جومانا بو عيد: لا يهمّني نشر غسيل النجوم على الهواء!
بعد أربعة عشر عاماً من امتهان العمل الإعلامي، استطاعت الإعلامية جومانا بو عيد أن ترسم لنفسها خطّاً مختلفاً في حواراتها الفنية. ارتبط اسمها بشاشة «روتانا» وكانت خير ممثل لها في الحفلات والمهرجانات العربية. علاقتها مع النجوم خاصة جدّا وتؤمن أن الإعلامي المحترف هو الذي يحصل على ما يريد من ضيفه بذكاء وبعيداً عن التجريح. ترفض الردّ على من يشكك بقدراتها المهنية وتقول: «ليس لدي الوقت للـ»قيل والقال». عن تجربتها الإعلامية الطويلة، كانت معها الدردشة التالية.
لماذا اخترت أن يكون الجزء الثاني من «كلمة فصل» مباشراً على الهواء وكيف تقيمينه؟ تضمن الجزء الاوّل حلقات سبع وكانت جميعها مسجلة، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي سيطرت على لبنان في تلك الفترة، والخوف من قطع إرسالنا لسبب أو لآخر. كانت التجربة موفقة واستضفت خلالها نجوماً مميزين مثل أبو بكر سالم، عبادي الجوهر، نوال الزغبي، صابر الرباعي، عبدالله رويشد، أنغام وماجد المهندس. أما الجزء الثاني فشكل تحدياً لقدراتي في تقديم مادة مميزة خصوصاً أنه مباشر على الهواء ويدفع الضيف الى الشعور بالمسؤولية. أحب هذا النوع من البرامج، لكن ارتباطنا بتوقيت صدور ألبومات الفنانين منعنا من البث المباشر سابقاً. لم تعد هذه المشكلة قائمة اليوم، لأن أجواء البرنامج اختلفت وارتبطت مواضيعه بالحياة وليس بالفن فحسب. من هنا ضرورة أن يتحلّى الضيف الذي يطلّ في «كلمة فصل» بتجارب حياتية ويكون جاهزاً للتحدث في السياسة، الزواج، الطلاق، الوطن، التربية، الاولاد، الفشل والنجاح وغيرها على مدى ساعتين من الوقت. يقال إن نجوم الصف الأوّل لا يطلون على شاشة «روتانا» إلا عبر برنامجك، ما مدى صحة هذا القول؟ (تضحك) النجم موجود دائماً، في حال صحّ هذا الكلام، فهو يعني مدى تقدير الفنانين لجهدي ولعملي، مع أني أتطرق معهم إلى مواضيع غير مستحبة، ليس هناك خط أحمر في برنامجي ونعمل بجهد وبحرفية لتكون النتيجة جيدة. يردد البعض أن الإمكانات الضخمة التي وفرتها «روتانا» للبرنامج تخولك استضافة نجوم من الصف الأول، بماذا تردين؟ أعمل في الإعلام منذ أربعة عشر عاماً، وأغطي المهرجانات والحفلات وتوكلني «روتانا» لتوقيع العقود مع النجوم، ليس لأن جسمي جميل بل لأني أعمل بجهد وأصقل شخصيتي بالعلم والمعرفة لأتطور. ينم هذا القول عن الفشل الذي يختبئ وراءه البعض، ليكف هؤلاء عن تعليق فشلهم على نجاحي وليعرفوا كم تعبت لأصل إلى ما أنا عليه راهناً. لم أنتقد احداً في حياتي وليس عندي وقت للـ{قيل والقال» وللأخبار التافهة وأعطي كل وقتي لعملي، أشكر «روتانا» التي لم تخذلني يوماً. إلى أي مدى تؤدي صداقتك مع بعض الفنانين دوراً في توجيه الحوار معهم وتجنب المواضيع التي تزعجهم؟ أنا على مسافة واحدة من الجميع، ولا يطّلع الفنان، سواء كان صديقاً أم لا، على محاور الحلقة. لأكون صريحة، إجتمعت مع نجمين قبل استضافتهما لأعلمهما أنني سأتطرق معهما إلى المواضيع كافة، في حال لم أحصل على جواب شاف منهما حول قضية معينة، لن أستسلم ولن أنهي الحلقة قبل الحصول على ما يقنعني. من واجبي طرح السؤال الملائم على ضيفي، وله أن يرفض الرد أو يقبله أمام الجمهور. أتطرق إلى المواضيع الحساسة بطريقة لا تزعجه، لذلك يشعر بالإرتياح لأن الأسلوب المعتمد في الحوار لا يحمل أي إهانة أو إساءة إليه. إلامَ تهدفين في برنامجك؟ إلى تحقيق سبق صحافي أو إظهار جوانب خفية من شخصية الضيف؟ إظهار الضيف بصورة جديدة هو الـسبق الصحافي عندي بحد ذاته وليس «نشر الغسيل» على الهواء، مثلا عندما تطرقت مع عاصي الحلاني إلى موضوع الأديان أعلن أن الدين لا يشكل عائقاً في علاقاته الإنسانية، كذلك عندما أطل كاظم الساهر بصورة الوالد والجبيب وتحدث عن خيانته للمرأة وحبّه للوطن وغيرها... يحب المشاهد ان يرى الفنان بصورة محتلفة عن المعتاد وأطمح إلى تحقيق ذلك عبر الإطلاع على تفاصيل حياة النجم الذي أستضيفه. لماذا افتقدت حلقة أصالة إلى الوهج المطلوب؟ شخصية أصالة العفوية والصادقة والمشاكسة هي نفسها دائما ويعرفها الناس. لم تجمّل يوماً كلامها، لذلك اعتاد المشاهد على صورتها هذه لأن ليس لديها أصلا ما تخفيه. تطرقت معها إلى القضايا التي تناولتها الصحافة، إنما بطريقة مختلفة، ولم أتجاهل حتى موضوع طلاقها وزواجها من المخرج طارق العريان، بل طرحته بأسلوب جديد. في المقابل تحدثت هي عن محاولة إنتحارها وعن أمور أخرى كان يجهلها المشاهد العربي، وظهرت ابنتها، للمرة الأولى في الإعلام، خلال الحلقة كذلك والدتها. لماذا لم تسألي لطيفة حول صحّة خبر زواجها السابق من رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل سوزان تميم؟ لأن هذا الخبر مجرد تساؤل وتحليل من صحافي من دون معطيات محددة وملموسة، لذلك لم أجد ضرورة في التطرق إليه. المهم أن لطيفة أظهرت صورة المرأة القوية والضعيفة في آن وكانت المرة الأولى التي أراها فيها تبكي. تحدثنا عن الحب وعن سر بحثها الدائم عن الرجل النافذ والمرموق. كان هناك تلميحات لمواضيع كثيرة لم تطرح سابقاً ورسائل بين السطور يلتقطها الصحافي والمشاهد الذكي بسرعة. هل لامك أحد الضيوف على توريطه بقضية معينة؟ يلومني فنانون على تطرقي لمواضيع معينة لا يحبون الغوص فيها، لكن سرعان ما يغيرون نظرتهم لأن اسلوب المعالجة كان راقياً. استضفت في إحدى حلقات برنامجي السابق «مع حبي» أصالة وكنت مريضة وحرارتي مرتفعة إضافة إلى ظروف مفاجئة طرأت علينا أثناء التصوير، فشعرت حينها أني ظلمتها بأسئلتي. هل تتابعين «ضد التيار» على «روتانا» لوفاء الكيلاني؟ أحترم تجربتها لكن ليس لدي الوقت الكافي للمتابعة لأن عملي ومسؤولياتي كثيرة. أفضل متابعة الأخبار والبرامج السياسية. أي من البرامج السياسية تشاهدين؟ «كلام الناس» الذي يقدمه الزميل مارسيل غانم. ما صحّة ما أشيع عن علاقة عاطفية تربطك بغانم؟ (تبتسم) هناك صداقة جميلة بيننا وأحترمه. استطاع أن يحقق النجومية لبرنامجه لأنه نجم بشخصيته وثقافته. أشكره لأنه يصفني دائما بالزميلة المقربة وهو صديق عزيز أيضا. التقيته في الحفلات التي يعود ريعها إلى مركز سرطان الأطفال في لبنان St Jude وهو الداعم الأوّل له وأقدّر فيه هذا الجانب الإنساني. من جهة أخرى، ألاحظ أن السياسي يظهر على حقيقته أثناء حواره مع مارسيل. هل يحتلّ الرجل حيزاً في حياتك؟ طبعا. أخصّص وقتاً لحياتي الخاصة على الرغم من انشغالاتي الكثيرة، لكن مسألة الإرتباط تتعلق بالعقل والقلب وعندما أجد الشخص المناسب سأتزوجه لأني أحب تأسيس عائلة. بنظري الرجل الذكي هو الذي يبحث عن المرأة التي لها دور في المجتمع، لأنها قادرة على توجيه أولادها نحو الطريق الصحيح، ولديها تجاربها الخاصة. أحب أن أكون تابعة لرجل ما لكن من دون أن يمحو شخصيتي. تلفتك شخصية الإعلامي مالك مكتبي الذي يقدّم برنامج «أحمر بالخط العريض» على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، لماذا؟ لأنه إنسان نظيف وعصامي وكوّن نفسه بنفسه. لا يلتفت إلى غيره وهمّه الوحيد أداء عمل جيّد. هناك تواصل بيننا، يعطيني رأيه دائما ببرنامجي والعكس صحيح. أي من الفصول الأحب إليك؟ الشتاء. هل أنت رومنسية؟ نعم أنا عاطفية وحساسة جدّا مع أن شكلي لا يدلّ على ذلك. لست قاسية بل ضعيفة أمام حالات مؤلمة ويتملكني الحزن، لكني أستمد قوتي من ضعفي. في المقابل لدي مساحات فرح واسعة في حياتي. لمن تقولين شكراً؟ لأهلي أولا وعلى الصعيد المهني للمؤسسة التي أنتمي إليها ولثقتها بي على الرغم من الحرب التي يشنها علي البعض. ما هو رأيك بـ : فرح بن رجب: أحبها. لم يأخذ أحد مكانها وتحتاج الشاشة إلى شخصيتها المرحة. وفاء الكيلاني: أتمنى لها الصحة. نيشان: حالة خاصة. طوني خليفة: عفوي وصريح. حليمة بولند: قريبة من القلب. محمود سعد: أحترم تجربته. عمرو أديب: ملفت.