بعد وثيقة الشيخ خالد حولوا الكويت B.O.T.

نشر في 10-09-2008
آخر تحديث 10-09-2008 | 00:00
 أحمد عيسى إن خطورة ما يحدث تكمن في أن المسؤول والمواطن والشيخ والقيادي، جميعهم يعلمون أن هناك خطْباً في الدولة، شخصوه جيدا، وحددوا أسبابه، ووصفوا علاجه، إلا أن البلد لايزال مع ذلك في حال تردٍّ وتراجع.

في أي مجتمع ديمقراطي، تعد حرية التعبير حقا مكفولا للجميع دون استثناء، وفي العالم المتقدم، يكون الحديث على قدر المسؤولية، فيما تعاني ديمقراطيات العالم الثالث أزمة أن من يقول لا يعمل، أو أنه يعمل عكس ما يقول.

قرأت ما رفعه الشيخ خالد الأحمد للقيادة العليا في البلاد، وضمّنه ملاحظاته حول أداء الدولة، وحال أبناء الأسرة، ومعاتبته لأبناء عمومته، وتحميل بعضهم مسؤولية ما آلت إليه أمور الدولة من تردٍّ وسوء.

الحديث حينما يكون من الشيخ خالد الأحمد، أحد كبار الأسرة الحاكمة، وشقيق ولي العهد، ووزير الديوان الأميري الأسبق الذي رافق ثلاثة أمراء تعاقبوا على حكم البلاد منذ نشأة الدولة الحديثة، يكون له بلا شك معنى مختلف، ويكتسب أهمية خاصة تتواءم مع مقام قائله.

ملخص ما قاله الشيخ خالد: أننا نعيش في عهد الشللية والمحسوبية والنفاق، ومن هم في مراكز القرار ما عادوا يعيرونها الاهتمام الكافي، وأنهم محاطون ببطانة فاسدة، همهم في المقام الأول ملذاتهم وإشباع رغباتهم التي لم تقف عند حد، والجميع يعلم أن حالة التردي التي آلت إليها الأوضاع في البلاد، نتيجة الصراع والتكالب على النفوذ، وصارت الكويت كعكة لبعض الأفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وأن أبناء النظام يتصارعون فيما بينهم بالعلن والخفاء، ونما الحقد والكراهية في نفوس الكثيرين منهم، لأنهم يرون بعض من هم في مراكز المسؤولية أثروا دون رقيب، وأضاعوا هيبة الدولة وأضعفوا النظام، وهذا ما يبعث على اليأس، والقضية غدت نكون أو لا نكون، لأن من هم في مراكز القرار اهتموا بأمورهم ومصالحهم فقط.

وسبق حديث الشيخ خالد تصريحات ولقاءات ومقالات لأقطاب ورموز الأسرة الحاكمة، اتفقت جميعها في المضمون واختلفت في حدة التعبير، قاسمها التأكيد بأن الكويت، شعبا وحكاما وقياديين يتشاركون في أنهم يعلمون بوجود خلل ما، وأن العلة تكمن في بعض أبناء الأسرة الحاكمة، وصراعهم الذي يقودنا إلى الهاوية.

إن خطورة ما يحدث تكمن في أن المسؤول والمواطن والشيخ والقيادي، جميعهم يعلمون أن هناك خطْباً في الدولة، شخصوه جيدا، وحددوا أسبابه، ووصفوا علاجه، إلا أن البلد لايزال مع ذلك في حال تردٍّ وتراجع.

بعد حديث الشيخ خالد الأحمد لم يتبق لنا إلا أن نطالب بتحويل الكويت إلى نظام B.O.T.، توكل أمور الدولة بموجبه لمجموعة شركات عملاقة، تحسن إدارتها، ونستفيد نحن من خبرتها، ونقبض نصيبنا منها نهاية كل شهر، بعيدا عن «التحلطم» وجلد الذات، فنحن يا سادة نعيش في دولة فاشلة بالخط العريض، فشل النظام والبرلمان والحكومة في استنهاضها من الركام، وتقديم مشروع يوازي مشروع الراحل عبدالله السالم وبقية الفرسان الذين عايشوه، وكم أتمنى أن تكون مجموعة دبي القابضة، أو أبوظبي للاستثمار، من ضمن المتقدمين للمشروع، فقد سئمنا من الإدارة بالاجتهاد، والتعلم وفقا لمبدأ الصواب والخطأ في دولة غنية الدخل وفقيرة في مستوى الخدمات العامة.

back to top