مفترق طرق

نشر في 27-05-2009
آخر تحديث 27-05-2009 | 00:00
 أحمد عيسى ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن المرحلة المقبلة من تاريخنا السياسي، وهي التي تملك الحكومة وحدها مفاتيح تشكيلها، بموقفها من انتخابات رئاسة ولجان البرلمان، فهي التي يجب عليها أن تحشد الصفوف وتعمل على إيصال من تراه مناسبا، لتمرير مشاريعها وبرامجها وخططها.

إن العبور بالبلاد إلى بر الأمان، منوط الآن بالحكومة، فقد عمل الشعب على تغيير وجه المجلس، ورأينا كيف عوقبت حركات سياسية، واهتزت عروش نواب، وهو ما يعني أننا كمواطنين أدينا المطلوب منا، ونحن بانتظار بادرة الحكومة، كون المطلوب منها التحول إلى عنصر ضامن للاستقرار، فهي بالنهاية الكتلة الأكثر تنظيماً والأكبر عدداً داخل المجلس.

رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد يملك مخزوناً سياسياً، ناله من رئاسة خمس حكومات خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو المسؤول الأول عن إخراج البلاد من المأزق، بعد أن ساهم سوء العلاقة بين فريقه والبرلمان، في تعطيلنا وشحن الأجواء، وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا، فاختيار الوزراء وتسميتهم والإشراف على أعمالهم، ومتابعة أدائهم وتقويمهم إن لزم الأمر، جميعها مسؤوليته الأصيلة، ولهذا نترقب جميعنا تسمية طاقمه الوزاري، وتوجهاته في انتخابات البرلمان الأحد المقبل، لأنها مفترق الطرق الذي سنحدد عنده اتجاهنا منه ومن الحكومة.

وكما أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الحكومة ورئيسها، فهناك أيضاً مسؤولية مشتركة أودعناها نواب المجلس، وتتلخص في ضرورة ألا تسود عليهم الأقلية المنظمة، من ملوك طوائف وأصحاب أصوات عالية، وهواة اختطاف إدارة الجلسات وتعكير الأجواء، والأخطر الغلاة والمتطرفون، الذين يسعون دائما لتشتيت الانتباه عن قضايا البلاد وفرض أفكارهم الدخيلة والسلبية، ممن ساهموا في تسميم الأجواء بأدائهم خلال الفترة الماضية، فقد غاب بفضلهم صوت العقل طويلاً عن المجلس، وغابت الحكمة عن أداء السلطة التشريعية زمناً. لذا فإن مسؤولية ضبط الأداء وتحسين مستوى العمل البرلماني، وإعادة الاعتبار للمجلس يتحملها مَن أدخلناهم قاعة عبد الله السالم.

الكويت تستحق أكثر مما عرضه لها نفر قليل داخل المجلس والحكومة، وعلى الجالسين على المقاعد الخضر مسؤولية حقيقية تجاه البلاد ومواطنيها، تبدأ يوم الأحد المقبل، ولا تنتهي حتى يتحرك قطار الإنجاز، لأننا صبرنا طويلاً، وها هو بريق الأمل يعود ليلوح بالأفق، بعد أن مللنا كثيرا المجاملات وإدارة البلد بالتجربة والخطأ، فرجاء لا تضيعونا بعد أن تضيعوا الفرصة من بين أيديكم.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top