بين والدها وأعمامها وأنسبائهم والغضب شديد على وجه والدها بسبب الوضع الاقتصادي وما يطرح عن شراء مديونيات المواطنين، وكان يُصر في جدله على أن المواطن الكويتي يعيش في أرقى المستويات المعيشية في العالم بسبب رعاية الدولة له، وأن المستقبل الحقيقي للبلد بدعم النشاط التجاري، بينما احتد أحد أنسبائهم للرد قائلاً: الواقع أنه في السنوات الأخيرة اختلف الوضع في البلد... وهناك أسر تعاني من أجل توفير متطلبات السكن والصحة والتعليم لتراجع أداء القطاع الحكومي... وهناك أطفال يعانون بيننا في هذا المجتمع بسبب مشاكل أسرهم المالية.

منورة التي استمعت إلى الحديث وتأثرت بالكلمات الأخيرة قاطعتهم قائلة: «بابا... ليش مدارس الحكومة ماتنظم رحلات للعوائل المحتاجة عندنا يعطونهم هدايا ومساعدات... مثل ماسوينا برحلتنا؟»

عندها ساد المكان صمتا لوهلة ...قبل أن ينفجر الجميع بالضحك.