الشعبي والسعدون... قناة العدالة والصحف الصفراء!
اليوم سأعود إلى التعليق على مقالي السابق متكئاً على بعض ما جاء من تعليقات حوله في موقع «الجريدة»، وما كنت سأتناوله طبعا مما ورد في موقع «الآن» حيث لم أشاهده، وإن كان بحسب ما أخبرني أحد الأصدقاء، قد حوى شتائم وسباباً متقدماً جدا، وهي عينها التعليقات التي يصر الزملاء د. سعد بن طفلة وزايد الزيد وداهم القحطاني على تمثيلها لحرية التعبير وطريقة الشعب الكويتي في إظهارها، في حين أني سأبقى أراها انحطاطاً وتلوثاً ضارباً يجب منعه، بل إدخال أصحابه إلى مدارس إصلاحية لعلاجهم وتهذيبهم!كتب الأخ بدر الشمري، هل تفعيل الدستور واستخدام الأعضاء لأدواتهم مسبة وندامة؟ واستغرب بعدها دفاعي عن رئيس الوزراء! وأجيب بأنه لا ضرر في استخدام هذه الأدوات ولا مسبة ولا ندامة، لكن الخطأ كل الخطأ أن تستخدم بهذا النمط المبتذل حتى تفقد قيمتها ومعناها، لتصير فوضى عارمة، والتي آخرها مثلا أن يقفز النائب محمد هايف للتهديد باستجواب الرئيس إن لم يتم تحويل رئيس لجنة إزالة التعديات إلى التحقيق تاركا دونه الوزير المختص.
إن الإصرار على هذه المناطحة السياسية في ظل واقعنا الديمقراطي القاصر القابل للتعليق لن تفضي إلى أي شيء سوى الأزمات على حساب الناس والوطن، ويدرك العقلاء أن مآلات الأمور مع هذا التأزيم قد تكون إلى مفاسد أكبر وإلى بدائل أصعب!وأما اتهامه لي بالدفاع عن رئيس الوزراء، فلا أنكره بل أعترف به حيث يأتي اليوم بالرغم من كل انتقاداتي لشكل إدارة وسياسة الرئيس في مقالات كثيرة سابقة، انطلاقا من أن الرجل، وبالرغم من كل شيء، ظل في كل تصريحاته وخطاباته يبدي تمسكه بالخيارات الدستورية، ولم يكن يوماً في صفوف أولئك الداعين إلى الانقلاب على الدستور بحسب ما أعلم، ولعل هذا يدعونا إلى التفكر مليا في ما قد يحمله المستقبل من بدائل مختلفة عن هذا النموذج! القارئ محمد المحفوظي، دافع عن النائب أحمد السعدون وكأني قلت شيئا آخر، لكن ومادام الأمر قد طرح، فأنا أعتقد أن رمزية السعدون قد تقلصت كثيراً في الآونة الأخيرة، ودوره القيادي المعهود في مجريات الأحداث ما عاد ظاهراً، لذا فمن باب التقدير لهذا الرجل، فكلي أمل أن ينهي تاريخه السياسي بخواتيم الفرسان وألا ينهيه مشاركاً في هذا السيرك السياسي.أما ما قاله عن كوني أقدم برنامجاً في «قناة العدالة»، وإن كنت لا أدري ما علاقة هذا بموضوعنا، فأنا بالفعل أقوم بذلك مقابل أجر وعمل معلن واضح الملامح، وأنا مسؤول عنه، وما عدا ذلك فلا علاقة لي بالقناة ولا بسياستها، وإن أقام الأحبة في التكتل الشعبي قناة تلفزيونية فلا مانع عندي من المشاركة فيها وبالمجان!أخ باسم مستعار يقول إن مثالي عن الزميل محمد الوشيحي غير صحيح لأن الوشيحي سخر من التكتل الشعبي لا لشيء وإنما انسجاما مع روح المقال الذي سخر به من الجميع، وهذا الكلام غير مقبول، فلا أظن زميلنا يقول كلاما لا يقصده لمجرد حشو مقاله بسخرية لكونها جاءت على الوزن والقافية. الزميل الوشيحي يدرك أن الأسلوب الساخر ليس سوى وسيلة... وأن الغاية هي إيصال الرسالة!الأخ أحمد المطيري وجه الملامة فيما يجري للإعلام والصحف الصفراء، وتمنى عليَّ ألا يصفر قلمي معها. وسؤالي هو، وما الذي قام به التكتل الشعبي من باب مسؤوليته النيابية تجاه هذا الإعلام ولأجل ردع هذه الصحف الصفراء؟ لا شيء! وأما اصفرار قلمي، فلله الحمد أن ليس عندي ما أخفيه فأنا واضح لا أتردد في التعبير عما أراه حقاً، ولا أخاف فيه لومة لائم، وألوان قلمي بادية للجميع في هذه الزاوية وعبر مشاركاتي السياسية وتصريحاتي!