الواضح أن رجال الأمس غير رجال اليوم، فـ«لكل زمان دولة ورجال»، ولكل مرحلة نوعية من رجال يضعون أسماءهم في لوحة شرف التاريخ، وقوى الفساد يجب أن تُحارَب، ولا بد أن ندعم الصالح من السلطتين التنفيذية والتشريعية، وقناعتنا لن تتغير في مجلس الأمة مهما ظهرت عليه من سلبيات.

Ad

فقدان الثقة التي تعيشها الحكومة والمجلس على حد سواء، من المسؤول عنها؟ ولماذا يُجرّ المواطن وراءها؟ ومن المستفيد منها؟ وهل يريدوننا أن نكفر بالديمقراطية؟

صديق لي دائما «يتغشمر» ودمه خفيف، ويحب أن يعلق على كل كبيرة وصغيرة، وأثناء حديثنا المعتاد عن أوضاع البلد، وعن أهمية الشراكة مع «داو» والفائدة المرجوة منها، وهل يمكن للكويت أن تقدم على هذا المشروع في ظل تردي الأسعار وإحجام السوق عن الصناعات الرديفة والمشتقات النفطية؟ ومع حدة النقاش بين مؤيد ومعارض، انتفض وقال: إلا الحل غير الدستوري!! فوجود المجلس خط أمان لكل الشعب، بل لكل الكويت... هذه المداخلة التي أحببت سماعها وتيقنت أنه مهما كبر الاختلاف يبقَ الاتفاق حول الكويت.

هذه الروح والحماسة للدستور من رجل الشارع العادي تؤكد لنا أن الكويتيين جميعاً واعون لما يدور حولهم من خطط تدار باسم الديمقراطية، والحراك السياسي في الكويت يسير بخطى مسرعة قد تكون سبب قلق البعض من الديمقراطية الكويتية، وللسؤال البرلماني أثر كبير- رغم بساطة الأسئلة- في كشف المستور، وهي: «من؟ وماذا؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟».

إجابة تلك الأسئلة تطمئن القلب وتبدد علامات الاستفهام إن تمت دون تلاعب، كما أنها تسهم في إدارة عجلة التنمية دون ريبة وشك، والواضح أن رجال الأمس غير رجال اليوم، فـ«لكل زمان دولة ورجال»، ولكل مرحلة نوعية من رجال يضعون أسماءهم في لوحة شرف التاريخ، وقوى الفساد يجب أن تُحارَب، ولا بد أن ندعم الصالح من السلطتين التنفيذية والتشريعية، وقناعتنا لن تتغير في مجلس الأمة مهما ظهرت عليه من سلبيات، فنحن نؤمن بمقولة «اعرف الحق تعرف أهله».

ها نحن قد رجعنا إلى نقطة البداية وتخلينا عن الشراكة مع «داو كيميكال»، فهل نقف ونتوقف عن مشاريع من شأنها أن تطور الاقتصاد الكويتي؟ فتصريحات بعض النواب بأن هذه آخر فرصة لناصر المحمد خطيرة، كونهم لا يملكون هذا الحق دستوريا، وها هم يصعدون نحوه شخصياً، وها هو الرجل يجنح إلى السلم وهم يعللون ذلك بالضعف؛ فإلى متى يستمر هذا المسلسل؟ أفيدونا أفادكم الله!

أخيرا: «اللهم انصر إخواننا في غزة، وثبت أقدامهم، واجعل كيد أعدائهم في نحرهم».

ودمتم سالمين.