عفواً سيدتي المرشحة... لن أنتخبك!
نحن ككويتيين نتمتع بفقدان ذاكرة انتقائي (Selective Amnesia) عجيب، فننسى بسرعة ما لا نود تذكره ونحفر في ذاكرتنا ما نتمتع باجتراره، وهذه خدعة نفسية معروفة تندرج تحت أدوات الدفاع عن النفس ولكن الغريب أن تكون «شعبية»، وفي الانتخابات بشكل عام تتجلى هذه الخصوصية بشكل واضح.اقترب يوم الاقتراع، وترشح للانتخابات أكثر من 20 مرشحة. سينجح بعضهن وستخسر الكثيرات، وهذا أمر طبيعي جداً إذا أخذنا في الاعتبار قصر التجربة النسائية تحديداً وضعف الثقافة الديمقراطية بشكل عام، وغير الطبيعي أن «تتشره» علينا التي لم تنجح لأننا– كنساء- خذلناها ولم نقف بصفها كما حدث في الانتخابات الماضية!
توقع المرشحة «الفزعة» من بنات جنسها لا يختلف شكلا ولا مضمونا عن دعوة التصويت على أساس العائلة أو المذهب أو العرق إن لم يكن أسوأ، وتوقع ذلك إهانة للناخبة كما هو مؤشر خطير للفكر الذي تحمله مثل تلك المرشحات.اختيار المرشح أو المرشحة التي تستحق التصويت يتطلب من الناخب والناخبة على حد سواء درجة عالية من الموضوعية والتحليل والأهم البحث، فنحن ككويتيين نتمتع بفقدان ذاكرة انتقائي (Selective Amnesia) عجيب، فننسى بسرعة ما لا نود تذكره ونحفر في ذاكرتنا ما نتمتع باجتراره، وهذه خدعة نفسية معروفة تندرج تحت أدوات الدفاع عن النفس ولكن الغريب أن تكون «شعبية»، وفي الانتخابات بشكل عام تتجلى هذه الخصوصية بشكل واضح. فننسى من صوّت ضد المرأة واعتبر دخولها إلى الحياة السياسية من الكبائر التي ستجر البلد إلى الفحشاء والمنكر، ونتذكر أنه «صايم ومصلي ويعرف ربه». نتناسى من دافع عن الحكومة أكثر من وزرائها ونتذكر خطبته الحماسية الأخيرة. يسقط من ذاكرتنا تاريخ أحدهم الوطني وبرنامجه الواقعي والعملي ونركز على زلة لسان أو خطأ غير مقصود، نمسح القانون والدستور فجأة من وعينا في حين نحافظ ونستذكر «صلة الرحم» والتراث والتقاليد والأعراف لكي نبرر لأنفسنا التشاور والانتخابات الفرعية. كل ذلك فقط لنستبيح لأنفسنا خياراتنا غير السوية التي تنطلق إما من مصالح ضيقة وإما من منطلقات عنصرية بغيضة. لذا من الضروري الابتعاد عن الذاكرة في تقييم أي كان– رجلا كان أم امرأة- فالذاكرة خداعة، ولابد من البحث والاستطلاع لاستذكار الوقائع التي لا نود مواجهتها، وحتى نحمي أنفسنا من غرائزنا البدائية التي تشكل قراراتنا في حال غياب الوعي والعقل.الأهم أن نختار من يشاركنا الفكر لا العرق، من يماثلنا الأخلاق لا المشاعر، من يثبت ولاءه لوطنه ودستوره لا لأهله وبني جنسه، ومن نقتنع ببرنامجه وخطته لا من نخاف صراخه أو «شرهته»، وهذا ينطبق عليه وعليها على حد سواء! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء