أسرت الإعلامية اللبنانية ريما نجيم المستمعين من خلال حوارها الصادق في برنامجها الصباحي «يا ريما»، عبر أثير إذاعة صوت الغد، وشكلت معهم وحدة حال وشاركتهم مشاكلهم وأفراحهم وهمومهم. يلفتها الأديب اللبناني جبران خليل جبران وترى أن مسلسل «باب الحارة» بعيد كل البعد عن الواقع المعاش. تنشغل راهنًا في تقديم برنامجها «أوائل» وتحضّر لمشاريع مستقبلية كثيرة.
عن عملها الإعلامي ونظرتها الى الرجل وتجربتها الحياتية، كانت معها الدردشة التالية. نراك أحيانًا بصورة المرأة القوية وأحيانا أخرى بصورة المرأة الضعيفة، وتتّهمين بالغرور، لماذا ذلك التناقض كله في شخصيتك وهل هو السبب الأساسي في نجوميتك إعلاميا؟ أرى نفسي إنسانة صادقة بامتياز، وذلك هو السبب الأساسي لنجاحي على ما أعتقد. لم أتفوّه أبداً بأمر خارج قناعاتي لأرضي أحدًا، ولا أتعامل مع المستمعين على أنهم «أعزائي المستمعين»، أصبحت تلك الجملة فولكلورًا في الإذاعات، كأني أقدّم مادة معيّنة الى الناس وأذهب من بعدها لممارسة حياتي اليومية. أرفض ذلك المنطق وأتحدث مع المستمع كأني أراه أمامي في السيارة أو المنزل أو المكتب... أشعر بعد خبرتي الطويلة في هذا المجال أني قريبة من المستمع الى درجة أعجز فيها عن الكذب عليه، عندما أعلن موقفاً ما سواء كان سياسياً أو فلسفياً أو فنياً أو اجتماعياً... وقد جعلني هذا الأمر محبوبة وأدّى الى نجاحي إعلاميًّا. كيف تختصرين مسيرتك الإعلامية الطويلة وأين ترين إخفاقاتك ونجاحاتك؟ لم أكن متسرّعة في حياتي المهنية وتقدمت في عملي خطوة تلوى الأخرى. أخطأت أحيانا لكني لم أستسلم أبدا. طلبت منّي إذاعة «صوت الغد» تقديم برنامج ألعاب ومسابقات واتصالات، لكني طوّرته بطريقتي الخاصة من دون الأخذ برأي الإدارة الى أن أصبح على المستوى الرفيع الذي هو عليه راهنًا، وبتّ أتطرق فيه الى المواضيع كافة حتى السياسية، مع أننا لسنا بصدد برنامج سياسي. جاء ذلك التطوّر نتيجة خبرتي على مدى 13 عامًا، إذ تغيّرت نظرتي إلى الأمور وقراءتي لها. في المقابل، أعتقد أني أخفقت على مستوى علاقاتي لأن العمل أخذ كثيرًا من وقتي على حساب صداقاتي. ماذا تعلّمت من الـ13 سنة الماضية؟ تعلمت التحدّي واستفدت من خبراتي وأثبت لكل شخص شكّك في قدراتي أو جرّح بي بطريقة معينة، أن باستطاعتي الضحك والمزح أحيانا ومعالجة موضوع فلسفي من دون تفلسف أحيانا أخرى. هذا هو التناقض الذي كلّمتني عنه سابقًا وعملت عليه جديّاً لأوصله بطريقة صحيحة الى الناس. ما سر ضحكتك الجميلة على الهواء والتي قلّدتها مذيعات كثيرات؟ (تضحك) هل تصدّق أنني لا أحب ضحكتي، إنها عفوية. أطلب من اللواتي يقلّدنها أن يستفدن مني في أمور أخرى أهم. أعتبر أدائي في الإذاعة كأنه عمل صحافي، لذلك لا أشعر بأنني محصورة ضمن جدرانها، إنما لدي إمكانات إعلامية أقدّمها في المجالات كافة. هل تحبّين خوض مجال الصحافة المكتوبة؟ لدي بعض المقالات التي كتبتها ونشرتها، طُلب إليّ تقديم مادة للنشر يوميًّا أو أسبوعيًّا، لكني اعتذرت لأني لا أحب أن أكون مقيّدة بوقت معيّن. لا يعني ذلك أني إنسانة غير ملتزمة، لكن أنزعج من الوقت المحدّد، كوني لا أستطيع تقديم مادة جيدة في حال كنت بمزاج سيئ. كيف تصفين علاقتك مع المستمعين؟ صحيح. لا ينتظر الناس انتهاء الحلقة ليعطوا ملاحظاتهم، اليوم مع نظام الـ sms أتلقى تعليقاتهم في كل لحظة من البرنامج وأفرح لأن الإطراءات تكون دائمًا أكثر من الملاحظات الجارحة. ينزعج البعض أحياناً حين أبدي رأيي في قضية سياسية معينة، فيكون ردّهم جاهزاً سلفًا، ويعود ذلك الى الأوضاع المتوتّرة التي يمر بها لبنان من وقت إلى آخر. كوني أصل الى الناس بسهولة، أصبح البعض يتقبل مني الآراء التي تتعارض مع تفكيره وقناعاته، وتعمقت العلاقة التي تربطني بهم عبر أثير الإذاعة إلى درجة كبيرة. ستختتمين برنامجك «أوائل» الذي تقدمينه عبر «صوت الغد» وتستضيفين خلاله الأوائل في مجالات حياتية عدة باستضافة نفسك، ألا تخافين من تلك الخطوة؟ وهل تصنّفين نفسك الإذاعية الأولى راهنًا؟ (تضحك) نعم أنا الأولى، اقترحت عليّ الإدارة أن أكون الضيفة في الحلقة الأخيرة في نهاية الموسم الأول من البرنامج، يحاورني فيها طوني سمعان معدّ البرنامج، ولم أعرف بعد أية تفاصيل حولها. من ناحية أخرى، لا أهتم في حال انتقد أحدهم خطوة استضافة نفسي، وذلك في النهاية عملي. صرّحت في مقابلة تلفزيونية أنه ليس هنالك من زميلات منافسات لك، أليس ذلك غروراً؟ كلا. لم أقصد ذلك تحديدًا، ولم يكن لدي الوقت أثناء المقابلة لتفسير وجهة نظري الأساسية. لا أشبه أحدًا ولا ألغي تاريخ أحد، لكن لا أعترف بمذيعة تطل صباحًا لتتلقى اتصالات الناس حول سؤال معين أو تقدم حالة الطقس أو غيرها بأنها زميلة لي. تعبت على نفسي كثيرًا ولا أشبه أحدًا. لا أتابع البرامج الصباحية لأنها تترافق وبرنامجي في الوقت نفسه، لكني أسمع تعليقات الناس عليها. لامك الزميل إيلي حوشان من خلال صفحات «الجريدة» كونك لم تتصلي به وتهنئيه على برنامجه الجديد الذي يقدمه على تلفزيون الـ otv رغم الصداقة القوية بينكما، هل أنت على خلاف معه؟ كوننا أصدقاء، لماذا لا يتّصل بي ويوجّه إلي اللوم شخصيًّا بدلا من أن يبعث إلي الرسائل عبر الإعلام؟ كنت أخبر إيلي كل شيء حتى أفكار البرامج التي كانت تُعرض علي، وكان صديقًا عزيزًا جدًا وهناك أسرار مشتركة بيننا، لكني اكتشفت بالصدفة أنه سينتقل من «صوت الغد» الى الـ OTV ولم يخبرني بذلك وأنا صديقته المقرّبة، فاعتبرت أنه أخرجني من حياته من دون معرفة الأسباب الحقيقة لموقفه، من ناحيتي لم أجد دافعا للاتصال به، لكن تبقى المودّة قائمة ولا أنسى «الخبز والملح» بيننا. كيف توفّقين بين حياتك العملية والزوجية؟ ولماذا يحكى دائمًا عن مشاكل بينك وبين زوجك؟ (تضحك) أقول دائمًا علنًا إن الزواج مؤسسة فاشلة، لكن أتكلم بالمطلق ولا أقصد حياتي الشخصية. يترجم البعض آرائي التي أعبّر عنها وأقتنع بها 100% بطريقته الخاصة، ويعتقد أني أعيش حياة زوجية تعيسة. هذا خطأ، لو لم أكن على وفاق مع زوجي لما استمريت معه لغاية الآن. نشعر أن لديك أحيانًا عداءً تجاه الرجل الشرقي؟ أحب الرجل الشرقي، لكن من دون أن يشبه مثلا رجال مسلسل «باب الحارة» الذي أراه بعيدًا كل البعد عن الواقع. صورة الرجل الشرقي عندي جميلة، لكنه يخذلني أحيانًا. في المطلق لا أعرف الى أي مدى يتقبل الرجل الشرقي نجاح المرأة أو تفوّقها عليه في ميادين الحياة. أقتنع بأن للمرأة كياناً خاصاً وليست تابعة للرجل. شخصيًّا أتمتع باستقلالية كبيرة حتى إني أنام وزوجي في غرفتين منفصلتين، لكن تربطني به علاقة مميزة وليس هنالك أي خلاف بيننا. لماذا تعتبرين الزواج مؤسسة فاشلة؟ أؤيد قول جبران خليل جبران: «إنما اتركا بينكما بعض الفسحات». نعم أعتبر أن الزواج مؤسسة فاشلة لأنها تقول إن المرأة وزوجها واحد، أعارض ذلك المنطق. أقتنع باستقلالية كلا الطرفين من ناحية التفكير والعمل وغيرهما... يجب على الرجل والمرأة أن يعملا كليهما ليطوّرا علاقتهما بعد مرور فترة على زواجهما من نواح عدة لتكون العلاقة الزوجية ناجحة. كأنك لست امرأة شرقية بامتياز؟ أنا امرأة فاقدة هويّتها. لا أعرف إذا كنت أريد أن أكون امرأة شرقية أو غربية، كلتاهما لديهما إيجابيات وسلبيات. أنا امرأة متصالحة مع نفسي وما زلت أعمل على ذلك. هل تخافين من الغد؟ أعيش كل يوم بيومه وأخاف أن يعيش أولادي فترة الحرب التي عشتها في طفولتي. أربّيهم على الاتكال على أنفسهم وأنا بمثابة صديقة لهم، كذلك أؤمن بقول جبران خليل جبران: «أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة». الى أي مدى تشبه طفولتك طفولة أولادك؟ لا تشبهها أبدًا. عشت طفولتي ضمن نظام صارم. لا أمنع ابني من القيام بأمر معيّن من دون إعطائه تبريرات ليقتنع بوجهة نظري. أستمع جيدا إلى أولادي وذلك ما كنت أفتقر إليه في طفولتي. أتحاور معهم في قضايا مهمة على الرغم من صغر سنّهم، حتى في السياسة أشعر بأن أفكاري تصل إليهم بطريقة معيّنة. مثلا سألني إبني يومًا: هل يجب أن أكون مع ميشال عون أو مع سمير جعجع، فأجبته أنه ليس بالضرورة أن تكون مع هذا أو ذاك بل أن يكون لك معتقدك الخاص، واقتنع بالفكرة. لكن يقال إنك محسوبة على حزب «القوات اللبنانية»؟ لدي ملاحظات على الجميع، لكل حزب أو تيار حسناته وسيئاته. أنا معجبة بأداء سمير جعجع وآمنت بقضيته أثناء وجوده في السجن وشاركت بتظاهرة 14 آذار على الرغم من عدم اقتناعي بالكثير من شخصيات هذا الفريق. لا أقبل أن أكون محسوبة على طرف معيّن وأؤمن بالتعددية، فلبنان بلد ديمقراطي مقارنة مع بعض الدول العربية. من السياسي الذي تستضيفينه لو اتيحت لك الفرصة في برنامجك «أوائل»؟ وليد جنبلاط. كان لدي عداء كبير تجاهه لأني بنت الجبل الذي تهجرت منه أثناء الحرب. سامحته عن بعد وأتمنى الجلوس معه للتحدث في أمور كثيرة بعيدة نوعًا ما عن السياسة. هل هناك مشروع تلفزيوني جديد بعد و{ابتدا المشوار»؟ يُعرض علي بعض البرامج من وقت إلى آخر، لكن لم أجد بعد البرنامج الذي يشبهني. وعلى صعيد التمثيل؟ عُرض علي مشروع فيلم سينمائي واقتنعت بفكرته، لكن أمتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل وأتركه مفأحاة. ما هي أمنيتك؟ تأليف كتاب خاص بي لأني أحب الكتابة. ما هو رأيك بـ : نضال الأحمدية: حالة. طوني خليفة: صديق ومش صديق. نيشان: قريب. حليمة بولند: لا أتابعها جيداً.
توابل
ريما نجيم: لا أعرف إن كنت امرأة شرقية أو غربية
30-09-2008