القول المبين... في نكسة الليبراليين!!

نشر في 25-05-2008
آخر تحديث 25-05-2008 | 00:00
 سعد العجمي إن كانت اللحية الطويلة والثوب القصير هما المعياران اللذان يحددان إسلامك، فقد لا أكون في نظر أصحاب هذا التصنيف مسلماً... وإذا كان الهجوم بمناسبة وبغير مناسبة، على كل ما يتعلق بالدين والمتدينين هو «كرت» عبورك لتكون ليبرالياً، فإن علاقتي بالليبرالية هنا أشبه بعلاقة «بن لادن بالرئيس بوش».

ما دفعني لكتابة هذه المقدمة، هي حالة من التناقض لمستها خلال اليومين الماضيين، ففي الوقت الذي شاهدت فيه نواباً مثل محمد الصقر وعلي الراشد يهنئان زملاءهما الإسلاميين في مقارهم الانتخابية بعد فوزهم، كان كتاب ليبراليون في صحف زميلة يضربون بمبادئ ليبراليتهم عرض الحائط، وكأن الحرية والتعددية، مجرد ثوب يفصّلونه حسب أهوائهم ورغباتهم.

لنكن واضحين منذ البداية... الإسلاميون، وتحديداً السلف، لم يثبوا على مقاعد مجلس الأمة في ليلة ظلماء، ولم يفخخوا أجسادهم بأحزمة ناسفة أمام مراكز الاقتراع ليرغموا الناس على التصويت لهم، بل الشعب مَن اختارهم ومنحهم ثقته، فعلينا احترام قناعات الناخبين، هذه هي الديمقراطية، وهذا هو فهمي لها، حتى لو أسقطت محمد الخليفة، وكادت أن تفعلها مع أحمد السعدون.

خسر «الشعبي» بعض المكاسب في العملية الانتخابية، لكن ذلك لم يخلق لنا المبرر للانتقاص من تفوق الآخرين، حل الإسلاميون ونائب المنبر الديمقراطي أمام السعدون في الدائرة الثالثة، وتقدم المحيلبي الإسلامي على الحبيني «الشعبي» في الخامسة، فقلنا أنتم الرابحون ونحن الخاسرون، فالخلل فينا وليس في إرادة الناخبين.

في المقابل، فإن كثيراً من الكتاب الذين لا يحملون من الليبرالية إلا اسمها، نسوا أن الديمقراطية مداولة في الأصل، يوم لك وآخر عليك، تكسب مرة وتخسر أخرى حسب القضايا المطروحة ومزاج الناخبين المتغير عند كل عملية انتخابية، وبدلاً من وضع الأصبع على الجرح في مقالاتهم وتفنيد أسباب عدم التوفيق، نجدهم يندفعون للهجوم على خصومهم من دون أي مبرر، بل إن بعضهم للأسف الشديد، استخدم غطاء تصنيفه الليبرالي لنفث سموم المذهبية المقيتة في بعض مقالاته، فتباً له ولأشباهه ممَن يدعون الليبرالية، وهي منهم براء.

وغير بعيد عن هذه الأجواء، نجد كتاباً إسلاميين يقعون في الخطأ نفسه، فبدلاً من إسداء النصح لنوابهم وحثهم على احترام ثقة الناخبين الذين اختاروهم، وشحذ هممهم للثبات في المواقف داخل قاعة «عبدالله السالم»، سخّروا أقلامهم للتشفي من خصومهم وكأنهم جاؤوا بما «لم يأت به الأوائل».

نعم نجح الإسلاميون في الانتخابات، وحصدوا العدد الأكبر من المقاعد، هكذا تقول لغة الأرقام والحسابات، لكن اللغة نفسها تقول إن الليبرالين لم يخسروا، فقد احتفظ التحالف الوطني بمقاعده الثلاثة، وأضاف مرشح المنبر صالح الملا مقعداً رابعاً للتيار المدني، فمَن خسر من وجهة نظري هم «أشباه الليبرالين» من أصحاب الأقلام والزوايا، وإن كانت هناك نكسة قادمة للتيار المدني، فستكون على يد بعض كتابه، لا نوابه.

back to top