كنت دائماً أحرص وفي كل أحاديثي مع أصحاب المشاريع الإعلامية الجديدة، على التذكير بأهمية وجود موقع إلكتروني للجريدة أو المجلة أو المؤسسة الإعلامية الجديدة، ينطلق وبقوة مع انطلاقتها الفعلية، وأن يكون هذا الموقع متجاوزا للنسخة الورقية بخدمات إضافية تجعل منه موقعاً جاذباً للقراء والسائحين على شبكة الإنترنت.كتبت ولعدة مرات، وعلى فترات متباعدة، يعود بعضها إلى سنوات مضت، عن أن المستقبل للصحافة الإلكترونية، على الرغم من أنني بقيت مصرا على أن ذلك لن يلغي الصحافة الورقية في المنظور القريب، لكونها تلبي حاجة لن تستطيع الوسائل الإلكترونية أن تلبيها. وفي كل مقالة كنت آتي بها عن ذات الموضوع، كنت أقول إن عجلة الانتشار الصحافي الإلكتروني أثبتت في كل مرة أنها أسرع بكثير من كل التوقعات السابقة. كثير من الناس الذين كنا نظن أنهم أبعد ما يكونون عن عالم الإنترنت، ها نحن نراهم اليوم وقد أصبحوا ممن يبدأون يومهم بقراءة بريدهم الإلكتروني، ومن ثم تصفح مواقع الأخبار والمنتديات والمدونات على الإنترنت!
لهذا كنت دائماً أحرص وفي كل أحاديثي مع أصحاب المشاريع الإعلامية الجديدة، على التذكير بأهمية وجود موقع إلكتروني للجريدة أو المجلة أو المؤسسة الإعلامية الجديدة، ينطلق وبقوة مع انطلاقتها الفعلية، وأن يكون هذا الموقع متجاوزا للنسخة الورقية بخدمات إضافية تجعل منه موقعا جاذباً للقراء والسائحين على شبكة الإنترنت، وكنت أيضا أذكر دائما بأهمية أن يكون الموقع سريعاً وسهل الاستخدام، حاوياً لمحرك بحث قوي يوصل إلى المعلومات والمواد الأرشيفية على وجه الخصوص.
من المواقع الإلكترونية التي ظهرت حديثاً، واستطاعت أن تحتل مكانة بارزة على الساحة الصحافية المحلية، موقع جريدة «الآن» الإلكترونية، والذي يقف خلفه بحسب معلوماتي الزميلان د. سعد بن طفلة وزايد الزيد، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة ولكن نشيطة من الشباب.
«الآن» الإلكترونية، هي صحيفة شبكية بلا أصل ورقي، وبلا ميزانية ضخمة، وبلا طواقم جبارة، وبإمكانات متواضعة نسبيا، ولكنها استطاعت وباقتدار أن تسحب البساط من تحت أقدام كثير من المواقع الإلكترونية لصحف ورقية محلية تعمل منذ عشرات السنين، ليصبح موقعها اليوم واحدا من المواقع، إن لم يكن الموقع الأول الذي يزوره كثير من الكويتيين عندما يدخلون إلى الإنترنت صباحا، وليتحول كذلك إلى الموقع المفضل لكثير منهم في الخارج!
استطاعت «الآن» أن تجمع ما بين دورها الأكثر وضوحا، وهو أنها بمنزلة سلة جامعة لحصاد الصحافة اليومية من مقالات وأخبار، وما بين سرعتها وتفردها في نشر بعض الأخبار والمتابعات السياسية المحلية، خصوصا المثير منها وهو الذي يسيل له لعاب القارئ الكويتي، وما بين أنها فتحت الباب أيضا لتعليقات القراء على ما ينشر فيها، مما خلق حالة من الارتباط بينها وبين قرائها الذين باتوا يشعرون بأنهم جزء فاعل في صناعة الموقع.
بطبيعة الحال، تبقى «الآن» جهداً بشرياً، معرضا للنقص والقصور، وستبقى تستوعب المزيد من التعديلات والتحسينات، لذلك فهي لا تزال في تصوري بحاجة إلى مزيد من التعديل على شكل واجهة الموقع، لجعله أكثر جاذبية مثلا، ولاتزال بحاجة إلى تطوير خدماتها الصحافية المصنوعة خصيصاً لها، وأن يشمل ذلك الدخول إلى عالم التقارير والتحقيقات والمقابلات الصحافية، وكذلك إلى عالم الوسائط الصوتية وأفلام الفيديو، ولاتزال بحاجة إلى أرشيف يجمع موادها السابقة ويسهل الرجوع إليها من خلال محرك بحث قوي وسهل. وكلي ثقة بأن هذه الإضافات ستقفز بصحيفة «الآن» قفزات شاسعة، لن أتردد في القول إنها ستجعلها تتجاوز الكثير من الصحف!