على بَياضِ الوَرقَهْ

Ad

رَسَمْتُ شَمْساً مُشرِقَهْ.

نَثَرتُ تِبْرَ شَعرِها على بلادٍ مُونِقَهْ.

فَتَحْتُ فيها طرُقاً واسعةً مُتّسِقَهْ

بَينَ بُيوتٍ رَحْبَةٍ

يَحضُنُها العُشبُ

وتَحويها الغُصونُ المُورِقَهْ.

وعِندَ كُلِّ عَطفةٍ فَجّرتُ عَيناً دافقِهْ.

رَسَمتُ فيها عَرَباً..

مَسَحْتُ من قلوبِهِمْ كُلَّ دَواعي التّفرقَهْ.

قَنِعتُ مِن تجربتي

وخَيبتي في أمّتي

بأن أرى، ولو بِظلِّ لَوحةٍ مُلَفّقهْ،

لي أمّةٌ لائِقةٌ

في دَولةٍ لائقةٍ

تحيا حياةً لائِقَهْ!

* * *

في غَفلَةٍ

قَطرةُ حِبرٍ طَفرتْ مِن قَلَمي

على ثيابِ واحدٍ مِن أمّتي المُختلقَهْ

فَصارَ دُونَ غَيرهِ مُتَّصِفاً بالعَمْلَقهْ.

فَكّرتُ في تَعديلهِ

لكنّني

رأيتُ أهلَ دَولتي في ظِلِّهِ

قد استحالوا فِرَقاً:

فَفرقةٌ نافِقَةٌ، وفِرقةٌ مُنافِقَهْ.

وفِرقةٌ صَفيقَةٌ لِموتِها مُصَفّقهْ!

وَفِرقةٌ راقِصَةٌ على حِبالِ المِشنَقَهْ.

وفِرقةٌ تَدعو الفُجورَ فَرحةً

وفِرقةٌ تَدعو السُّرورَ هَرْطَقَهْ!

وَفِرقةٌ تَنطِقُ باسمِ اللهِ

لكنْ فِعْلُها.. تَعِفُّ عَنْهُ الزّندقَهْ!

لَمْ تَمضِ إلّا ساعَةٌ واحِدةٌ

حتّى رأيتُ لَوحتي.. مُحترقَهْ!

* * *

حَدّثْتُ نَفسي ذاهِلاً:

لَمْ أرسُمِ الشّيطانَ!!

كيفَ انتشرَتْ في دَولَتي

هذي الخَطايا الماحِقَهْ؟!

سَمعتُ صَوْتاً آتياً مِنَ العُصورِ السّابقَهْ:

لا شَأنَ للشّيطان.. بَلْ أنتَ الّذي

حَدَّدْتَ للإنسانِ نَوعَ (العَلَقهْ).

وَإنّما الإشكالُ في مَنطِقِها

مَهْما عَرا التّغييرُ شَكْلَ المِنطقَهْ.

لَطْخَةُ حِبرٍ وَحْدَها

تكفي إذا حَلّتْ بها

أن تَصنَعَ الطّاغي وأن تَرزُقَهُ

بكُلِّ ما يَرغبُ مِن مُرتزقَهْ.

لا شأنَ للشّيطان..

هذي أمّةٌ في طَبْعِها

ما يَجعَلُ الشّيطانَ فيها

يَستَحِقُّ الشّفَقَهْ!