النهام: سوء استخدام السلطة أحد مظاهر الفساد في الكويت
قالت الناشطة السياسية فاطمة النهام في بداية حديثها إن الالتزام بالاخلاق في العمل السياسي هو الجوهر، وقد يكون لكل لون من ألوان العمل السياسي أخلاقه، ولكن الالتزام بالأخلاق يبقى هو الحلقة المفقودة في العمل السياسي الذي أصبح رمزاً لبعض الأخلاق السيئة، ونظرة الناس إلى السياسة يشوبها كثير من التشويه نتيجة الممارسات اللاأخلاقية لأغلب السياسيين، فينظرون إليها بعين الشك والارتياب نظرة سلبية مليئة بالخوف والحذر، وربما بشيء من الاحتقار والكراهية، وأصبح الكثير منهم يرى الكذب والنفاق والخداع صفات طبيعية لرجل السياسة، منطلقين في حكمهم هذا من تأثير رواسب التجارب الماضية، أو من تأثير وسائل الاعلام المختلفة اللاهثة خلف الفضائح والقضايا المثيرة في عالم السياسة والسياسيين، أو من تأثير واقع يومي مليء بفضائح بعض المشتغلين بالسياسة والدائرين في فلكها، لذلك لابد من التزام السياسيين بالاخلاق الحسنة، والذين لا يرون وجود علاقة بين السياسةوالأخلاق بل يدعون الى تحرير السياسة من الأخلاق، هم انصار المدرسة الميكيافيلية وأتباعها، كما أكد ميكيافيللي في كتابه «الأمير» أن السياسة لا تخرج عن فن إدارة المصالح الذاتية والجماعية خارج الاعتبارات الاخلاقية المعيارية، وبعض الثقافات الغربية تعتقد أن الاخلاق تتعارض أحيانا مع المصالح القومية. وأضاف «ان العلاقة بين السياسة والاخلاق هي علاقة توحد، فالسياسة والاخلاق تتوحدان من خلال الحياة اليومية والخاصة بجميع جوانبها، فهي ليست اخلاقا نظرية من ناحية، وانما هي أخلاق فاعلة تربط بين المسؤولية الشخصية والقواعد الاجتماعية للسلوك الاخلاقي، ومن ناحية ثانية فإنها تتوحد مع السياسة حين نجعل من السياسة عملاً أخلاقيا على المستويات الاجتماعية المتحددة.
والبعض الآخر يرى السياسية انها «فن الممكن»، فسياسة فن الممكن هي استخدام المتاح والمشروع من الوسائل والأساليب لتحقيق الغايات المرسومة والأهداف المحددة، وذلك بالوسائل الممكنة والمشروعة، والوسائل التي لا تخالف شريعة القانون ولا تهتك شريعة الاخلاق ولا تدوس الاعراف الحميدة، التي تحكم حياة المجتمعات المتحضرة والدول المتمدنة ولا يقبلون بفن الممكن، التخلي عن المبادئ والتحلل من الاخلاق والابتعاد عن الفضيلة والخير والوقوع في الرذيلة والشر، ورأت أن اتهام بعض النواب بالانتهازية والانحدار في اخلاقيات العمل السياسي دليل على وجود أعراف يسنونها خاصة بهم، من أجل التكسب والمصالح الذاتية والشخصية، فتراهم يتلونون بألف لون ويركبون كل موجة، وحتى المواقف والمبادئ تتغير حسب المصالح الشخصانية، وهذا ما نراه من بعض الحركات والتيارات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعض التيارات، التي كانت ترفض اعطاء المرأة حقها السياسي في الترشيح طوال سنوات، قد غيرت جلدها بعد أن نالت المرأة حقها السياسي، فبدأوا بمغازلة الصوت النسائي واستغلوه في سبيل وصولهم الى قبة البرلمان، وقد نجحوا في ذلك على الرغم من انهم يرون أن المرأة ولاية عامة ولا تنفع ان تصل إلى المجلس، ومع ذلك لم يتحرجوا في مقارهم الانتخابية من ان يستضيفوا بعض المرشحات غير المحجبات للمشاركة في ندواتهم، والآن عندما وصلوا إلى قاعة عبدالله السالم يطلبون من رئيس الحكومة ألا توزر امرأة، واذا وزرت امرأة تكون محجبة وفق الضوابط الشرعية، فهذا هو قمة الانحدار في اخلاقيات العمل السياسي، وهؤلاء يملكون رؤية دبلوماسية مكونة من اجل تحقيق مكاسب لأجندتهم الحزبية على حساب مواقفهم ومبادئهم.وقالت النهام ان أهم مظاهر الفساد السياسي في الكويت سوء استخدام السلطة والنفوذ، بالإضافة الى الرشوة والحال السياسي وتأثيره في العملية الانتخابية، وعلى مستوى الفساد المالي فقد زاد بالبلد، ففي عام 2003 كانت الكويت رقم 30 في الفساد المالي على العالم، والآن اصبحت في عام 2008 رقم 60 على العالم، فقد زادت السرقات والتعديات على أملاك الدولة وهيمنة مؤسسة الفساد وتعمقت جذورها، فضلا عن الفساد الاداري المتفشي في الجهات الحكومية والاختلاسات، وكثيرا ما نسمع عن الطعن في الذمم المالية للمسؤولين، والفساد السياسي هو لب الفساد فقد ارتفع ترمومتر الفساد والحكومة أهملت النتائج، فالمعركة صعبة وطويلة ونحتاج الى جدية من الحكومة في محاربة الفساد.