مسلم البراك... وهيئة الأمر!

نشر في 15-06-2008
آخر تحديث 15-06-2008 | 00:00
 حمد نايف العنزي

كلنا أمل في «أبو حمود» أن يتحدث بصوت أخفض وأهدأ، لعل القوم – شديدي الحساسية- من الصوت العالي، يتفرغون للعمل والإنجازات المتوقفة بسبب صراخه، ولكي يغتاظ أعداؤه ويبحثوا عن عذر آخر، فهل يستجيب لطلبنا؟! وإن كنت أدرك أن شيئا لن يتغير فيهم، إن صرخ أو تكلم همسا!

النائب مسلم البراك، من أفضل النواب الذين مروا على مجلس الأمة خلال تاريخه، ومن أشهرهم، وأكثرهم شعبية، وفي كل انتخابات برلمانية يتوقع منتقدوه أو «كارهوه»، إن أردنا الدقة، سقوطه المدوي، فيأتيهم الرد دائما «صفعة» مباشرة من الشعب وبرقم قياسي، يعكس مدى احترام الناس وتقديرهم وحبهم له.

والرجل حقيقة يستأهل هذا الحب والتقدير كليهما، فكم من مرة «برد جبودهم»... وكم من مرة «فش خلوقهم»... وكم من مرة وقف في وجه من أرادوها «سمردحه»... وكم من مرة وقف كشوكة في «بلاعيم» من يريدون ابتلاع مقدرات البلد؟ ولا يحتاج مسلم البراك إلى أن نُذكّر أحداً بفضائله، فمواقفه تتكلم عنه، والمنصفون كلهم يدركون أنه شمس من شموس العمل البرلماني، وهل تحتاج الشمس إلى من يشير إليها؟!

ولأنني مثل كثيرين، من محبي ومناصري مسلم البراك، فإن لي طلباً يشاركني به العديد من محبيه، وهو أن يحاول «أبو حمود» قدر الإمكان، أن يخفض من نبرة حديثه العالية في غالب الأحيان، والتي يعتبرها بعضهم استفزازية وتأزيمية، وأنها أكبر أسباب عدم التعاون بين المجلس والحكومة!

فرغم أننا نعرف حق المعرفة أن «صراخه» كان وسيبقى في محله دائماً، وأن دافعه الوحيد لهذا الصراخ هو «غيرته» على مصلحة البلد وأهل البلد، وأنه لا يرفع من نبرة صوته، إلا وهو على حق أو من أجل الحق، إلا أن هذا العيب- إن جاز أن نعتبره عيباً- هو النقيصة الوحيدة التي وجدها أعداؤه فيه، فراحوا يكررونها كل يوم، حتى مللنا سماعها أو قراءتها، بل تمادى أحد الكتاب- هداه الله- فوصفه بأنه «طقاقه» المجلس، وهو يقصد بذلك إهانة النائب المحترم، ولم يدر أنه لم يهن سوى نفسه، حين سخر من رمز من رموز الوطنية في الكويت، له مكانة كبيرة في قلوب الكويتيين!

ما دام البعض يعتبر صراخ مسلم البراك هو السبب في كل مشاكلنا وتأخرنا وتأزيماتنا، فكلنا أمل في «أبو حمود» أن يتحدث بصوت أخفض وأهدأ، لعل القوم –شديدي الحساسية- من الصوت العالي، يتفرغون للعمل والإنجازات المتوقفة بسبب صراخه، ولكي يغتاظ أعداؤه ويبحثوا عن عذر آخر، فهل يستجيب لطلبنا؟!

وإن كنت أدرك أن شيئا لن يتغير، سواء استجاب لطلبنا أم لم يستجب، فهم مغتاظون منه على أي حال، إن صرخ أو تكلم همسا!

***

في مقال الثلاثاء الماضي، الذي نشر تحت عنوان «هيئة الأمر بالمعروف... النسخة الكويتية»، ذكرت على سبيل الاستدلال، قصة الحريق الذي نشب في مدرسة للبنات في مكة المكرمة، وقد أثار المقال وما ورد فيه، حفيظة بعض القراء «الغاضبين»، وجاءتني منهم ردود ورسائل عنيفة تدافع عن الهيئة وتتهمني بعدم المصداقية، وبالتجني على رجالها وتلفيق قصة مكذوبة عنهم، وذلك بقصد تشويه صورتها أمام الناس، وأن ما ذكرته وسائل الإعلام عن إغلاق أفراد الهيئة أبواب المدرسة ومنع فرق الإنقاذ من الدخول ما حال دون خروج الطالبات، هو محض افتراء، وأن الجهات المسؤولة كذبته في حينه، ويعلم الله، أنني لم أجد أي بيان «رسمي» من وزارة الداخلية السعودية ينفي مسؤولية رجال الهيئة في هذا الأمر ويبرئهم، رغم أنني بحثت طويلاً عن هذا النفي الرسمي في محركات البحث كلها في الإنترنت، وقد وضع القارئ المحترم منيف الظفيري- جزاه الله خيراً- رابطاً لأحد المنتديات، قال إن فيه تكذيباً رسمياً من الجهات المسؤولة، لكن هذا الرابط لا يعمل للأسف، ولا أعلم السبب!

أتمنى بصدق، من كل الذين كالوا لي التهم وأمطروني بالشتائم، أن يدلوني على بيان «رسمي» واحد، ينفي ما ورد من تفاصيل في وسائل الإعلام المتعددة من تسبب رجال الهيئة في موت التلميذات، وسأكون شاكراً لهم، ولدي من الشجاعة الأدبية ما يجعلني أعتذر للهيئة وللمتعاطفين معها كلهم على ذكري لهذه الحادثة في المقال!

وإن كنت لن أعتذر أبداً، عن رأيي الذي ذكرته بشأنها وبشأن لجنة الظواهر السلبية، لأنه صادر عن قناعة شخصية، ولا علاقة له ببراءة الهيئة من حادثة المدرسة أو عدم براءتها!

back to top