خذ وخل: مولد سيدي أوباما!

نشر في 22-01-2009
آخر تحديث 22-01-2009 | 00:00
 سليمان الفهد * من فجر الله الباكر فتحت التلفزيون لأتابع بداية المولد الأميركي العالمي لسيدي أوباما، حاولت الهروب من حضوره المستحوذ على الفضائيات فأخفقت بامتياز ولا فخر. في مصر المحروسة، حيث أسطر منها هذه الخاطرة، وحده المولد الشعبي لمولانا السيد أحمد البدوي في طنطا الذي يمكن أن يضم مليون مريد ومجذوب وغيرهما... وربما أكثر من المليون وقد تزامن سفري وبعلتي الصابرة المحتسبة، مع احتفالية تنصيب السيد أوباما كأول رئيس أسمر حليوه من أصل إفريقي، لأميركا وذات لحظة نزق عنّ لي الهروب من المولد المتلفز إلى الإذاعة المسموعة، ففوجئت بـ«الخال أوباما» يملأ فضاء الإذاعة هي الأخرى، مع زيادة جرعة التغطية الإخبارية التي لا تغادر صغيرة أو كبيرة تخص الرئيس الأكحل ما غيره! من هنا وجدتني متردداً متوجساً، حين وقفت أمام صنبور ماء الحنفية خشية أن يخرج منها «أوباما» بمعية الماء... وانسحبت الخشية على البوتجاز والشباك وباب الخزانة! فأيقنت بأن لا مهرب من مولد سيدي أوباما إلا بالانضمام إلى البليوني مشاهد الذين تحلقوا حول التلفزيون لمتابعة طقوس الاحتفاء بصاحب المولد، والذي حرص القيمون على إشهاره وتسويقه، على عرض «الشو» وفق سيناريو يتكئ على الإبهار وخطف الأنظار وزيادة جرعة البهارات الجذابة ليكون المولد أكثر أفلام الموسم مبيعاً وجماهيرية لها العجب!

* إن الكثيرين من العربان طربوا لفوزه في الانتخابات الرئاسية، آملين في أن تكون السياسة الأميركية منصفة للعرب والمسلمين لمجرد أن اسم الرئيس الثلاثي يرد فيه اسماً عربياً مسلماً هو «حسين»، وأحسبهم طاروا فرحاً حين أدى الرئيس القسم الرئاسي باسمه الثلاثي إياه! وكأن السيد أوباما سيغير سياسة بلاده 180 درجة كرمى لإسلامه التناسلي البيولوجي البعيد! ولا يظن أحد بأن العبد لله يروم الغناء خارج السرب الاحتفالي، ويرغب في أن يضرب كرسي في الكلوب، لا سمح الله. غاية ما هنالك هو خشيتي على المريدين العرب والمسلمين لمولانا أوباما، من الشطح والجذب لإيقاع الزار الأميركي المدجج بسلاح «الفيتو» المتناغم مع مصلحة إسرائيل قلبا وقالبا، بالحق والباطل، اللهم لا اعتراض على المشاركة في المولد... لاسيما أنه مصاغ ومنفذ وفق سيناريو متقن تتوافر فيه كل عناصر الفرجة والترويح والإثارة والحركة الساعية إلى القول: بأن البيت الأبيض ينفع في اليوم الأسود، لاسيما بعد أن تقوض البيت الأحمر والمنعوت حركياً باسم «الكرملين» ليستأثر «الأنكل سام» سيداً على العالم كله. أسأل ببراءة الأطفال المقطوعي الصرة والصلة ببراءة الأطفال المعهودة: أكان السيد أوباما يحظى بكل هذه الجماهيرية الطاغية لو أن سلفه لم يكن الرئيس «بوش» الصغير الذي وصم بصفة أسوأ رئيس خبرته الولايات المتحدة الأميركية؟! لكني على يقين بأن حمى المولد استحوذت على عقول المؤيدين المخلاة من علامات الاستفهام والتعجب.

وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي وردت في سياق الخطاب الرئاسي لأوباما تجاه الشرق الأوسط، فإني لا أظنه سيقبل على نفسه أن يدخل التاريخ من بوابة لون البشرة فقط لا غير. السيد الرئيس لاشك أن طموحه يتجاوز مسألة كونه أفضل من سلفه، لأن الخلف، أي خلف، سيكون الأفضل بالضرورة!

انتهى المولد بزفته الاحتفالية وبقي على المريدين وغيرهم انتظار الفعل وترقب المواقف وتحليل الممارسة السياسية التي تدب على الأرض مجسدة «بركات» صاحب المولد. والذي لا نجادل فيه هو أن البيت الأبيض يستأهله الرئيس الأسود لاسيما إذا فعله يسير من «حسين» إلى أحسن! وساعتها سنهتف مع الهاتفين: «أوباما فات... وامتد حبل الدردشة والتعليقات» بالإذن من الصديق الشاعر «أحمد فؤاد نجم» لأنه قد لا يحب أوباما... ربما لأن يفضل «أوه ماما» لأن الجنة تحت أقدام الأمهات!

back to top