• سألني صديق بامتعاض: لماذا يصر النائب محمد هايف وبعض زملائه على ارتداء النائبتين أسيل العوضي ورولا دشتي الحجاب أثناء انعقاد جلسات مجلس الأمة؟! ما الفارق الذي سيشكله لبسهما للحجاب من عدمه؟!

Ad

قلت له: لا بأس يا صديقي، هوّن عليك وخذ الأمر بروية، فالنائب الفاضل يفعل ذلك بدافع وطني يشكر عليه ورغبة صادقة في الإصلاح!

قال مستغربا: وكيف يكون هذا بالله عليك؟!

قلت: النائب المحترم محمد هايف أمضى وقتا طويلا وهو يفكر في هموم الوطن والمواطن، فرأى بنظرته الثاقبة أن لدينا الكثير من المشاكل والقضايا بحاجة لعلاج سريع، وأن البلد قد توقفت فيه عجلة التنمية والتطور حتى تخلف عن الركب زاحفا نحو المركز الأخير في كل المجالات، ثم إنه تفكر طويلا في الأسباب والعوائق التي وقفت حائلا بيننا وبين التقدم على كل الصعد في ما مضى، فوجد– بعد عناء- أن أول الأسباب وأهمها كان عدم ارتداء الوزيرتين موضي الحمود ونورية الصبيح الحجاب، وأن الأمر سيزداد سوءاً الآن بوجود أسيل ورولا غير المحجبتين ليصبح العدد أربع نساء أو ربما خمس مع التشكيل الوزاري الجديد!

وهو أمر جلل ينبغي أخذ الحيطة قبل وقوعه، ومعصية عظيمة لو علم الجاهلون، قد تجلب لنا الغضب والانتقام الإلهي لتهل علينا بسببه الأعاصير والزلازل والسيول المدمرة التي أصابت أمما من قبلنا!

وكل ذي عقل يزن الأموز بميزانها الصحيح، سيدرك أنه من المستحيل أن ننهض من كبواتنا أو نحل أيا من مشاكلنا العالقة، بوجود هذا الكم الهائل من النساء السافرات تحت قبة البرلمان، بما يجلبنه من فتنة عظيمة قد تصيب النواب الأفاضل فيفتقدون التركيز المطلوب في النقاشات البرلمانية، لما يتطلبه الأمر من غض البصر بشكل دائم درءاً للفتنة، ولذا، فإن مطالبة الأخ النائب محمد هايف وبعض زملائه بضرورة ارتداء الحجاب منطقية وعقلانية، هدفها المصلحة العامة ومستقبل الوطن الذي يعتمد بالدرجة الأولى على حسم هذه القضية المهمة والمؤثرة للغاية!

لكن القضية الأكبر هي أن آلافا مؤلفة قد اختارت أن يمثلها محمد هايف في البرلمان، وعلينا جميعا أن نتحمل أداءه «الرائع» وأولوياته العجيبة الغريبة!

• • الرئيس الكوري الجنوبي السابق «روه هيون» انتحر- والعياذ بالله- قبل أيام، بسبب معاناته النفسية الشديدة، إثر تحقيقات الشرطة في قضية الرشوة التي تورط فيها عدد من أفراد عائلته.

كان المرحوم قد خرج من بلدته لتسلق الجبال صباحا، لكنه فاجأ من معه برمي نفسه من صخرة عالية، تاركا وراءه رسالة قصيرة يقول فيها إنه قد انتحر بمحض إرادته! وقد كتب في وصيته الكلمات التالية: «عانيت كثيرا، وتسببت في معاناة الكثيرين، ولم يعد باستطاعتي حتى قراءة كتاب! لا تلوموني لما قمت به، أليست الحياة والموت سيان؟»!

كان روه (62 عاما) الذي ترأس كوريا الجنوبية خمس سنوات، قد خضع للتحقيق من قبل الادعاء العام حول اتهامات بتلقي أفراد في عائلته مبلغ ستة ملايين دولار على الأقل، من رجل أعمال خلال توليه الرئاسة، واستدعي في 30 أبريل الماضي، حيث أخضع للتحقيق لمدة عشر ساعات.

الرئيس الكوري الجنوبي الحالي «لي ميونغ باك» عبر عن بالغ أسفه لوفاة روه قائلا: إنه أمر مؤسف ومحزن للغاية!

فعلا... خبر مؤسف ومحزن للغاية، أن ينتحر رئيس دولة «قد الدنيا» من أجل مبلغ تافه كهذا، ففي منطقتنا العربية لا «يهبش» مثل هذا المبلغ رئيس أو وزير أو حتى وكيل وزارة، فمستوى القوم أعلى من ذلك بكثير، والاحتمال الأكبر أن يقوم «بهبشه» رئيس قسم متواضع في دائرة حكومية «تائهة»، ليعيش بعد «الهبشة» هانئ البال مرتاحا وفي أمان تام، حيث لا يحاسبه أحد أو يجرح شعوره بكلمة، لكنه قد يلام على شيء واحد فقط، هو وضاعة المبلغ «المهبوش»! و«خرابيط» المعاناة النفسية لا وجود لها بالمرة، لأن من يتسبب بها هو الضمير، والضمير بحمد الله غائب مستتر تقديره «خذ راحتك»، أما الانتحار والعياذ بالله فهو غير وارد أبدا، لأن الانتحار وبإجماع كل فقهاء المسلمين: حرام، حرام، حرام!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء