Ad

لماذا تعاقب العشرات من الزعماء العرب من الأحزاب والأنظمة السياسية المختلفة ولم يحركوا ساكناً في الكيان الإسرائيلي، الذي صمد أمام الجميع عبر سنوات طويلة، وفي المقابل تعاقب العشرات من القيادات الإسرائيلية من أقصى اليمين وأقصى اليسار، ولم يحركوا شعرة من شارب السيد حسن ولا من مواقفه ومبادئه المعلنة؟ ببساطة لأنه سيد!

«... وإن وعدنا للمعتقلين والأسرى، هو وعد حازم عازم راسخ، هو يمين مع الله والشهداء، وأنا أؤكد لك أن لقاءنا سيكون قريباً جداً جداً جداً إن شاء الله»، هذه عبارة للسيد حسن نصر الله في أبريل 2006 رداً على رسالة أقدم أسير لبناني في إسرائيل.

والسيد بالعرف الإسلامي يطلق على مَن ينتمي إلى ذرية رسول الله (ص)، والسيد نصر الله كفؤ للانتساب الى هذه السلالة وابن بار بها، والسيد باللغة هو الرجل ويستحق سيدنا هذا اللقب ليس كاسم أو وصف ولكن كدلالة ومعنى، والسيد في المفهوم السياسي هو القائد ونصر الله جسد حقيقة القيادة ورمزيتها.

فالعرب وإسرائيل في حالة حرب منذ نصف قرن تماماً، وقد جنّدت لهذا الصراع المال والعتاد بما لا يعلمه إلا الله، ولكن لماذا نجح السيد في مواجهة إسرائيل ولم تنجح دول وحكومات بجميع مقوماتها التي إن جمعت تكون من أغنى وأعظم وأخطر وأهم ما في الوجود؟ ببساطة لأنه سيد!

ولماذا لم تستطع الجيوش العربية كلها بترساناتها وجيوشها وحلفائها تحرير شبر واحد من أراضيها التي تركت إسرائيل بعضها مقابل الاعتراف الكامل بها ومقابل قيام حكومات التطبيع بضرب مواطنيهم على القفا وتعريضهم للسجن والمطاردة إذا تطاولوا على الدولة الصديقة، بينما نجح نصر الله في طرد الصهاينة صاغرين وهاربين من أرض لبنان ولم يفرط حتى بمزارع شبعا الصغيرة؟ ببساطة لأنه سيد!

ولماذا ذابت أشلاء الشهداء العرب وهم يواجهون العدو باسم الكرامة والأمة في أتون الصحاري والقفار، وأكلت السجون والمعتقلات الإسرائيلية أجساد الأحياء منهم من دون معرفة مصيرهم، وفي المقابل نجح نصر الله في تحرير القنطار، وهو آخر وأقدم أسير لبناني واسترجاع جثامين كل شهداء لبنان، ولم يترك أي ملف عالق بينه وبين العدو ليكون مادة لمساومات المستقبل؟ ببساطة لأنه سيد!

ولماذا يستهزئ الشعب العربي بإعلامه الرسمي الذي باد الصهاينة وهزمهم وألقى بهم في البحر مرات ومرات، بينما يتوق الجميع عدوا وصديقا الى سماع خطب نصر ووعوده الكبيرة والمخيفة التي يصدق دائماً في تحقيقها؟ ببساطة لأنه سيد!

ولماذا تعاقب العشرات من الزعماء العرب من الأحزاب والأنظمة السياسية المختلفة ولم يحركوا ساكناً في الكيان الإسرائيلي الذي صمد أمام الجميع عبر سنوات طويلة، وفي المقابل تعاقب العشرات من القيادات الإسرائيلية من أقصى اليمين وأقصى اليسار، ولم يحركوا شعرة من شارب السيد حسن ولا من مواقفه ومبادئه المعلنة؟ ببساطة لأنه سيد!

لقد أرادوا أن يضربوا هذا السيد سياسياً وإعلامياً، فكان سيداً بمعنى القائد في حكمته وذكائه، فلم ينجرّ إلى آتون المعادلات السياسية الإقليمية والدولية، ونجح بامتياز في تخصصه بـ«إسرائيل»، وإسرائيل فقط، والدفاع عن أرضه وشعبه فربح تلك الحرب أيضاً.

وأرادوا هز صورته ومصداقيته فاتهموه بترجمة مصالح الآخرين، فكان رجلاً في مفهوم الشهامة فقدم لقضيته ما قدمه الجميع من تضحيات، فقتل ولده شهيداً مع شهداء دربه، وهُدمت داره مع الديار المقصوفة بالصواريخ، وشُرد أهله مع النازحين، فكان منهم ومعهم دائماً وأبداً.

وأخيراً، أرادوا اتهامه طائفياً للتقليل من قيمة انتصاراته واحتوائها في أضيق الحدود المذهبية و«تكميش» احترامه عبر العالمين العربي والإسلامي، فكان سيداً من نسل الرسول الكريم (ص) أحبه المخلصون من الشيعة والسنة والمسيحيين والدروز، وكرهه من الشيعة والسنة والمسيحيين والدروز ممن انضموا إلى الركب الأميركي والصهيوني، وفرزهم وفق معيار الحق ضد الباطل والمقاومة ضد الاحتلال والكرامة ضد الذل والحرية ضد العبودية.

ولهذا يحق لخصوم هذا الرجل السيد والقائد أن يحقدوا هذا الحقد كله، فمن لا تملكه الغيرة على هذا الثبات والنجاح؟ فبقدر هذه الغيرة التي تترجم تلقائياً بالسباب والنقد والكراهية يرقى مقام هذا السيد الذي قال ففعل، ووعد فصدق، وعمل ما لا يجرؤ أن يعمله ألف سيد من حملة ألقاب الفخامة والجلالة والعظمة ممَن باعوا قضاياهم مقابل تلك الألقاب!