حكومة «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»، مستعدة لمناقشة كل شيء، وفي أي وقت، حتى أنها تجتمع في بعض الأحيان في المطار «علشان يقولون حق الناس إنهم ذابحين نفسهم بالشغل»، وأعضاؤها مستعدون أن «يصرحوا» في كل لحظة في ما يعنيهم وما لا يعنيهم، بل أن يتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس، «مثل الحبيب أحمد باقر اللي على باله قاعدين بأفغانستان»، لكن عندما يتعلق الأمر بالرياضة، فإن هذه الحكومة «الملهوفة على الشغل»، تجدها تنسى مفهوم العمل المستمر، والشفافية، ومحاربة الفساد، وما إلى ذلك من الشعارات التي لا علاقة لحكومتنا الرشيدة بها غير ترديدها، وتجد أعضاءها الحريصين على الشعارات «بس بالكلام»، انكمشوا وكأنهم ابتلعوا ألسنتهم، ولا يجرؤ أحد منهم أن يقول لرئيسه في مجلس الوزراء، أو -حتى- لزملائه: تعالوا فلنناقش قضية الرياضة، والمشاركة المخزية في بكين، والجيش العرمرم من الإداريين.

Ad

كنا نتمنى لو انتفض مجلس الوزراء، وطلب إلى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل (وهو على فكرة الوزير المختص)، أن يعلن أنه بصدد محاسبة كل من كان مسؤولاً عن الموافقة على تشكيل الوفد المشارك في الأولمبياد، نقول: كنا نتمنى؛ لأننا متأكدون أنه لن يحصل، وإن حصل فستشكل لجنة تنضم إلى أخواتها من اللجان التي تهوى الحكومة تشكيلها، فتحيل إليها المواضيع التي تريد تمييعها أو دفنها.

نحن لا نطلب الكثير، فكل ما نريده هو أن تشعرنا الحكومة، ومسؤولوها بأنها جادة «وهذا طبعاً محل شك كبير» في قضايا الشأن الرياضي، فتتخذ موقفاً مثل موقف الرئيس المصري، الذي طلب معرفة أسباب تراجع بلاده في أولمبياد بكين، لعلنا نستطيع أن نصدق أن حكومتنا لا تخضع للضغوط، وأن موضوع الرياضة بيدها لا بيد غيرها، وأنها تستطيع أن تتخذ فيه موقفاً، وأن مسؤوليها أقوى، ولهم سلطة على المسؤولين عن الرياضة، لكن الواضح أن الجماعة «مالهم نية أو ما يقدرون يحاسبون أحد».

بنلتي

من لا يصدق أن الرياضة أصبحت «حارة كل من إيدو إلو» ما عليه إلا ان يطلع على بعض الاسماء التي لم تشملها كشوفات أعضاء نادي القادسية، ليتأكد إلى أين وصل الحال بسبب عدم وجود محاسبة ولا رقابة ولا حتى من يقول «هوب شقاعد تسوون» وإلا فمن يصدق أن كشوفات عضوية نادي القادسية تخلو من أسماء خالد الحمد وجاسم السعدون وعثمان العصيمي وسليمان العسكري وغيرهم من المؤسسين الذين أمسكوا بزمام الأمور وأداروها «قبل ما يطلع من فكر يلغي أسماءهم من البيضة» بكل إخلاص وحب وحنكة، لا لشيء إلا للكويت ومصلحة الرياضة بشكل عام، والقادسية بشكل خاص... لكن شنقول و«الحكومة وأهلها نايمين».