حول ذكرياتها في هذا الشهر الفضيل تخبرنا بعض العائلات المسيحية:
يقول سعيد شماس، وهو سفير سابق: «كنا نقطن في فريج الغنيم ومن ثم انتقلنا إلى «جبلة»، ما زالت تقاليد رمضان في ذاكرتنا منذ الطفولة، صحيح أننا لا نصوم في هذا الشهر الفضيل لكننا نحترم إخواننا المسلمين ونحرص على التواصل معهم، ولم تنقطع تلك العادة الجميلة إلى اليوم، ما زلت أقصد ديوانيات المقربين إلي وأصدقائي ومعارفي لتهنئتهم بشهر رمضان المبارك، كذلك تحرص زوجتي على أن تتواصل مع صديقاتها بعدما جرت العادة على زيارتهن وتهنئتهن في هذا الشهر الكريم، ويعمل القس عمانويل غريب شاكراً «غبقات رمضانية»، ما أتاح لنا فرصة أكبر للتواصل مع إخواننا الكويتيين المسلمين».يضيف شماس: «كمسيحيين نحترم العادات والتقاليد والديانات، في المقابل لا يتوانى أصدقاؤنا من المسلمين عن زيارتنا في مناسباتنا وأعيادنا الخاصة وتهنئتنا بها».من ناحيته، يوضح صبيح منصور: «نشعر بأن لهذا الشهر نكهة خاصة ومختلفة عن باقي الأشهر، تسود فيه روح من الألفة بين الناس على اختلاف دياناتهم، مثلا تعدّ «أم العيال» أطباقاً مختلفة من الطعام وترسلها وقت الإفطار إلى جيراننا، كذلك يحرص هؤلاء على إرسال الطعام إلينا على الرغم من أننا لا نصوم في رمضان، ما يشعرنا بالرضى والامتنان». تؤكد نادرة داوود نعمان أنه سابقًا لم يكن هناك فرق بين مسيحي ومسلم، كان الجميع ينتظرون الشهر الفضيل، وعندما يحل تحل الفرحة في قلوب المسلمين والمسيحيين على السواء، في جو يسوده التسامح والمحبة. تتذكّر: «في طفولتنا كنا نحتفل بالقرقيعان ونطرق الأبواب أسوةً بفتيات الفريج. كانت الحياة جميلة على الرغم من بساطتها. أما اليوم تبدلت الحال ولم يعد هناك تواصل بين أبناء المجتمع الكويتي، فتجد غالبية سكان الفريج الواحد لا يتواصلون مع جيرانهم كما كانت الحال سابقًا».كذلك يشاركها داوود نعمان الرأي قائلاً: «كنا نقطن في « فريج الحساوية» إلى جانب الملعب الشرقي، وكانت تجمعنا آنذاك بجيراننا روابط الحب والمودة كأبناء مجتمع واحد، إلا أن التمدّن طغى على بريق الماضي ببساطته وجماله. في الماضي كان الأهل يصنعون لنا أكياساً جميلة من القماش لنضع فيها حلوى « القرقيعان»، أما اليوم تبدلت الأوضاع وأصبحت توزّع في علب فارهة، ما أفقدها عبقها».
تحقيقات ودراسات - تحقيقات توابل
عائلات مسيحيّة
29-09-2008