هل هذا معقول ...؟!

نشر في 26-09-2008
آخر تحديث 26-09-2008 | 00:00
No Image Caption
 صالح القلاب إذا كان صحيحاً هذا الذي نقله مروان فارس عن الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقاء مع قيادة الحزب السوري الاجتماعي القومي، وأغلب الظن أنه إن لم يكن غير صحيح فإنه غير دقيق، فهذا يعني أنه وداع لاتفاق «الدوحة» وداعاً لا لقاء بعده، وأنه على اللبنانيين ان يجهّزوا الخنادق، وعلى الميليشيات المتصارعة ان تبدأ «تزييت» السلاح، وعلى الأيدي الخارجية التي تلعب في الشأن اللبناني الداخلي في السر والعلن ان تستعد استعداداً جيداً، فالموسم اقترب ولم يبقَ إلّا ان يعلن حسن نصرالله«إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها!».

فماذا نقل النائب اللبناني مروان فارس عن الرئيس بشار الأسد الذي من المفترض أنه أكثر الناس صمتاً هذه الأيام... والذي من المفترض أنه الأكثر «حماساً» لاتفاق «الدوحة» الذي حمل عنوان: لا غالب ولا مغلوب وكل اللبنانيين إخوة في إطار الوحدة الوطنية ...؟!

قال مروان فارس، القيادي أيضاً في هذا الحزب المُشار إليه، وبالحرف الواحد «أكد الرئيس الأسد ان المشروع الأميركي في لبنان هُزِم... كما حصل في العراق وفلسطين... والشعب السوري يقدر عالياً دور المقاومة في لبنان في إسقاط هذا المشروع وتحقيق النصر... وإن الانتصار الذي تحقق في لبنان ليس منفصلاً عن الانتصار الذي حققته سورية في مواجهة إضعافها وعزلها... والرئيس الأسد يرى ان لبنان سيحتفل بانتصارات جديدة من خلال إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، والتي قد تغير قواعد اللعبة، إذْ سيتغير الواقع السياسي الراهن لمصلحة المعارضة... والقوى التي هزمت إسرائيل ستهزم حلفاءها في لبنان».

فمن هم هؤلاء الحلفاء لإسرائيل في لبنان الذين ستهزمهم هذه «المعارضة»، التي من المفترض أنها بعد المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة فؤاد السنيورة التي ضمت حزب الله و«أمل» والجنرال الذي يغرد خارج سربه ميشيل عون، لم تبقَ معارضة ولم تعد هناك لا «أكثرية» ولا «أقلية» ..؟!

إن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي تذكُّر ان حكومة فؤاد السنيورة كانت وُصِفَتْ بعد حرب «الانتصار الإلهي» في يوليو من عام 2006، بأنها صنيعة إسرائيلية وأنه لابد من إطاحتها، وتقتضي تذكُّر ان تحالف الرابع عشر من آذار كان وُصِف علناً وعبر كل وسائل الإعلام، بأنه عميل لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية... وهذا يعني أنه عندما يُنقل هذا الذي نُقل عن الرئيس بشار الأسد ولم تَنْفِه أي جهات سورية لا مسؤولة ولا غير مسؤولة ولا مطّلعة ولا غير مطّلعة، أن كل المصالحات التي شهدها لبنان كانت خادعة وكاذبة ومجرد مناورات لتحسين المواقع استعداداً للجولة المقبلة... والواضح ان موعد هذه الجولة المقبلة سيكون مع موعد الانتخابات التشريعية المقررة المقبلة... وهنا فإن السؤال يبقى: هل أن هذا معقول ومقبول ...؟!

* كاتب وسياسي أردني

back to top