إن كان الصراخ على قدر الألم كما يرددون... فلمَ لا يعملون على قدر الألم عوضاً عن الصراخ والغوغائية... فالألم لا يحتمل الصراخ الذي لا يثمر ولا يجلب نفعاً؟
فرق كبير بين مَن يتحدث للآذان ومَن يتحدث للعقول...وبين مَن يصرخ بغوغائية ومن يتكلم بعقلانية...وبين مَن يتحدث بهدوء وتوازن ورفق ولباقة ومَن يتهجم ويتهم ويدعي والعدوانية ظاهرة في نبرته وألفاظه وانفعالاته...فثقافة الصراخ الشائعة اليوم، خصوصاً في وقت الانتخابات، تجعل من الصارخ مناضلاً متفوقاً على خصومه وأعدائه ظافراً بانتصاراته الحنجرية، فهو يشعر بالقوة والمجد بعد جولة صراخ متعبة ليرتاح بعدها المكافح ويشعر بالارتواء والشفاء والاسترخاء وقد استنزفت كل طاقاته في الصراخ الدائم لا العمل.وإن كان الصراخ على قدر الألم كما يرددون... فلمَ لا يعملون على قدر الألم عوضاً عن الصراخ والغوغائية... فالألم لا يحتمل الصراخ الذي لا يثمر ولا يجلب نفعاً؟د. أسيل... أنت تتكلمين وهم يصرخون...هناك فرق كبير بين الاثنين فالصارخ يعتمد على الضجيج والخطب والتحقير والادعاء ولا يفقه فن الحوار ولا أصول النقد... أما المتكلم العقلاني فهو محاور ومفاوض ومتفاهم ومتقبل للنقد ولا يُستفز بسهولة ويقدم حلولاً مبنية على دراسة ومعرفة... وهم يجهلون ما لديك من أهداف تنموية واضحة ومفصلَّة... ويتوهمون أنهم وحدهم مَن يملك البرنامج التنموي؟ وهو برنامج الصراخ... لاغير. aصدقت يا أسيل حين قلت إن المرحلة القادمة «تتطلب تغييراً في دماء المجلس لإعادة الحيوية الى هذه المؤسسة الديمقراطية لتقوم بدورها على الوجه الذي يتطلع إليه المواطنون»...وأنه «لا يمكن لمَن ساهم في وصول البلاد إلى هذا المستوى أن يكون الحل لهذه المشاكل».فماذا فعل مَن ينجحون كل مرة في الانتخابات ولكن ظلوا يفشلون في تشريع وتمرير المشاريع؟ بل يساهمون في عرقلتها ووأدها في مهدها... وقد ملَّ الناس صراخهم المشل وضجيجهم العقيم وتأزيمهم المرهق.فاستمري على نهجك يا أسيل وعلميهم بفلسفتك الأخلاقية أن الصراخ ضعف وقلة حيلة... أما العمل بهدوء ومخاطبة العقل لا الآذان فهو قوة وذكاء ومسؤولية.وحيث يغيب المنطق يرتفع الصراخ... فهم بالصراخ والعويل يستنزفون الوطن ويهدرونه وأنت بالحوار والعقلانية والعمل تسعين، مع غيرك، إلى بناء «وطن من جديد».
مقالات
اسيل العوضي... إذا ضعف المنطق ساد الصراخ
13-04-2009