هزت استقالة النائب علي الراشد من التحالف الوطني الديموقراطي الأوساط الوطنية الديمقراطية عند إعلانها قبل أيام، فحملت ردود الأفعال عليها استنكاراً وتندراً ممن يحب «التحالف» أو يتعاطف معه، وحتى ممن لا يميلون إليه.
لقد خطا التحالف الوطني الديمقراطي خطوة مهمة في الانتخابات الماضية خلال تاريخه القصير منذ إنشائه عام 2003 من خلال خوضه الانتخابات بقوائم موحدة حملت شعاراً واحداً وروحاً واحدة. وقد أتت نتائج مرشحيه متفاوتة، بين من يراها إيجابية وآخر يراها سلبية، وكثيرين يرونها لا هذه ولا تلك. وانتهت الانتخابات ببعض النقاط الإيجابية للتحالف والعديد من الملاحظات، ابتداءً من اختيار المرشحين حتى نوعية العصير المستخدم في المقار الانتخابية، وهي بلا شك ملاحظات تأتي بدافع الحرص والحب على «التحالف» الذي استطاع أن يخلق جبهة وطنية ديمقراطية موحدة في وجه قوى التخلف والفساد، حاملاً الأمل بكويت أفضل مما كانت.إن السلبيات والملاحظات التي شابت عمل «التحالف» في الانتخابات العامة الأخيرة ليست بقليلة، وتبقى في الإطار التنظيمي رغم دعاوى العديد من الشباب بضرورة المحاسبة والتصحيح، وهو أمر واجب ومشروع بعد أي تجربة بحجم الانتخابات. وأذكر كيف عمل شباب التحالف بعد حملة «نبيها 5» على مراجعة آليات العمل في «التحالف» وتصحيحها لخلق تحالف أقوى، وتبقى التجربة هي المحك في قياس مدى نجاح الشباب و«التحالف» في إصلاح آليات عمله.إن المسؤولية التي تقع على عاتقنا جميعاً اليوم، كمنتمين أو محبين لهذا التحالف أن نعمل على تطويره حتى لا تتكرر الملاحظات -أياً كانت- في المستقبل، وحتى تقوى الجبهة الوطنية الديمقراطية التي لمسنا مدى تعطش العديد من الشباب والشابات إليها. إن أسهل عمل على الغيورين على التيار الوطني اليوم هو التخلي عنه على أمل أن يأتي شخص آخر ليصلحه، أو ليتبخر بالهواء كحال العديد من التجمعات السياسية الأخرى، إلا أن الاختبار الحقيقي يقع في النهوض وعدم الانكسار أمام التحديات العديدة التي واجهت «التحالف»، وإن كان بعض منها أتى بصنع «التحالف» نفسه، فالبناء أصعب من الهدم والمطلوب منا اليوم، كشباب تحديداً، أن نعمل على بناء هذا التحالف، فقد سئمنا من التيارات التي تنبت مع بداية المواسم وتذهب مع انتهائها، وتيارات ردود الأفعال، ونقف الآن على أعتاب التحدي الأكبر في النهوض بهذا «التحالف» ليكون فعلاً تحالفاً قوياً.أياً كانت ملاحظات علي الراشد فإننا نحمل مثلها وأكثر، إلا أن خيارنا هو أن نعمل من خلال «التحالف» لتلافيها لا أن نحلق بعيداً، فالأمل فينا.
مقالات
شاركونا العمل
05-06-2008