أحمد الفهد أحيا لدي ذكريات الشباب الجميلة، وحقبة أفلام «الكاوبوي» المشوقة، بتلك الصورة «الفنتق»... لكنها أيضاً أثارت لدي تساؤلات عن المستقبل بشأن دلالاتها، وشطحت بي الأفكار فتساءلت: هل الكويت في انتظار برونسون محلي يتأهب لدخولها في موكب كرنفالي مهيب؟

Ad

رأيته معتمراً قبعة الـ«ويسترن» أو «الكاوبوي» في أستراليا، مزهواً بنصر فريقنا لكرة القدم على الكنغور الأسترالي وربما لأسباب أخرى عدة، إنه الشيخ أحمد الفهد رئيس جهاز الأمن الوطني والوزير السابق ورئيس اللجنة الانتقالية لاتحاد كرة القدم الكويتي.

تلك الصورة التي نشرتها الزميلة «القبس» في عددها أمس الأول (الأحد) ذكَّرتني بالممثل تشارلز برونسون بطل أفلام الغرب الأميركي الشهير، بقبعته وابتسامته الماكرة ونظراته الحادة ومسدسه المستعد دوماً، ولم يقطع تفحصي للصورة سوى رسالة قصيرة من الخدمات الإخبارية على هاتفي المحمول تعلن خبراً عاجلاً بتلويح النائب أحمد المليفي بمساءلة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ووزير الداخلية جابر الخالد إن لم يعتذرا عما تسرب من اجتماع الأسرة الأخير بشأن دعمهما لخيار الحل غير الدستوري لمجلس الأمة!

«ماعلينا»... الخبر في وسط «الهوجة» الحالية «بيمرؤ» مرور الكرام، كما يقول اللبنانيون.

عُدت إلى صورة الفهد المميزة لأتمعن فيها، وأخذتني الذاكرة، بينما كنت أتفحصها، إلى فيلم برونسون «العظماء السبعة» الذي شاهدته مراراً في أيام الشباب الغابرة، وتذكرت أحداثه المشوقة، وكيف دخل برونسون تلك البلدة في الغرب الأميركي معتمراً قبعته على حصانه الأشهب الجميل لينقذها من أشرارها في الداخل والمحيطين بها من الخارج، بعد أن كانت له صولات وجولات مع منافسيه الأقوياء، استخدم فيها كل مكره ودهائه في كرٍّ وفرٍّ لإضعافهم وتنحيتهم، ليدخلها بسلام وبمعارك جانبية دون خسائر كبيرة.

أحمد الفهد أحيا لدي ذكريات الشباب الجميلة، وحقبة أفلام «الكاوبوي» المشوقة، بتلك الصورة «الفنتق»... لكنها أيضاً أثارت لدي تساؤلات عن المستقبل بشأن دلالاتها، وشطحت بي الأفكار فتساءلت: هل الكويت في انتظار برونسون محلي يتأهب لدخولها في موكب كرنفالي مهيب، فيه الأنصار والمحاسيب محتلاً موقعه الموعود، ليخرجها من ورطتها ومحنة حكومتها، وليخمد صراعاتها على مسرح الأحداث وفي الكواليس بعد أن أعياها التنافس، وخارت قوى الأطراف المتنافسة، فيرفع طرف راية الاستسلام البيضاء ليدخل برونسون إلى «السيف» بسلام... ليجعل قرارها شجاعاً... ويحميها من نهش الضباع؟!