حزب التحرير...ألف مبروك!

نشر في 12-06-2008
آخر تحديث 12-06-2008 | 00:00
 د. ساجد العبدلي في أغسطس الماضي، كتبت مقالاً أنتقد فيه الطريقة التي جرى فيها اعتقال أعضاء «حزب التحرير» بتهمة مرعبة هي «الانتماء إلى حزب محظور يتآمر على قلب نظام الحكم»، وهي التهمة نفسها التي وجهت لي شخصياً يوم قمت ومجموعة من الإخوة بتأسيس «حزب الأمة» في عام 2005م ثم سقطت التهمة وثبتت براءتنا منها، وقلت في ذاك المقال إنه: «يجب على كل مَن تعاطفوا ووقفوا مساندين لحق الزميلين الصايغ والقامس، ورفض ما جرى لهم من معاملة متعسفة على يد منتسبي أمن الدولة، خصوصاً من نواب مجلس الأمة الذين يهدد بعضهم بألا تمر القضية من دون محاسبة المتسببين بها، أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وأن يقفوا في ذات الموقف في شأن أعضاء «حزب التحرير»، مهما اختلفوا معهم في الفكر وفي التوجه، إما أن يكون هذا وإلا فعلى المصداقية والإنصاف السلام». وبالرغم من ذلك فكثير من الناس، وبالأخص ممَن يتغنون بحقوق الإنسان التحفوا الصمت وابتلعوا ألسنتهم، وأشاحوا بوجوههم إلى الناحية الأخرى!

ومضت الحياة، وما ضر أعضاء «حزب التحرير» مَن خذلهم في هذا الموقف المبدئي، وها هي محكمة الجنايات قضت بالأمس ببراءة المتهمين الستة كلهم من أعضاء هذا الحزب من تلك التهمة الخطيرة، بالرغم من إقرارهم جميعاً بأنهم أعضاء في هذا الحزب المعروف، ولكن مع رفضهم لتهمة التآمر على قلب نظام الحكم.

مرة أخرى يثبت قضاؤنا أنه لايزال نزيهاً وواضحاً ومباشراً تجاه هذه القضايا، وأنه لا يقبل بحال من الأحوال أن يجرم أي شخص بسبب نشاطاته السياسية مادامت في الإطار السلمي وفي دائرة حرية التعبير الذي كفله دستورنا، صمام أماننا. ومرة أخرى يثبت على أرض الواقع أنه لا يوجد نص ولا أساس ولا سند قانونياً يمكن لأحد أن يجرم به أحداً إن هو أنشأ حزباً أو انضم إلى حزب سياسي سلمي، ولعلها تكون رسالة لمَن يريد أن يفهم.

أغلب الإخوة في «حزب التحرير» أصدقاء شخصيين لي، ولعله كان من الأسهل أن أكتفي برفع التليفون فأكلمهم مباشرة، لكنها كلمات كان من اللازم أن تقال علناً.

أعضاء هذا الحزب وبالرغم من اختلافي معهم في كثير من طروحاتهم، وفي منهجيتهم في العمل، فإني لم أخفِ يوماً إعجابي بتفانيهم وراء ما يؤمنون به، وإعجابي بقدراتهم الباهرة على طرح معتقداتهم بتواصل واستمرار، وها هم اليوم يحصلون على الحكم بالبراءة من القضاء الكويتي، لتستمر مسيرتهم السلمية داعين لأفكارهم ومعتقداتهم، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

هذه هي الكويت، مظلتنا التي نفيء بظلها، ونقبل بعضنا بعضاً تحتها برحمة ومودة، يحترم بعضنا بعضاً، ويعطيه حقه كاملاً ولو اختلف معه، ولا مكان بيننا لمن يريد بنا شراً.

حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه، وألف مبروك للإخوة في «حزب التحرير» على حكم البراءة، وأسأل الله لكل الأخيار التوفيق والسداد، أينما كانوا وأينما حلوا.

back to top