Ad

يبدو «حلم العمر» للمغني حمادة هلال حلماً كبيراً فعلا، يحاول أن يحقق من خلاله فيلماً محكم الصنع يمتاز بمشاهد تتيح له الغناء الشجي المؤثر والتمثيل المعقول والمقنع!

من كان يتوقع أداء ذلك المغني الشاب، الذي يبدو بسيطاً في أفلامه السابقة، دور ملاكم، يتحدى الصعاب بإصرار، والغريم الذي بلا وازع أو ضمير، يقف على حلبة الملاكمة، ويخوض جولات وجولات، تبدو كمباريات ملاكمة على الشاشة، مصنوعة بجهد ومتقنة.

يهدي صانعو «حلم العمر»، الذي أخرجه وائل حسان وكتبه نادر صلاح الدين، فيلمهم وجهدهم إلى «النمر الأسود»! وهو فيلم أحمد زكي الشهير، الذي جسد فيه شخصية ملاكم مصري في ألمانيا يمر بأصعب الظروف، لكنه يتحداها ويقدم إنجازاً رياضياً رائعاً ومشرفاً لعزيمة الإنسان البسيط وللوطن الذي ينتمي إليه!

يسير «حلم العمر» على تلك الخطى، ينتقل الشاب أحمد (حمادة هلال) وأمه (هالة فاخر) وصديقه من الإسماعيلية إلى القاهرة، لتحقيق حلم عمره كرياضي ملاكم، إلا أنه يواجه أشد الأهوال والصدمات، فبقدر ما يقف إلى جانبه المدرب في النادي (توفيق عبد الحميد) يحاربه أكرم (رامي وحيد) بشراسة لا تعرف هوادة، وهو ملاكم في النادي وضابط شرطة يستغل نفوذه باستمرار ولا يتورع عن القيام بأية تصرفات فاسدة بل وجرائم حقيقية (إلى حد يذكر بالصول حاتم في «هي فوضى؟»)، لكن الفارق أن جهاز الشرطة في الفيلم لا يسانده كما هي الحال مع «حاتم»! لا يحارب «أكرم» «أحمد» لأنه يشعر بخطورته كمنافس ويهدد وضعه كملاكم فحسب، وإنما لحب «نور» (الوجه الجديد دينا فؤاد) لأحمد، في حين يسعى هو إلى الفوز بها، ربما بالرغبة و«اللوثة» والسطوة التي كانت أيضاً لوصول حاتم (خالد صالح) الى الجارة الشابة (منة شلبي).

يسير الفيلم على ذلك المنوال ووفق تلك «التيمة»، وهي تيمة ليست جديدة كما نرى، لكن ليس المطلوب في الأفلام الغنائية، خصوصاً، تيمة جديدة وإنما خطوط درامية في سيناريو معقول وإخراج يتوخى الجدية والحرفية والعناية من دون إهمال أو استسهال. للانصاف حقَّق الفيلم تلك الميزات.

عمل هلال بجدية وبذل جهداً استثنائياً في مشاهد مباريات الملاكمة وكان مقنعاً، ساعدته إدارة المخرج، التي كانت واضحة طوال الوقت، إلى جانب تصوير رؤوف عبد العزيز ومونتاج معتز الكاتب وموسيقى راجح داوود.

وفِّق الممثلان القديران هالة فاخر وتوفيق عبد الحميد ووصلا إلى الذروة في بعض المشاهد المؤثرة من دون الوقوع في مبالغة ميلودرامية، كما في مشهد هالة وهي ترجو بحرارة والد نور (عزت أبو عوف) أن يوافق على زواجها من ابنها إنقاذاً لقلبه المحطم، كذلك يعد أداء الممثل الشاب رامي وحيد لدور أكرم بدايته الحقيقية كممثل ويتسم بطابع خاص، أما الوجه الجديد دينا فؤاد في دور نور فإنها اكتشاف الفيلم بحق، وتمتعت بقبول واضح وأدت بإحساس صادق يصل ببساطة ويسر إلى المشاهدين.