اغتصاب أم زواج هذا؟!

نشر في 20-01-2009
آخر تحديث 20-01-2009 | 00:00
 حمد نايف العنزي رفضت محكمة سعودية قبل عدة أسابيع، تطليق طفلة في الثامنة من عمرها، كان والدها قد زوجها من رجل في الثامنة والخمسين من عمره، وقررت المحكمة عوضاً عن ذلك الانتظار حتى تبلغ الطفلة سن البلوغ، لتتقدم بطلب الطلاق إن أرادت، وهو ما يعني، أنها ستبقى زوجة شرعية للعريس «اللقطة» عدة سنوات أخرى!

وكانت والدة الطفلة المغلوب على أمرها، قد تقدمت بطلب تطليق ابنتها عقب توقيع عقد الزواج مباشرة بين والد الطفلة والعريس، وقال محاميها في ذلك الوقت إن الطفلة «لا تعرف بعد أنها متزوجة»، وقد وافق والد الطفلة «الله لا يعطيه عافيه» على تزويجها مقابل مهر قدره 30 ألف ريال، وقد حضر إلى المحكمة، وكان مصراً على إتمام الزواج!

وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر في دولة عربية أو إسلامية، فالمجانين كثر بحمد الله في هذه البقعة من العالم، ولعلكم تتذكرون ما حدث في العام الماضي للطفلة اليمنية «المحظوظة» التي لم تتم الثامنة من عمرها حين حصلت على حكم قضائي بالطلاق، بعد شكوى رفعتها ضد والدها الذي كان قد أجبرها على الزواج من رجل في الثامنة والعشرين!

وقبل عامين، تدخل كبير القضاة في الأردن القاضي عز الدين التميمي بنفسه ليمنع تزويج طفلة تبلغ 14 عاما كانت قد استنجدت به لأن عائلتها تنوي إجبارها على الزواج في هذه السن، وقد رفض كبير القضاة إتمام عقد زواجها، وأصدر تعميما لكل المحاكم الشرعية طالب فيه بعدم إتمام الزواج لأي فتاة قاصر يقل عمرها عن 18 عاما!

ولن تنتهي هذه الزيجات «الكارثية» مادام بعض العلماء والفقهاء يباركونها ويدافعون عنها ويعطونها غطاءً شرعيا، فقبل أيام أطلق الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي المملكة، فتوى تجيز وتحلل زواج من تجاوزت العاشرة، معتبراً من ينادي بمنع هذا النوع من الزواج، مخطئا وظالما للمرأة!

وسعادة المفتي للأسف، كغيره من الفقهاء، يقدسون كل ما يرد في كتب السيرة النبوية التي كتبها بشر خطاؤون، ولا ينظرون إليها بعين الباحث الناقد المتبصر، وقد اعتمدوا في موافقتهم على مثل هذا الزواج على رواية لا يقبلها عقل ولا منطق تقول إن الرسول الكريم قد تزوج أم المؤمنين عائشة وهي في السادسة، ودخل عليها في التاسعة، وهي رواية يشكك في صحتها كثير من الباحثين الإسلاميين، كان آخرهم الأستاذ إسلام بحيري الذي قدم أدلة منطقية ترجح زواج الرسول بعائشة وهي في الثامنة عشرة!

ولنفترض «جدلا» أن الرواية صحيحة، فهل كل ما اختص به الرسول يحق لباقي المؤمنين؟ الرسول جمع تسع زوجات في وقت واحد، فهل يحق لنا ذلك؟!

وهل يرضى سعادة المفتي وباقي الشيوخ المدافعين عن هذه الزيجات، بأن يزوجوا بناتهم وهن في العاشرة من أعمارهن لشيوخ في الستين والسبعين؟! أنا في الحقيقة لم أسمع يوما أن أحدهم قد فعل هذا، فهل هذه الفتوى مقصود بها بنات الناس فقط؟! ثم ماذا لو أراد صبي في العاشرة أن يتزوج امرأة في الستين أو السبعين من عمرها هل يجوز له ذلك؟!

تخيلوا المنظر البديع، شيخ في السبعين مع عروسه ذات العشر سنين، وعجوز هرمة مع زوجها ابن العاشرة، «اسم النبي حارسهم، خمسه وخميسه، بعين اللي يشوفهم ولا يصلي على النبي»!

سؤال أوجهه لكل عجوز متصابٍ باحث عن متعة جنسية مع طفلة في عمر أحفاده، أليس في وجهك ذرة من الحياء؟! ألا تستحي من نفسك ومن أولادك وأحفادك؟! بالله عليك، طفلة في العاشرة، أي شيء تراه فيها من معالم الأنوثه ولا نراه؟ ما الذي يثيرك فيها ويجعلها مرغوبة؟! ثم على فرض أنك تزوجتها، أي نوع من الحديث ستتحدث فيه مع «المدام» أم عشر سنين؟! هل ستسألها قبل أن تنام إن كانت قد حلت واجباتها المدرسية في مقرر رابع ابتدائي؟!

back to top