«جان ماري غوستاف لوكليزيو»، تذكروا هذا الاسم المشرق جيداً، بل إنه لن يغيب عن أذهانكم كل هذا العام، ولربما سيتعلق بذاكرتكم كما تعلق من قبل نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز وغونترغراس، وغيرهم من مبدعي هذا العصر؛ فهذا الروائي المبدع يعتبر صديقاً حميماً للعرب والقضية الفلسطينية بشكل خاص، وهو كاتب فرنسي مدهش حاربته الصهيونية حرباً ضروساً؛ لأنه نشر في مجلة الدراسات الفلسطينية رواية تتناول الضياع الفلسطيني تماماً، كما كتب قبلاً عن كل الفئات المهمّشة في العالم، مثل هنود أميركا وسود القارة الإفريقية وعوالم الصحراء الغربية، خصوصاً في روايته الموسومة «الصحراء» التي أصدرها في عام 1980، ونال عليها جائزة غونكور الفرنسية، وهي تتضمن صوراً عظيمة من ثقافة ضائعة في صحراء شمال إفريقيا، تختلف عن طريقة الوصف الأوروبي بعين المهاجر؛ وذلك لأنه أبرز الكرم لدى الناس والطبيعة، وكذلك أتبعها برواية أخرى هي «سمكة الذهب»، وهي الرواية الوحيدة له التي تُرجمت إلى العربية ونشرتها مجلة دراسات فلسطينية.
وقد تميزت رواياته بلغتها الشعرية البسيطة ظاهرياً والمشحونة بالعاطفة والأناقة والإيحاء، وهو مثقف ملتزم بالقضايا الإنسانية والتسامح والعدل، وهو ليس بعيداً عن أهمية مواطنه الفرنسي الآخر والكاتب الضخم «جان جينيه» الذي اهتم هو الآخر بالقضية الفلسطينية، وتعرّض مثله إلى حملات صهيونية مضادّة عكرت عليه صفو حياته الخاصة. وبالطبع حينما ندعو إلى حفظ اسمه، فإننا لا نريد أن نخسر المزيد من الأصدقاء الذين يحملون قناعاتهم الخاصة عن قضايانا من دون محاباة أو شراء ضمير، وذلك لأن هذا النمط من المحابين وباعة الضمير هم الذين شوهوا صورتنا لدى الغرب، ومن هنا فإننا ندعو إلى دعم هذا الصديق العالمي «لوكليزيو» بترجمة أعماله كلها إلى العربية، وتوزيعها على نطاق واسع في العالمين العربي والإسلامي، على حد سواء، كما أننا ندعو إلى توجيه الدعوات إليه لحضور المؤتمرات والندوات والمشاركات الثقافية الكبيرة؛ حتى نعزز ثقته فينا وفي تاريخنا وقضايانا وإسلامنا الذي شوهه الغلاة منا والجهلة من أصدقائنا؛ لذا لا يسعنا هنا إلا أن نقول: مبروك يا صديقنا العزيز لوكليزيو بمناسبة حصولك على جائزة نوبل للآداب.
توابل - ثقافات
لوكليزيو
15-10-2008