تحية للجريدة في عامها الأول
اجتازت «الجريدة» السنة الأولى بتفوق ينبئ بالمزيد من التطور في الأعوام المقبلة، الذي نتمنى أن يشمل زيادة التقارير التحليلية للأخبار والتوسع في التحقيقات الصحفية وعمل الدراسات وإقامة الندوات الصحفية التي تركز على القضايا والموضوعات المتعلقة بعملية التنمية.
قبل عام، وفي مثل هذا اليوم تحديداً، صدرت صحيفة «الجريدة» بشكلها الجديد والمميز لتضيف بعداً جديداً متميزاً للصحافة الكويتية تمثل في تقديم الخبر المهم ولم تكتف بمجرد نقله فحسب، بل بتحليله وإبرازه، أيضاً. وقد ذكرني شكلها وطريقة إخراجها، الجديدة محلياً وقت صدورها، بصحيفة «الجارديان» البريطانية، مما مثل لها، على ما أظن، تحدياً في أن تضاهيها مستقبلاً، في غنى المحتوى والمصداقية في نقل وتحليل الأخبار وإفساح المجال الواسع لحرية الآراء المتعددة مع محافظتها على خطها الوطني. والآن بعد مرور عام كامل على إصدار «الجريدة»، يمكننا القول إنها تسير بخطى ثابتة على هذا الطريق.لقد كنت أحد كتاب العدد الأول من «الجريدة» ومازلت مستمراً، لذا لابد من الإشادة بمساحة الحرية الواسعة التي توفرها «الجريدة» لكتابها، فلم تتدخل هيئة التحرير قط فيما كتبت، ولم تمنع لي مقالاً أبداً، بل إنها حتى لم تحذف أي كلمة من أي مقال، وهو ما سمعته أيضاً من بعض الزملاء، مما وفر لنا ككتاب، مساحة واسعة من الحرية في التطرق إلى أي موضوع بما فيها تلك التي قد لا تتوافق مع التوجه العام لـ«الجريدة»، وهو ما نراه واضحاً في ما يطرحه بعض الزملاء الكتاب من آراء مغايرة لتلك التي تتبناها «الجريدة». مما يثبت ما قاله لي أحد الزملاء من هيئة التحرير، قبل البدء في الكتابة معهم، إن قانون المطبوعات والنشر والدستور هو سقف «الجريدة» الأعلى. أتذكر عندما مهدت الإعلانات لبدء صدور «الجريدة» أن بعضهم قد تساءل، بحق، ماذا يمكن أن تضيف «الجريدة» من جديد للصحف التي كانت تصدر في ذلك الوقت خصوصاً أن بعضها لديه تاريخ مهني لا بأس به ووضع مميز عند غالبية القراء؟ وقد أجابت تجربة «الجريدة» في عامها الأول عن هذا التساؤل. فقد استطاعت «الجريدة»، كما نرى، بفضل طاقمها المميز من رئاسة التحرير وهيئته إلى جميع الزملاء والزميلات العاملين بها أن تحتل مكاناً مرموقاً بين زميلاتها الصحف المحلية التي زاد عددها على الضعفين منذ صدور قانون المطبوعات الجديد. لا بل وتميزت عن غيرها بانحيازها الواضح للدستور وللقيم الديمقراطية المتعلقة بالحريات العامة والشخصية كحريات التعبير والاجتماع والاختيار. لقد اجتازت «الجريدة» السنة الأولى بتفوق ينبئ بالمزيد من التطور في الأعوام المقبلة، الذي نتمنى أن يشمل زيادة التقارير التحليلية للأخبار والتوسع في التحقيقات الصحفية وعمل الدراسات وإقامة الندوات الصحفية التي تركز على القضايا والموضوعات المتعلقة بعملية التنمية.تحية لجريدتنا المميزة في عيد ميلادها الأول وتحية أيضاً لجميع الزميلات والزملاء العاملين بها على المساهمة في زيادة مساحة حرية التعبير في صحافتنا المحلية، فالإنسان الفاقد للحرية يعجز عن توليد الأفكار والتعبير عنها، ومن دون تصارع الأفكار والرؤى المختلفة وتمازجها لن يتمكن المجتمع من التطور والنهوض... وكل عام وأنتم بخير.