شباب غزيون يلحقون بالموضة... بعيداً عن السياسة

نشر في 17-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 17-11-2008 | 00:00
 سمية درويش يلتزم الشاب الغزاوي ابراهيم (22 عاماً) صاحب الشعر الذهبي الطويل المسدل على كتفيه، الصمت بشأن ما يجري في الساحة الفلسطينية وخصوصا في غزة، من انقسام وصراع على السلطة، اذ يخشى ان يكلفه رأيه شعره الطويل الذي اهتم به لسنوات عديدة.

ويفضل ابراهيم الذي يدرس في جامعة «الأزهر» في غزة، الحديث مع رفاقه حول الموضة والموسيقى ومتابعة اخبار الهواتف النقالة، بعيدا عن السياسة التي تصيبه بـ«الغثيان»، على حد وصفه.

ويقول صاحب الشعر الطويل لـ«الجريدة»: «افضل الاهتمام بشعري عن الحديث بشأن السياسة، لان الإفصاح برأيي قد يكلفني شعري الذي اهتم به منذ سنوات»، مضيفاً «هناك اقرباء وأصدقاء تم حلق شعر رؤوسهم في مراكز الشرطة».

ويسيطر الاسلاميون الذين ينتمون الى حركة «حماس» على اجهزة الامن ومقار الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة منذ يونيو قبل الماضي، عقب هزيمة قوات الامن الموالية لرئيس السلطة محمود عباس زعيم حركة «فتح» العلمانية.

ويتعرض اصحاب الشعر الطويل للانتقاد في الشارع الغزي، اذ يخفي خليل 24 عاما شعره الطويل والمربوط تحت طاقية خلال سيره في شوارع غزة، خشية من تعرضه لانتقادات قد تفضي في اي لحظة الى مشاجرة بالأيدي. ويقول خليل الذي انهى لتوه دراسته في جامعة القدس المفتوحة لـ«الجريدة»: «غالبا ما تزعجني النظرات، واشعر بالانتقاد سواء داخل الجامعة او في الشارع»، الا انه يرى أن الفتيات اكثر ولعا بالشعر الطويل.

وتنتشر ظاهرة الشعر الطويل بين شباب قطاع غزة بشكل لافت، فهناك اعداد كبيرة من الشبان بشعر طويل بينهم المنكوش والمربوط بأشكال عجيبة، في حين يعيش هؤلاء وسط فراغ قاتل، بسبب افتقار القطاع لمؤسسات تهتم بمواهبهم وتحتضن افكارهم.

ولا يكترث خليل، بالقضايا السياسية التي يعيشها بلده، اذ يرى في السياسة «منغصات يومية فرقت الاخوة ومزقت شمل الاسر الفلسطينية»، مفضلا في ذات الوقت، الهجرة الى اي بلد اجنبي لبناء مستقبله، والعيش فيه.

ووفقا لمعطيات كشفت عنها جهات مختصة اخيرا، فإن 40 في المئة من سكان قطاع غزة يفكرون في مغادرة القطاع والهجرة الى الخارج، اذ اظهرت نتائج استطلاع اجرته شركة «الشرق الادنى للاستشارات» في اواخر سبتمبر الماضي، ان 44 في المئة من السكان يشعرون بأمان اقل بعد مرور اكثر من عام على حكم «حماس» في القطاع، و39 في المئة يشعرون بأمان اكثر، و17 في المئة شعورهم بالأمان لم يتغير.

back to top