صلاح قطب صاحب صوت مميز انطلق عبر أثير أول محطة FM في إذاعة الكويت، وبرز بسعة آفاقه في النواحي الثقافية المختلفة سواء في الموسيقى أو البرامج التلفزيونية أو الأفلام الوثائقية...

Ad

في حوار مع «الجريدة» يحكي صلاح عن بداياته وعودته إلى الكويت بعد فترة انقطاع طويلة.

حدثنا عن أول وظيفة شغلتها.

عملت في الصيانة الفنية في وزارة الاعلام ( قطاع الإذاعة) عام 1974، وكنت أول شخص عيّن في أول محطة FM على تردد 98.8 ميغاهيرتز، تعنى بالموسيقى الأجنبية وتغطي الكويت وجزيرة فيلكا.

كيف دخلت مجال المونتاج؟

كنت مداوماً في محطة كبد من الصباح حتى الرابعة عصراً ويقتصر عملي على بث الأغنيات الموضوعة على أشرطة وتغييرها كل ساعة، لكنني سرعان ما شعرت بالملل فأردت الخروج من هذا الروتين من خلال دمج أغنيات الاحتياط من الساعة الثانية مع الأغنية التي تبث على الهواء. لفتت تجربة المونتاج على الهواء أنتباه الشاعر الغنائي مبارك الحديبي، الذي كان مسؤولاً عني، والمخرج ماجد سلطان. بعد مرور ثلاثة أشهر درّبني على المونتاج الراحل محمد عيسى، هكذا برزت كمونتير.

كيف اتجهت إلى العمل مضيفاً جوياً؟

عملت في مونتاج برامج منوعة على غرار «ما يطلبه المستمعون»، صودف أن شارك في أحدها عدنان عادل، وهو مذيع وموظف في الخطوط الجوية الكويتية، فعرض علي العمل كمضيف جوي لأن شكلي مناسب ولغتي الإنكليزية قوية، وتمّ اختياري بين الخمسة الاوائل في المباراة التي أجريت لملء الوظيفة من بين 500 متقدم. هكذا ولجت عالم الطيران وكانت فرصة أن أجمع في أسفاري إلى الهند وانكلترا وفرنسا وغيرها. الأغنيات التي أحبها وأكوِّن مكتبتي الخاصة.

ماذا عن تقديمك البرامج عبر خطوط الطيران «الكويتية»؟

في عام 1982، بعدما كثر انتقاد المسافرين للموسيقى المختارة التي تبثّ على متن الطائرة، طلب مني علي خالد الدويسان، وكان حينها مخرجاً في التلفزيون التعليمي ويعرف درايتي بالموسيقى، أن أجري تغييراً في طريقة تقديم الموسيقى، فأسريّت إليه فكرة راودتني عام 1976 وقدمت له نموذجاً فأعجب به وطلب تنفيذه على الفور، هكذا انطلقت في برنامجي على الطائرات الكويتية، وهو عبارة عن بث مجموعة من الأغنيات مختارة بعناية للمسافر أقدمها بصوتي باللغتين العربية والانكليزية، من ثم رتبت القنوات وأطلقت على الأولى «بوردينغ ميوزيك» أرحب خلالها بالمسافر بصوتي مع موسيقى سولو، الثانية مخصصة للأغنيات الخليجية، الثالثة للأغنيات العربية، الرابعة للطرب الأصيل، الخامسة توب بوب انكليزية وفرنسية، السادسة كلاسيكية وجاز، واستمرت جميعها حوالى عامين.

مع أنني أول من قدم البرامج على الخطوط الكويتية، إلا أنه يحزّ في نفسي عدم ذكر ذلك في احتفالاتها ومناسباتها.

ماذا عن البرامج الترفيهية؟

قدمت أول برنامج فيديو ترفيهي منوع للمسافرين على «الكويتية» وتضمن أغنيات متنوعة ومشاهد من المباريات الرياضية وأفلام الكرتون ومسلسلات مثل «درب الزلق» من إخراج علي الريس.

كيف انطلقت فكرة «كن ضيفنا»؟

عام 1984 كان عبد الرحمن الهادي مديراً للإذاعة، فلفته صوتي وأسلوبي في التقديم واكتشف أن الأغنيات الموجودة على الطائرة غير متوافرة في الإذاعة، فعرض علي أن أؤمن مثلها للإذاعة، عندها تقدمت باقتراح برنامج يتمحور حول الجديد من الأغنيات، هكذا ظهرت فكرة «كن ضيفنا» المستوحاة من السفر نفسه، إذ أطير بالمستمع في جولة حول العالم عبر الأغنيات. شارك معي في التقديم زميلي د. صالح حمدان المتخصص بالموسيقى الكلاسيكية حوالى 6 أشهر، لكنه لم يكمل.

قدمت البرنامج نفسه على شاشة تلفزيون الكويت لكنه لم يستمرّ، لماذا؟

بسبب عدم توافر الأغنيات الأجنبية في مكتبة التلفزيون، قدمت حلقات ست من إخراج علي الريس.

إلى متى ترقى علاقتك بالموسيقى؟

إلى الطفولة، كان شقيقي عازفاً على آلة الكمان وأرادني أن أرافقه على الإيقاع، هكذا أتقنت العزف على آلات الإيقاع واعتادت أذني على الموسيقى إضافة إلى أنني أحفظ اللحن بسرعة.

وبالمونتاج؟

منذ الثانية عشرة من عمري أهوى تصليح الأجهزة خصوصاً الراديو ما هيأني من الناحية التقنية لتعلم المونتاج في فترة وجيزة أثناء عملي في التلفزيون، الأساس في التدريب واحد لكن يظهر الإبداع من خلال خبرتك وهوايتك وموهبتك وحبك لهذه المهنة.

كيف تعلّمت العمل على الكمبيوتر؟

بعد إقامة وجيزة في أبوظبي سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، فوجدت أن الناس هناك يتجهون في معظمهم إلى عالم الكمبيوتر، عندها دخلت معهد مايكروسوفت وتابعت دروساً حول كيفية التعامل معه ومع الإنترنت، وفي أوقات الفراغ تدرّبت على كيفية فك الكمبيوتر وتركيبه ودخلت المنافسة مع متدرب صيني استطاع تركيب الكمبيوتر وتشغيل النوافذ windows في ساعة وربع الساعة، لكنني اجتهدت وكسرت رقمه في أقل من زمنه المستغرق.

ما الذي يستهويك في شكل خاص في الكومبيوتر؟

الانترنت، إنه أرشيف عالمي مفتوح، بالإضافة إلى المونتاج الصوتي من خلال الكومبيوتر وهو يوفر الوقت والجهد ويؤمن جودة عالية في الصوت.

كيف عدت إلى الميكروفون الإذاعي؟

عدت إلى الكويت عام 2008 قبيل الانتخابات النيابية وعملت في إحدى شركات البترول، فتلقيت عرضاً للعمل أيام الانتخابات كمخرج غرافيك في التلفزيون بالتناوب مع المخرجَين سعود الرمح ومحمد بولند. عندما زارنا وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد يرافقه الوكلاء، رآني الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة خالد العنزي وطلب مني تجديد نشاطي الإذاعي. هكذا بدأت رحلتي للعودة إلى أحضان وزارة الإعلام وعيّنت في التلفزيون، حيث غمرني وكيل الوزارة الشيخ فيصل المالك ووكيل الإذاعة خالد العنزي ووكيل التلفزيون خالد النصر الله قبل تقاعده، بمحبتهم واستقبالهم الرائع لي بالإضافة إلى جميع العاملين في الوزارة بقطاعاتها المختلفة ما أثلج صدري ورفع من معنوياتي.

من ثم اتفقت مع مديرة محطة كويت FM خديجة دشتي على عودة «كن ضيفنا» في التوقيت نفسه السابعة مساء الخميس، فرحّب المستمعون بعودته، عنوانه البريدي: KONDAIFANA@GMAIL.COM.

ما هي آخر مشاريعك؟

أعمل حالياً على اختيار الموسيقى والمؤثرات الخاصة ببرنامج «تناتيف» التلفزيوني، وسجلت بصوتي التعليق في الفيلم الوثائقي «أمازونيات» بالاشتراك مع ثناء الدقاق، وهو من اعداد فخري عودة وإخراج مشعل القلاف، يلقي الأضواء على الرياضة النسائية في الكويت وتاريخها منذ الإغريق إلى عصرنا الحالي.