كافيتريا البورصة على وقع الأزمة المالية:انخفاض المبيعات من 1000 إلى 400 صمونة يومياً!
يتبوأ نادل البورصة مكانة أكبر بكثير من مجرد مراقب لأحوال قاعة التداول والمساهمين، فهو في كثير من الأحيان يلعب دور الناصح الأمين والخبير المالي، كما توفر له هذه الوظيفة موقعا يتفوق به على أفضل الصحافيين المتخصصين في سوق الأوراق المالية.
ربما يغيب عن الكثيرين من المتعاملين مع البورصة والمترددين على قاعة التداول حقيقة نادل البورصة، ويتفقون على أنه ليس الا مجرد عامل بمطعم او مقهى يكد طوال ساعات التداول لتوفير بعض الاطعمة السريعة والمشروبات الساخنة والباردة للمتداولين.
ولكن يخفى على الجميع الوجه الآخر لهذا النادل ومطعم الوجبات السريعة والمشروبات، الذي يحتل ركنا قصيا في احد اركان قاعة التداول، فهما في الغالب مرآة تعكس بشفافية ومصداقية احوال البورصة واوضاع المساهمين، وفي كثير من الاحيان تعكس اوضاع شركات بعينها. وهذا هو الدور الذي لعبه بالفعل الحاج هشام إبراهيم اقدم النوادل واشهرهم بسوق الكويت للاوراق المالية، والذي نقل لـ «الجريدة» بكل شفافية وحرفية ايضا ومن دون انحياز الاوضاع التي آلت اليها البورصة عقب الازمة الاقتصادية العالمية، وما تلاها من تبعات اثرت في بورصة الكويت واسهم الشركات والمساهمين. وبينما حمل كلام الحاج هشام في طياته الكثير من الحقائق، احتوى ايضا على نصائح قد يراها البعض كلاما مرسلا لا قيمة له، بينما هو في الحقيقة يؤثر في قرارات وسياسات الكثير من المساهمين، وربما يتعدى تأثيره اقوى النصائح لأعتى الخبراء، ففي حين اوضح تراجع معدلات وجود المتداولين في قاعة التداول بأكثر من 50 في المئة منذ بدء الازمة في سبتمبر الماضي، اشار الى ان معدلات وجود المتداولين قبل هذه الفترة بعدة شهور كانت متراجعة بنسب غير ملحوظة، بينما كانت لحظة اندلاع الازمة وتبعاتها على بورصة الكويت نقطة فارقة في عدد الموجودين. واكد بالدلائل المادية هذا التراجع غير المسبوق، إذ تراجعت مبيعات الكافيتريا بنحو 50 في المئة، إذ كانت في السابق تتعدى مبيعاتها اكثر من 1000 شطيرة «صمونة» في اليوم الواحد، بينما لا تتعدى مبيعاتها حاليا 500 او 400 شطيرة، بسبب تراجع اسعار الاسهم وهبوط مؤشرات البورصة بمعدلات كبيرة. وبينما أشار بكلتا يديه الى القاعة شبه الخالية، قال إن المتداولين اختفوا والقاعة خالية، والمقاعد لا تجد من يجلس عليها، بينما في السابق كانت هناك شكوى من قلتها «كان عمال الكافيتريا ينتهون من عصر 10 صناديق برتقال يوميا، والآن لا تتعدى 4 صناديق فقط»، وزاد «شطيرة الفلافل اصبحت اغلى من السهم، كما ان زجاجة المياه الغازية قد تشتري الآن ثلاثة اسهم»، ويلعب الحاج هشام دور الخبير، إذ نصح الكثيرين «بترك البورصة والاسهم والاستثمار في اشياء ملموسة كالعقار، فهو أكثر أمنا واقل خطورة من المضاربة في الاسهم». النادل محمد خالد الجندي اكد ان الازمة المالية «طالت الجميع وتأثرت معها مبيعات الكافيتريا والعاملين فيها، فجرى تسريح عدد من الموظفين كحال معظم الشركات»، وقال إن مبيعات «السندويتش» والمشروبات تراجعت بأكثر من 50 في المئة منذ أن بدأت الازمة المالية، وتراجعت معها اسعار الاسهم، واشار الى انه عرف بوجود الازمة من «شكل الناس» وعدم اقبالهم على الاكل والمشروبات، مشيرا الى ان المتداولين الذين مازالوا يحضرون يعزفون عن طلب الطعام والمشروبات «لا أحد عنده نفس يأكل ولا يشرب»، وهذا ما أكده النادل علاء بقوله: «تغير الوضع كثيرا عن السابق، وقت ازدهار البورصة وارتفاع اسعار الاسهم ومعه ارتفاع المؤشرات وتحقيق مكاسب، وحاليا الكل خسران».