Ad

نقترح أن تفتتح المدارس والمعاهد والجامعات خلال العطلة الصيفية مراكز متخصصة، لتشجيع القراءة المفتوحة، يرعاها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو رابطة الأدباء أو كلاهما، بما يشكل مشروعاً وطنياً عاماً يحمل شعار «دعونا نقرأ»، وأن يتم رصد جوائز لأفضل قارئ أو قراء، على غرار جائزة شاعر المليون وغيرها من الجوائز، التي تنفق عليها الملايين بلا مردود ثقافي أو فكري.

نظراً إلى قلة الأماكن الترفيهية ذات المردود الإيجابي، فإن الشباب والشابات غالباً ما يشتكون خلال الإجازة الصيفية للمدارس والمعاهد والجامعات، الفراغ المولّد للملل والروتين والاكتئاب. والملاحظ أن أغلبية فئة الشباب وبسبب حرارة الطقس وقلة الأماكن الترفيهية المفيدة تقضي النهار بطوله في النوم والليل كله في السهر، ولعله سيكون من المفيد للشباب وللمجتمع كله لو تمت تمضية وقت الفراغ الكبير، خصوصاً في فترات العطلات الطويلة في القراءة الجماعية المنظمة أو حتى الشخصية، ولكن من المؤسف أن هنالك عزوفاً من فئة الشباب عن القراءة بشكل عام، وقراءة الكتب العلمية والفكرية والفلسفية المفيدة بشكل خاص، وهو ما يشكل خطراً مستقبليا لأن الشعب الذي لا يقرأ شعب جاهل، إذ لم يعد مقياس محو الأمية هو القدرة على القراءة والكتابة فقط، بل تعداهما إلى ما يُسمى بمحو الأمية الثقافية التي تعتبر القراءة الفكرية من ركائزها الرئيسية.

وغني عن البيان أن القراءة الفكرية المنهجية الصحيحة هي سلاح الشخص في إدراك ومعرفة طبيعة وماهية العالم الذي يعيش فيه، كما انها وسيلته أيضا في معرفة كيفية تحسين ظروف ومستوى معيشته، والمساهمة الإيجابية في تطوير مجتمعه.

لذا نقترح أن تفتتح المدارس والمعاهد والجامعات خلال العطلة الصيفية مراكز متخصصة لتشجيع القراءة المفتوحة، التي من الممكن أن تتشكل خلالها مجموعات أو فرق أو حلقات للقراءة الجماعية المنظمة للكتب العلمية والفكرية والفلسفية، تُجرى بينها مسابقات فكرية وترصد لها جوائز تمنح لأفضل قارئ مثلاً، أو حتى جوائز عدة لأفضل القراء خلال فترة زمنية معينة، على غرار جائزة شاعر المليون أو الجوائز الأخرى المشابهة التي تصرف عليها الملايين، بالرغم من قلة أو انعدام فائدتها الفكرية والثقافية.

ولاشك أن للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أو لرابطة الأدباء أو لكليهما دوراً مهماً في صياغة هذه الفكرة الثقافية على شكل مشروع وطني عام، من الممكن أن يحمل شعار «دعونا نقرأ»، على أن تساهم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أو حتى القطاع الخاص في تمويله لو تطلب الأمر ذلك، ويكون تنفيذه من خلال المدارس والجامعات ومراكز تنمية المجتمع والمكتبات العامة التي أصبح وضعها، للأسف الشديد، أكثر من بائس.

وإلى أن يتحقق هذا المشروع، الذي نأمل ألا يطول انتظاره، فلا بأس أن تبدأ أيضاً حملة وطنية شبابية تحت الشعار نفسه «دعونا نقرأ»، يقوم بإعلانها ويتولى تنفيذها الاتحادات والجمعيات الطلابية، كما أن المدونات الإلكترونية الشبابية تستطيع أن تتبنى هذه الفكرة وتقوم بنشرها بين قطاع واسع من الشباب والشابات، فبالإضافة إلى السوالف والنقاشات العادية التي تستغرق وقت رواد المدونات، لا بأس أن يخصص وقت أو زاوية معينة لقراءة الكتب العلمية والفكرية والروايات والقصص المفيدة وإدارة حوار فكري جماعي بشأنها.

أما عن الكتب والروايات التي تستحق القراءة فهي كثيرة ومتنوعة وأصبح الحصول عليها ميسراً، حتى لو عن طريق النسخ الإلكترونية، وإن كان لي أن أقترح على الشباب كتاباً يبدأون فيه تنفيذ هذه الفكرة خلال هذا الصيف، فإنني سأقترح عليهم كتاب «عالم صوفي» للكاتب النرويجي «جوستن جاردر»، الذي توجد منه نسخ باللغة العربية ويباع في المكتبات التجارية، فهل من مبادر؟