Ad

بقامتها الطويلة الشديدة النحول، بدت النجمة نيكول كيدمان مشعّة وحساسة فيما راحت تسير منسلة إلى مكان لقائنا في مانهاتن. كانت ترتدي ثوباً مخططاً ضيقاً ياقته مقوّرة جداً وسترته قصيرة، وتنتعل حذاء عالي الكعب.

تتناقض طلتها المهيبة مع الدفء الصادق الذي تشعرك به كيدمان حين تبدأ بالكلام. تقول عن المرحلة التي بلغتها راهناً مسيرتها المهنية: «كلما تقدمت في السن، شعرت أنني في دوامة خلال تصوير الأفلام. صرت أكثر جرأة وما عدت أتروى أو أخشى المخاطرة. أحاول ألا أقلق كثيراً بشأن الفشل. فمن السهل الوقوع ضحية الخوف من ارتكاب الحماقات، خصوصاً إذا كان الشخص مثلي متحفظاً وخجولاً بطبعه. لكنني أعمل على تخطّي هذه العقبات».

لا تبدو كيدمان خجولة مطلقاً، لكن علينا ألا ننسى أنها أمضت نحو 20 سنة أمام عدسة الكاميرا. يتميز الحوار معها بالفوضى، وتكثر فيه المبالغة. لكنك تشعر أن كلماتها تحمل نوعاً من الصدق، سواء كانت تصف الخبرة التي اكتسبتها خلال إقامتها طوال سنة في أستراليا لتصوّر فيلم «أستراليا» للمخرج باز لورمان («بدّل حياتي. كانت تجربة ساحرة ومذهلة».) أو تتكلم عن المخرج نفسه (عملت معه في فيلم Moulin Rouge وإعلان Chanel الذي يُعتبر الأكثر كلفة بميزانية بلغت 42 مليون دولار). تقول كيدمان عن لورمان: «قد أمشي على الجمر من أجله. أحبه بعمق. فهو رجل ذكي ومبدع. تعجز الكلمات عن وصف إخلاصي له».

أنجبت كيدمان أخيراً فتاة تُدعى ساندي روز (5 أشهر) من زوجها الثاني، مغني الموسيقى الريفية الأسترالي كيث أوربان. تصف النجمة تعلّقها بطفلتها قائلة: «لا أحتمل الابتعاد عن ابنتي. أتفانى في سبيل سعادتها. تقول أمي إن تعلّقي بها مفرط، لكنني لا آبه لذلك».

عندما قابلتُ كيدمان للمرة الأولى عام 1991، كانت انتهت لتوّها من تصوير مشاهدها في Billy Bathgate مع داستن هوفمان. جاء هذا الفيلم بعد أدائها المميز في فيلم التشويق الأسترالي Dead Calm وفيلم Days of Thunder للمخرج توني سكوت الذي يتحدث عن سباق للسيارات والذي تعرّفت من خلاله إلى توم كروز. حين التقيت بها آنذاك كانت تزوجت حديثاً. لاحظتُ أنها مفعمة بالحماسة بوجهها النضر المغطى بالنمش وشعرها الأصهب المتجعد، وطاب لي الحديث معها. لم تكن بلغت قمة الشهرة بعد. صحيح أنها لا تزال اليوم ودودة ولم تفقد تلك النبرة اللطيفة والمتبدّلة في صوتها وضحكتها الرنانة أحياناً والنابعة من القلب، لكنها باتت أكثر حذراً وأقل انفتاحاً وعفوية.

تألّق وسحر

تبدو هذه الممثلة، التي بلغت الأربعين، متألقة وساحرة بشفتيها الحمراوين وبشرتها البيضاء التي تحدّها أمواج من الشعر الأشقر المنسدل حتى أسفل عنقها الشبيه بعنق البجعة.

ربما تتعمد كيدمان اليوم الظهور بإطلالة نجوم سينما الثلاثينات وبريقهم الفني المذهل. وهذا ملائم جداً لدورها في فيلم «أستراليا» الذي تدور أحداثه في الريف الأسترالي عشية الحرب العالمية الثانية، والذي التقيتها للتحدّث بشأنه.

أخرج لورمان هذا الفيلم وشارك في كتابته. وصلت كلفته إلى 90 مليون دولار. تذكر كيدمان في هذا المجال: «مذ كنت صغيرة رغبت في فيلم عن أستراليا يكرّم هذا البلد. وددت تصوير قصة كبيرة تمجّد الحب كما يفعل فيلمي الجديد لأنني أعيش قصة مماثلة راهناً. الفيلم ليس تاريخياً أو سياسياً، بل هو قريب من تلك الأعمال الأسترالية التي شاهدتها خلال نشأتي، مثل Gallipoli وThe Man from Snowy River وMy Brilliant Career، فصاغت شخصيتي، وآمل أن تشاهد الأجيال الصاعدة الفيلم ويكون مصدر إلهام لها أيضاً».

ضمّن لورمان «أستراليا» (160 دقيقة) أحداثاً مثيرة وتقليدية كثيرة وقدّمها بطابع رومنسي لا يعرف الخجل. تؤدي كيدمان دور الليدي سارة آشلي، إمرأة إنكليزية أرستقراطية متحفّظة ومتعالية ورثت مزرعة توازي بلجيكا بمساحتها. وعندما تصل إلى وجهتها بالطائرة المائية، تكون هذه السيدة المحترمة مرتدية ثياباً غير ملائمة للمنطقة (ابتكرتها مصممة الأزياء الحائزة جائزة أوسكار، كاثرين مارتن، زوجة لورمان).

تجد هذه السيدة نفسها في مكان نائٍ وتُرغم على التعامل مع منطقة غريبة وعرة وأشخاص هم في نظرها بسيطون وغير متحضّرين. تذكر كيدمان: «المفارقة أنني عدت إلى أستراليا لأداء دور امرأة إنكليزية، تتحول إلى امرأة أسترالية مناضلة في رأيي. أتجرد في هذا الفيلم من الحواجز كافة والحجج وأصبح شخصية عفوية حساسة جداً».

رحلة شاقة

يسعى كبار مربي الماشية الى وضع يدهم على أرض الليدي آشلي. فتطلب على رغم ترددها مساعدة راعٍ خشن الطباع، (هيو جاكمان)، يُدعى قائد القطعان Drover، كي تنقذ مزرعتها من الإفلاس. فينطلقان في رحلة شاقة، ناقلين 1500 رأس ماشية عبر مئات الكيلومترات من الأراضي القاحلة التي لا ترحم. حول تجربتها هذه تخبر كيدمان: «طالما امتطيت الخيل، لكنني لم أتعلم يوماً استخدام السوط أو قيادة الماشية. شعرت في البداية بخوف كبير، إلا أنني سرعان ما عشقت ما نقوم به. فأين سيتسنى لي ركوب الخيل وتجميع الماشية في هذا القيظ؟».

في البداية، يكره الراعي وآشلي أحدهما الآخر، لكن سرعان ما تشتعل شرارة الإعجاب بينهما ويقعان في الحب. ويصلان إلى ميناء داروين بعد أن يكون اليابانيون قصفوه.

كان من المفترض أن يؤدي دور قائد القطعان راسل كرو، لكن جاكمان حصل على الدور بسبب «تضارب في جداول الأعمال». توضح كيدمان بأسلوب ديبلوماسي: «أعتقد أن الممثلين يشاركون في الأفلام التي قُدر لهم التمثيل فيها. آمل بأن أعمل مع راسل ذات يوم. غير أنني سررت بالعمل مع هيو، فهو شخصية غامضة فعلاً». في هذا الصدد، يقول لورمان إنه صاغ دور سارة آشلي وهو يفكر في كيدمان لأنه أراد ممثلة «تستطيع أداء دور فكاهي وجدي في آن وتكون أيضاً نجمة سينمائية».

صورت معظم مشاهد هذا الفيلم في كونونورا، بلدة صغيرة في الإقليم الشمالي في أستراليا. تبدي كيدمان إعجابها الشديد بالفيلم قائلة: «لن يُنتَج فيلم أسترالي آخر من هذا النوع. إنه الأخير في سلالة أفلام أوشكت على الزوال. أعرف أنني لن أزور مجدداً أماكن مثل كونونورا أو أعمل في ظل ظروف مماثلة». تشبِّه هذه الممثلة نفسها بكاثرين هيبورن خلال تصوير فيلم The African Queen: «اضطررت إلى غسل شعري في دلو في العراء. نملك صوراً لفريق العمل كله وهو يعيش في خيم في جو حار جداً. يبدو أن بشرتي فاتحة ولا تتناسب مع هذا المناخ مطلقاً. ما زلت أذكرت أنني ترجلت من الطائرة وقلت: «لن أنجو من هذا المكان».

تضيف كيدمان: «جلست على صهوة جوادي ورحت أفكر: هذا ما يشعر به الإنسان قبل أن يفقد وعيه. ثم أغمي علي». تروي ضاحكة: «فقد هيو وعيه أيضاً في أول يوم من التصوير، ومال عن ظهر الحصان. هل أكرر هذه التجربة؟ لا، لا أصطحب ابنتي إلى مكان مماثل. لكنني أدركت أن هذا الفيلم هو أمر سعيت إليه منذ زمن. رغبنا في أن يكون نظير «ذهب مع الريح» الأسترالي». يزخر «أستراليا» بالإشارات السينمائية الرمزية ويحتوي تكريماً متعمّداً لريت باتلر وسكارليت أوهارا. كذلك يتضمّن لمحات تذكّرنا بفيلم Wizard of Oz. يعمد لورمان من دون خجل إلى الاستعارة من عظماء أمثال كلينت إيستود وصانعي أفلام كلاسيكيين أمثال ديفيد لين وجون فورد. وإذا بدا تشبيه كيدمان «أستراليا» بفيلم «ذهب مع الريح» أمراً مبالغاً فيه، فما قولنا إذاً بتسمية المخرج عمله هذا «ملحمة»، مقارناً إياه بكل وقاحة بـ{ذهب مع الريح» وغيره من الأفلام العظيمة مثل Out Of Africa وLawrence of Arabia؟ لا شك في أنه بذلك رفع المعايير التي يلزم أن يستوفيها هذا الفيلم.

لكن لورمان كان دوماً مفتوناً بعمله هذا وامتلك رؤية واضحة عن القصة. وأمل أن يمس أعماق المشاهدين الذين يبحثون عن الاستمتاع بمشاهدة قصة رومنسية ملحميّة. اللافت أنه وضع في البداية نهاية مأساوية لقصته، أُرغم على تغييرها لاحقاً. فبعد ردود الفعل السلبية التي نتجت من عروض الاختبار الأولى، يُقال إن الاستوديو الذي يموّل الفيلم، Twentieth Century Fox، فرض على لورمان إعادة كتابة المشاهد الأخيرة.

لا عجب إذاً في أن النقاد في أستراليا أغدقوا المديح على الفيلم، فيما حصل على ردود فعل متفاوتة من المشاهدين والنقاد في الولايات المتحدة، حيث لم يكن أداؤه مميزاً على شباك التذاكر، إذ تراجع إلى المرتبة الخامسة حاصداً 14.8 مليون دولار في نهاية الأسبوع الأول.

عن «أستراليا» تقول أوبرا وينفري: «قلوبنا مفعمة بالفرح لأننا ننتظر هذا الفيلم منذ زمن». وتصفه صحيفة «واشنطن بوست» بأنه «ممتع للغاية... وتحلو مشاهدته». في المقابل، نعتته صحيفة USA Today بأنه «مزيج ميلودرامي ممل» لا يقدم سوى «التفاهات والجمل المبتذلة». على نحو مماثل، اختلفت الآراء حول أداء كيدمان. فقد اشتكى بعض النقاد من أن تجسيدها الشخصية سطحي، فيما أثنى البعض الآخر على عمقه وتوقّع فوزها بجائزة أوسكار.

تقلّبات

لا شك في أن حياة كيدمان المهنية تحتاج إلى ما يدفع بها قدماً. فعلى مر السنين شهدت مسيرتها هذه تقلبات جمّة، فقد انتقلت كيدمان من موهبة واعدة في أفلام مثل Malice وTo Die For إلى زوجة نجم سينمائية وشاركت كروز بطولة

Far and Away. أما الفيلم الآخر الوحيد الذي مثلا فيه معاً فهو Eyes Wide Shut من إخراج ستانلي كوربيكس.

عندما تتأمل كيدمان زواجها من كروز، الذي دام عشر سنوات وانتهى عام 2001، تؤكد أنها لا تشعر بالندم. فهي لا تفكر في هذه العلاقة ولا تحب مناقشة مرحلة الطلاق المريرة التي استقطبت اهتمام وسائل الإعلام. وبما أنها لا تود على الأرجح الإساءة إلى مشاعر ولديها، تمتنع عن ذكر ما قد يسيء إلى زوجها السابق (متزوج من الممثلة كايتي هولمز راهناً): «هذه هي الحياة وكلنا نسير على هذه الدرب. تصادف الحب ثم تفقده لتصادف حباً آخر».

تقر كيدمان بأن حياتها المهنية كانت محجّمة في تلك الفترة، قائلة: «شعرت أنني صرت نجمة لأنني زوجة كروز. لا أعتقد أن أفلامي الأولى كانت جيدة. حاولت الابتعاد عن الأنظار دوماً آنذاك لاعتقادي بأنني لا أستحق أن أكون في دائرة الضوء».

تقسو كيدمان في حكمها على نفسها. شاب سنوات حياتها الزوجية والمهنية الباكرة بعض الخيارات السيئة. لكن بغض النظر عن مكانة زوجها في عالم التمثيل، حظيت مسيرتها بدفع كبير في هوليوود بفضل مجهودها الخاص. أدّت دور البطولة في The Portrait of a Lady. كذلك شاركت على مر السنين في عدد من الأفلام الناجحة، مثلBatman Forever، قبل أن يسطع نجمها عام 2001 في الفيلم الموسيقي المذهل Moulin Rougeمن إخراج لورمان. أما تجسيدها المميز عام 2002 لدور فيرجينيا ولف في The Hours من إخراج ستيفن برادلي فقد منحها جائزة أوسكار.

ألم عاطفي

بعد انتهاء زواجها بكروز، عملت كيدمان بشكل متواصل. وتعترف بأنها انكبت على العمل لتنسى ألمها العاطفي: «عملت باستمرار لأنني كنت أهرب من حياتي». لكن أفلامها الحديثة كلها، الفكاهية منها (Bewitched وThe Stepford Wives) والدرامية (The Human Stain وBirth وThe Invasion وThe Interpreter)، جاءت مخيبة للآمال، على الأقل على شباك التذاكر حول العالم. حتى فيلمها الأخير المخصص للعائلة The Golden Compass، لم يثر اهتمام المشاهدين.

في هذا الصدد تقول كيدمان: «هذه أعمالي ولن أعتذر عنها. لدي ذوق غريب يتلاءم أحياناً مع الذوق السائد وأحياناً أخرى يرفضه المشاهدون. عانيت الأمرّين في حياتي. أعتقد أن أفضل إنجازات الممثل تنبع مما يختبره. لذلك يصبح أكثر استعداداً للمخاطرة. وكلما تقدم في السن، زاد عطاؤه».

إذا صحت نظريتها، فقد تأكّد نجاح كيدمان من خلال أداء دورها الصعب في «أستراليا». فهي تنتقل بسلاسة فائقة من الفكاهة إلى مشاهد مفعمة بالحركة والعاطفة الملتهبة والمشاعر الرقيقة. يُعتبر هذا الدور أفضل أعمالها منذ سنوات. وإذا لم يرشحها لجائزة أوسكار، تؤكد كيدمان أنها لن تشعر بالأسى. فقد بدّل هذا الفيلم حياتها بحسب قولها: «لا تستطيع آشلي إنجاب الأولاد. وهذه كانت حالتي حتى آخر شهرين من تصوير الفيلم، عندما حدثت معجزة. لم أفكر يوماً في حياتي أنني سأحمل. لكن هذا ما حدث خلال التصوير». عانت كيدمان إجهاضاً في مطلع التسعينات، بعيد زواجها بكروز. تضيف ضاحكة: «حملت سبع نساء خلال تصوير هذا الفيلم. لا شك في أن مياه كونونورا تلك تملك قوى خفية. فقد سبحنا جميعنا عند الشلالات. لذلك صرنا ندعوها مياه الخصوبة. حصلت على ابنتي بفضل هذا الفيلم. وهذه أكبر هدية».

تزوجت كيدمان من المغني كيث أوربان قبل سنتين. تقول عن لقائهما: «كنا شخصين وحيدين حتى وجد أحدنا الآخر. فوقعنا في الحب تدريجاً».

لكن علاقتهما لم تكن يوماً سرية. يتمتع أوربان بعدد كبير من المعجبين ولم تكن بداية الزواج سهلة. فقد صارع إدمان الكوكايين في التسعينات. وبعيد حفلة زفافهما دخل مركز «بيتي فورد» للمعالجة. مرت سنتان الآن على تخليه عن هذه العادة، ما يُشعر كيدمان بالفرح: «نحن ملتزمان جداً بهذه العلاقة. لم نفترق يوماً لأكثر من أسبوع».

سافرت كيدمان أخيراً إلى لندن (مع زوجها وابنتها) لتصوّر فيلم روب مارشال الغنائي Nine. تدور أحداثه في الستينات، ويرتكز على مسرحية غنائية وهو مستوحى من فيلم Eight للمخرج فيليني. يتحدث Nine عن مخرج إيطالي (دانيال داي لويس) يواجه أزمة منتصف العمر ويفقد قدرته على الإبداع عندما تزداد حياته تعقيداً. تؤدي ماريون كوتيار دور زوجته وكيدمان ملهمته وصوفيا لوران والدته. كذلك تظهر جودي دانش والمغني فيرغي في الفيلم، فضلاً عن بينيلوبي كروز.

صحيح أن كيدمان لا تخطط راهناً لتصوير أي فيلم جديد، لكنها تنفي شائعات كثيرة تتحدث عن اعتزالها التمثيل: «لم أقرأ نصاً منذ فترة طويلة. وإذا قُدم لي عرض جيد، لن أفوّته بالتأكيد، خصوصاً إذا كان النص مؤثراً جداً».

أما زالت كيدمان تسعى لتكون أماً صالحة؟ «نعم بالتأكيد». وزوجة صالحة؟ «نعم». وباستثناء الطهو والبستنة والاعتناء بالطفلة، لا تخطط للقيام بأي عمل في الأشهر القليلة المقبلة. وستنتقل هي وعائلتها إلى مزرعتهم في ولاية تنسي: «لدينا ديوك حبش برية وحديقة خضار عضوية. من الجيد العودة إلى الطبيعة والحياة البسيطة، فهي أكثر أماناً».

يتشارك كروز وكيدمان الوصاية على ولديهما المتبنيين، بيلا (15 عاماً) وكونور (13 عاماً). تقول كيدمان: «ساعدناهما أنا وتوم على الانتقال إلى مرحلة البلوغ. ولا شك في أن إنجاب طفلة بعد هذه المدة كلها والاعتناء بها الى أن تكبر وتعتمد على نفسها هدف بالغ الأهمية. لقد تبدّل نمط حياتي. ففي سنوات مراهقتي وعشريناتي، أردت تغيير العالم. أما اليوم فأود المشاركة في أفلام جميلة فحسب. لكن هدفي الأكبر راهناً البقاء إلى جانب عائلتي. وربما أنجب مزيداً من الأولاد. لا أعلم ما يخبئه لي المستقبل، لكني راضية عما حققته تماماً».

كيدمان في عيني أنتوني كوين

«يشتكي لاعبو كرة القدم دوماً من أنهم غالباً ما يخفقون في المباريات الحاسمة. لو كان لهذا الإخفاق نظير في عالم السينما لانطبق على مسيرة كيدمان المهنية. لا مجال للشك في نجوميتها. فهي من ممثلات قلائل تُكتب الأفلام لهنّ خصوصاً، لكن إذا تأملنا في إنجازاتها الفعلية، أدركنا أننا نحب أدوارها في الأفلام الصغيرة المستقلة أكثر من تلك الكبيرة التي تشتهر بها».

«في مطلع عشريناتها، كانت تبدو مختلفة تماماً. فلم يكن دور فرجينيا ولف في The hours المرّة الأولى التي تغيّر فيها كيدمان شكلها. أدّت أبرز أدوارها Dead Calm-1988 وFlirting-1989 خلال سنواتها في أستراليا حيث كانت تتحلى بعفوية واضحة حجّمت كبرياءها الصبيانية. لكن عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية وتزوجت توم كروز، اكتسبت شيئاً من عزيمة ذلك الرجل الحديدية. وسرعان ما تحولت تلك «المتوحّشة» بشعرها المشعث إلى امرأة أميركية شقراء ناعمة. لكن الأدوار الكبيرة التي مثلتها (The Portrait of a Lady وEyes Wide Shut وMoulin Rouge) لم تحقق النجاح، وبدت غير ملائمة لها. مثلاً، في اللقطة الأخيرة من الفيلم الرومنسي Cold Mountain للمخرج أنتوني مينغيلا لم تبدُ كيدمان امرأة تيّمها الحب أو أنهكتها الحرب الأهلية».

«أعربت كيدمان عن استعداد لاختبار قدراتها ومدى طموحها في فيلم To Die For، الذي أظهر أنها تتمتع بموهبة فكاهية لم تُستغل بعد. ولم تخشى أداء أدوار قد تنفّر الجمهور منها مثل شخصية الشقيقة الشريرة في Margot at the Wedding والسيدة مولتر الخبيثة في The Golden Compass. كذلك نجحت في دخول قلوب المشاهدين بأدائها دور الدخيلة في فيلم لارس فون تراير Dogville والأرملة المخدوعة في قصة جوناثان غلايزر Birth. ولعل تأرجحها بين الضعف واليأس المطبق هو أفضل عمل قدمته حتى اليوم. لكن لا تزال هنالك شكوك بشأن قدرتها على النجاح في الأفلام الضخمة، خصوصاً بعد إخفاق تعاونها الأخير مع باز لورمان. لذلك سيشكّل فيلم «أستراليا» اختباراً مهماً لها».