إن حكومتنا الرشيدة قد قرأت حكاية هذه السيدة الألمانية التي تخلصت من زوجها وأعجبتها كثيرا، لأنها اتبعت خطتها عدة مرات ونجحت فيها تماما، فكلما أرادت التخلص من مجلس الأمة المزعج «اللي ملوع جبدها»، قامت بوضع سكين في يده، ثم راحت تصرخ وتولول، أن أنقذوني من هذا المجرم حالا!قبل سنوات، لجأت سيدة ألمانية ظريفة، إلى خطة جديدة نجحت من خلالها في التخلص من زوجها «اللي قاعد على قلبها»، ثم قلدها بعد ذلك عدد من النساء الألمانيات الأعضاء في جمعية «أعطني حريتي أطلق يديّ»، ونجحن في ذلك أيضا، وراح الألمان يضحكون ويتندرون على بساطة وسذاجة هذه الخطة ثم على انتشارها السريع بين أوساط النساء الثائرات!
فقد نهضت السيدة الألمانية من نومها في منتصف الليل، وراحت تصرخ بأعلى صوتها قريبا من النافذة التي تركتها مفتوحة، فانزعج الجيران وقاموا من نومهم فزعين، وكذلك نهض زوجها المذهول أيضا وهو مرتعب يسألها عن سبب هذا الصراخ، ولم يخطر على باله أنه هو السبب، حتى فتحت الزوجة الباب للجيران ولرجال الشرطة الذين حضروا سريعا، وفوجئ الزوج بأنه هو الذي هجم على زوجته وحاول قتلها بسكين!!
وقبل أن يفكر الزوج في كيف حدث هذا وهو نائم، وأين مكان السكين الذي تدعي أنه أداة الجريمة المزعومة، كانت الزوجة قد أعدت خطتها مسبقا، حين وضعت السكين في يد الزوج وهو في «سابع نومة»، وحاول الزوج المسكين جاهدا أن ينكر ما حدث، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يصدق زوجا أمام هذا العدد الكبير من الناس، وأمام الزوجة التي ذرفت الدموع وهي تبكي منهارة على الأرض تطلب إخراجها من البيت، ومن حياة هذا الرجل المجرم حالا!!
الطبيب الشرعي الذي حلل السكين، وجد عليها بصمات الزوج واضحة تماما، لأن الزوجة قامت بوضعها في يده وهو نائم، وأن أصابعه لمست السكين لمسا هينا، وفي ذلك دليل كافٍ على أنه حاول، فلما صرخت ألقى بالسكين على الأرض وهو في حالة ذهول وارتباك، وإذا لم يكن الزوج قد فعل شيئا من ذلك، فالفضيحة وحدها تكفي جدا لأن يطلق زوجته، وقد تم أكثر من طلاق بنفس الطريقة في مدن مختلفة في ألمانيا، ووصفت الصحف هذه الحوادث بأنها الطلاق على الطريقة الألمانية!
واندهشت زوجات كثيرات كيف فاتهن مثل هذا الموقف البدائي، وظهرت الصحف تقول للأزواج: احترسوا من السكاكين أيها الأزواج الغافلون! أو لا تستعملوها من فضلكم بالمرة أحسن! أو ضعوا أيديكم في جيوبكم دائما! واحرصوا على أن تلبسوا القفازات قبل النوم تحسبا لأي طارئ أنثوي ماكر!
كيدهن عظيم فعلا، كيد سهل وبسيط، لكنه «يودي بداهية» في كثير من الأحيان، ويبدو والله أعلم أن حكومتنا الرشيدة قد قرأت حكاية هذه السيدة الألمانية وأعجبتها كثيرا، لأنها اتبعت خطتها عدة مرات ونجحت فيها تماما، فكلما أرادت التخلص من مجلس الأمة المزعج «اللي ملوع جبدها»، قامت بوضع سكين في يده، ثم راحت تصرخ وتولول، أن أنقذوني من هذا المجرم حالا!
والسكاكين السياسية أنواع أيها السادة، فقد يأتي السكين على شكل استدراج لاستجواب لا معنى له، أو يكون على شكل عدم تعاون، أو تجاوزات لا يمكن السكوت عنها، أو تعمد في عدم تطبيق القوانين، أو تجاهل مستمر لأسئلة النواب، أو تنفيع لبعض المتنفذين، فما إن يأتي اعتراض واحتجاج من السادة النواب «وهم ليسوا أبرياء أو ملائكة على أي حال»، حتى تصرخ الحكومة مولولة بأعلى صوتها، تشتكي عدم تعاون النواب معها، وأنهم يتصيدون عليها الزلات، وأنهم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، وأن الحياة مع مجلس كهذا أصبحت مستحيلة، فهو السبب الرئيس لتعطل التنمية وتوقف المشاريع الكبرى، وأنه قد آن أوان الطلاق والافتراق بينها وبينهم للأبد!
المثل القديم يقول: «ضربني وبكى... وسبقني واشتكى» والحكومة بحق، أفضل من يطبق هذا المثل، وبجدارة!