نيكول سابا: لن أدع الفنّ يغدرني!
تستعد النجمة اللبنانية نيكول سابا لتصوير فيلم جديد بعنوان «السفاح»، سيناريو خالد الصاوي وعاطف الدرديري، إخراج سعد هنداوي، بطولة هاني سلامة، خالد الصاوي وسوسن بدر. يجسّد الفيلم قصة حقيقية دارت أحداثها في حي المهندسين.
في حوار مع «الجريدة» تحدثت سابا عن إطلالتها للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «عدى النهار»، إخراج اسماعيل عبد الحافظ وتأليف محمد صفاء عمر وبطولة صلاح السعدني. ما هي العوامل التي دفعتك إلى المشاركة في مسلسل «عدى النهار»؟ الإنتاج الضخم وهو لشركة «سينرجي» التي أنتجت هذا العام «قلب ميت»، والإخراج لاسماعيل عبد الحافظ، إذ تربيت على أعماله ولمست تمسكه بي هو والكاتب محمد صفاء عامر وهذا يشرفني، بالإضافة الى وجودي الى جانب النجم صلاح السعدني، ثم أن الدور مناسب لي الى حد كبير، لدرجة أن عامر قال لي إنني لم أتخيل غيرك الأميرة نرمين سري. كذلك شهد لي بأنني استطعت تجسيد الشخصية كما تصورها، من طريقة ارتداء الأزياء إلى كيفية التحدث بالفرنسية وغيرها من التفاصيل. كل تلك العوامل حمستني للمشاركة، لا سيما أن النجوم الشباب في السينما المصرية حاضرون هذا العام في مسلسلات شهر رمضان. أعتقد أن مشاركتي في المسلسل فرصة لن تتكرر وإذا لم أربح فبالتأكيد لن أخسر، إلا أن الأصداء لغاية الآن جيدة جداً. ماذا تعلمت من عبد الحافظ على المستوى الشخصي؟ الدقة في كل شيء والتركيز على التفاصيل، يتمتع بصفات القيادة، فهو قائد «عدى النهار» بكل تفاصيله، يعطي الممثل من كل قلبه، وله قدرة غير عادية على إدارة فريق العمل من أصغر عامل وصولا الى الأبطال. كيف تقوّمين تجربتك في المسلسل؟ عندما شاهدت الحلقة الأولى، لم أكن أتوقع أن أتلقى هذا الكم من الاتصالات. أردت أن يكون الظهور الأول لي في عالم التلفزيون مميزا، على غرار ظهوري في السينما للمرة الأولى مع النجم عادل إمام. المهم عندي التقدير الذي لقيته من فريق عمل المسلسل لا سيما أن عبارة «للمرة الأولى» سبقت إسمي. في النهاية، إنها تجربة تضاف إلى أرشيفي ويكفيني أنني شاركت في عمل من إخراج عبد الحافظ، بغض النظر عن نجاحه أو فشله. هناك نجوم كبار قدموا أعمالا كثيرة في تاريخهم لم يُكتب لها النجاح مثل الفنان عادل إمام، لكن عندما يجسد الفنان أدوارا عدة يغني أرشيفه الفني الذي يكبر يوما بعد الآخر. كيف كان تعاملك مع النجم صلاح السعدني في المسلسل خلال التصوير؟ أفتخر أن يكون ظهوري الأول على شاشة التلفزيون إلى جانب فنان كبير مثل صلاح السعدني، الذي أقدره وأحترمه. كنا نجلس سويا ويحدثني عن أيام زمان، وشكلت تلك الجلسات متعة خاصة بالنسبة إلي، وهذا ما كنت أفعله مع الممثل الكبير مصطفى فهمي والزعيم عادل امام والنجم نور الشريف وتعلمت منهم جميعا. هل سنشاهدك في رمضان المقبل من خلال مسلسل جديد؟ إذا لم أجد عملا مناسبا من ناحية الإنتاج والإخراج والتأليف وفريق العمل، فلن أحرق نفسي. عُرض عليّ هذا العام الكثير من البرامج الرمضانية إلا أنني لم أظهر سوى في اثنين: «التجربة « و «العفاريت». لماذا لم تقبلي المشاركة في «على كرسي المذيع» تحديدًا، خصوصاً أنه من إنتاج الفنانة منى زكي؟ لأنني أردت أن أحاور إعلامياً كبيراً، فالبرنامج يستضيفني لإظهار ثقافتي وقدراتي في الحوار. هل اشترطتِ إسما معينا في عالم الإعلام؟ كل ما طلبته أنني أريد إسماً كبيرا. هل اقترحوا عليك أسماء معينة ورفضتها؟ نعم، عموماً لا أريد حرق نفسي بالظهور يوميا على أكثر من شاشة. يكفيني ظهوري اليومي من خلال مسلسل ضخم، وأعتبر التنويع من أهم صفات الاستمرارية. إذا قررت الظهور في شهر رمضان في العام المقبل، بالتأكيد لن أظهر بشخصية فتاة أرستقراطية كما فعلت هذا العام. قد أظهر بشخصية كوميدية أو رومانسية. هل أصبحت خطواتك خاضعة للتخطيط؟ من الضروري دراسة كل خطوة. أحسب خطواتي وأنوّع في أدواري، وسعيدة بأن عملي الأخير «عدى النهار»، على غرار «حواء في التاريخ»، أظهرني بصورة جديدة. يقول الجميع «فاجأتنا نيكول وأبهرتنا»، هذا ما أسمعه راهنا، ويجعلني أعيد حساباتي حتى في عالم السينما. يمنح التلفزيون الممثلة فرصة أكبر من السينما، ففي الأخيرة لم يأخذ العنصر النسائي حقه بعد، على عكس التلفزيون حيث المساحة الكبيرة لتظهر الممثلة قدراتها. بيدو أنك تفضّلين أن يُطلق عليك لقب ممثلة أكثر من مغنية؟ أبداً، التمثيل له وقته والغناء أيضًا، لكن الأول يؤخذ على محمل الجد أكثر من الثاني. في الغناء، أقدم شخصيتي وقضايا الشباب من خلال الكلمات والألحان التي أختارها، أما في التمثيل فيعرض عليك الدور، إما تقبلينه أو ترفضينه. تغنّين اللون المصري وتبتعدين عن اللبناني، لماذا؟ أختار الكلام واللحن الذي يناسبني، ثم أن أغنياتي من توزيع جان- ماري رياشي، وتعاملت في الكليبين الأخيرين مع المخرج يحيى سعادة وهو لبناني، وصوِّرا في لبنان. أعمل راهنا بطريقة فريق العمل، لست جديدة في عالم الغناء وأركز على تكوين هوية خاصة بي. إذاً أنت نيكول الـ «وان مان شو»؟ صحيح، لكن «يداً وحدها لا تصفّق»، ففي أغنية «أنا طبعي كده» كانت لدي مجموعة من الأفكار طلبت من أمير طعيمة أن يترجمها، بعد ذلك بدأت البحث عن طريقة توزيعها والمخرج الذي سيجسدها من خلال الفيديو كليب. كيف كانت أصداء كليب «براحتي}؟ جيدة جدا. أحب البعض كليب «أنا طبعي كده» وانتقده آخرون، لكن الأغنية نجحت نجاحا كبيرا، أما كليب «براحتي» فأجمع الجمهور على نجاحه. هل تنوين الاستمرار في هذا النمط من الشخصية في الأغنيات؟ لم يكن منطقيا أن أقدم بعد «أنا طبعي كده» أغنية فيها مثلا «مش قادرة على بعدو»، بل أغنية تحمل الأجواء نفسها وهي شخصية بدأت فيها ويجب أن أكملها. لكن التنويع مطلوب في الغناء؟ هذه ثاني أغنية لي تحمل الأجواء نفسها، ثمة مطربون يقدمون ألبوما كاملا يحمل الجو نفسه. أريد تقديم شخصية مستقلة تعكس المرأة المتحررة والمتمردة. أنت مع الجرأة في تقديم المواضيع؟ لست معها كلياً، أحيانا أكون قوية ومتمردة، وأحيانا أخرى رومانسية وضعيفة، بحسب الحالة التي أعيشها. ماذا تعيشين اليوم غير نجاحك في الفن؟ أعيد الحسابات مع نفسي لأعرف إلى أين وصلت وماذا ينقصني وأقوّم نظرتي الى الحياة والناس، ما يعجبني وما لا يعجبني. هل أنت راضية عن نفسك ؟ أحصد ما زرعت، بدأ الناس يأخذونني على محمل الجد وينظرون إلي نظرة مختلفة ويقولون إنني فنانة جيدة لا أعتمد على شكلي فحسب . وفق جردة الحساب التي تقومين بها راهنا، ما هي الأخطاء التي ستتجنبينها؟ على المستوى العام، تعلّمت أن أكون باستمرار مع الأفضل عملياً واجتماعياً، عانيت دائماً من مشكلة أنني قد أتواجد مع الناس الخطأ، فلمجرد أنني معهم معنى ذلك أنني أخسر أموراً كثيرة. هل أثّر هؤلاء في مسيرتك؟ أثروا في نفسيتي، عندما قررت القيام بما يسمى النقد الذاتي، سألت ما جدوى الاستمرار مع هؤلاء، سواء في العمل او في الحياة . هل أنت الفنانة اللبنانية الأنجح في مصر؟ يجيب الجمهور والصحافة عن هذا السؤال وليس أنا بالطبع. إذا صرحنا عن رأينا بتجرّد وكان ضدّك، هل تتقبلينه؟ أعرف أين أنا والى أين سأذهب وماذا أفعل، النجاح يفرض نفسه، بالإضافة الى أنني تجاوزت مرحلة نيكول الفنانة اللبنانية التي سافرت الى مصر لتجرّب حظّها. إلى أي مدى أثر فيك قرار أشرف زكي، علما أنك لا تقدمين سوى عمل سنوياً؟ لا يعنيني هذا القرار، لأنني أمارس المهنة في مصر منذ أكثر من خمس سنوات وتقدمت الى عضوية النقابة، لذلك لا ينطبق علي. ما رأيك به؟ له سلبياته وإيجابياته. فهو يحد من وجود الأشخاص الذين لا لا يملكون الحد الأدنى من الموهبة او الخبرة، لكنه في الوقت ذاته يحد من ظهور الفنان الذي يملك موهبة حقيقية ويعتبر الفن مصدر عيشه مثلي، خصوصاً أننا تركنا بلادنا الى بيئة جديدة وأصبحت لدينا علاقاتنا. لماذا لا تشجّعين التمثيل في لبنان وتشاركين في عمل لبناني؟ ليس مهما أن اقدم عملا فحسب، بل هناك شروط واجب توافرها لأي عمل سواء كان لبنانياً أو مصرياً... بدءاً من النص وصولاً إلى الإخراج وانتهاء بالعناصر المشاركة فيه. لا أقدم أي عمل لمجرد أن يقال إنني أساهم في تطور الفن اللبناني، اعتذرت أخيراً عن عمل لأن هناك ممثلين معي ليس لديهم خبرتي ولهم مساحة دوري نفسها. هل تحضرين نفسك لمرحلة ما بعد انحسار الأضواء، فالفن ليس وفيًّا لأهله؟ قد تأتي لحظة أقرر فيها اعتزال الفن بصورة مفاجئة. ما الذي يدفعك إلى اتخاذ مثل هذا القرار؟ ربما الضغط، وهذا المجال هو مجال «الضحك على الدقون» والقال والقيل، لا أدخله إلا عندما أعمل وفور انتهائي أخرج منه، أصدقائي جميعا من خارج الوسط الفني. متى ستقررين الزواج؟ لم أجد الشخص المناسب بعد. أنت المرأة المتحررة الواثقة لم تجدي الشخص المناسب بعد؟ لا، ليست مسألة حسابية متعلقة بالوقت والظروف، هي مسألة قدر، لا أتزوج لمجرد أنه يجب أن أتزوج، أقدم على تلك الخطوة عندما أغرم بشخص وأشعر بأن حياتي معه ستكون سعيدة ومستقرة. أنا مرتاحة راهنا ولست منزعجة من وضعي.