Ad

إن الحديث عن نجاح الديين والجاسم من عدمه في الانتخابات، قياسا بما يقومان به على الأرض الآن يعد مسألة تخضع لمزاج الناس والناخبين في دائرتهما، وعموما فإن حالفهما الحظ أو حالف أحدهما في دخول المجلس فسيكون ذلك مكسبا للعمل البرلماني، وإن حدث العكس فسيظل الناس متابعين لهما مادامت أقلامهما تسيل!

أول العمود: كل شيء يحدث في مجلس الأمة بعد 17 مايو هو من صنع الناخبين... وسلوك الحكومة.

***

حينما يُتداول اسما المرشحين «المتضامنين» أحمد الديين ومحمد الجاسم، يكون السؤال: هل تعتقد أنهما سينجحان في الانتخابات؟ وهو سؤال يحمل في باطنه رغبة وأملاً في وصولهما إلى المجلس. ولكن في حالتي «الديين والجاسم»، هناك أبعاد أخرى لا تقل أهمية في أمل الكثيرين بنجاحهما.

فيمكن وصف مشاركة هذا الثنائي الناشط في الكتابة حول الأحداث والتغيرات السياسية التي تشهدها الكويت، وتأثيرات مشاركتهما في الانتخابات بأنه «مِلح» انتخابات 2008، إذ إن الناخبين ملوا من مطالبة معظم المرشحين ونقدهم العام لأداء الحكومة «وتدخل أبناء الأسرة في الانتخابات» وغيرها من المقولات المكررة.

هناك فوائد مهمة يمكن رصدها من وجود «الديين والجاسم» في هذه الانتخابات: الفائدة الأولى: أن النجاح الذي حققاه بشكل كبير وأخلاقي يكمن في نقدهما مؤسسة الحكم بعيدا عن التجريح وتعليقاتهما المفيدة على دور الأسرة المرجو في قيادة البلد إلى التنمية. وقد سمعنا بعض المرشحين وقد تطرقوا لهذا الموضوع، ولكن بأسلوب مبتذل استخدمت فيه ألفاظ غير لائقة، وبعضهم تعمدها للتكسب الانتخابي.

الفائدة الثانية لمشاركة (الديين والجاسم) هي في التقاطهما بذكاء جوانب قانونية مهمة في التعديلات التي طالت قانون الانتخابات، الأمر الذي أدى إلى تفاعل وزارة العدل مع ما ينشرون من استدراكات ومداخلات غاية في الأهمية، وبغض النظر إن كانت صائبة أم لا، فالمهم هو إثراء النقاش وتوعية الناخبين وتثقيفهم.

أما الفائدة الثالثة فتكمن في الخطاب المستخدم من قبل هذين المرشحين، والذي يعتمد على المدخل الشامل للإصلاح وهو الإصلاح السياسي الذي يقود إلى مطلب التنمية الاجتماعية والاقتصادية وبمشاركة جميع شرائح المجتمع وعلى رأسها المرأة.

ولذلك فإن الحديث عن نجاحهما من عدمه في الانتخابات، قياسا بما يقومان به على الأرض الآن يعد مسألة تخضع لمزاج الناس والناخبين في دائرتهما، وعموما فإن حالفهما الحظ أو حالف أحدهما في دخول المجلس فسيكون ذلك مكسبا للعمل البرلماني، وإن حدث العكس فسيظل الناس متابعين لهما مادامت أقلامهما تسيل! فشكرا لهذا الثنائي.