جميل أن نرى إشادة البعض بشخص كان محل الهجوم الشديد والطعن والاستهزاء قبل عام بالضبط من قبل نفس هذا البعض، لكن من المؤسف أن الإشادة مازالت مبطَّنة بشيء من المكابرة وعدم الاعتراف بخطأ إطلاق الأحكام وتعليق المشانق انسجاما مع الحملات الإعلامية الهوجاء. الزميل محمد الوشيحي كتب الأسبوع الماضي عن عدد من النواب السابقين من ضمنهم سيد عدنان عبدالصمد قائلا إنه «حر يندر أشباهه لكنه يسير الآن مطرقا إلى الأسفل بعدما أدرك خطورة فعلته التي اضطرته إلى رمي أسلحته والجثو على ركبتيه».
طبعا لن أذكِّر الزميل بوسلمان بما كتبه في بداية حفلة الزار ضد النائب السابق، لكن سأكتفي بتناول ما كتبه في الأسبوع الماضي. فمن المؤسف حقاً أنه بعد تصريح سمو رئيس الوزراء الذي أنهى جدل قضية التأبين، أن يستمر الزميل بتحميل التأبين تبعات ما جرى بدلا من تحميل ذلك على الإعلام الفاسد الذي أراد الانتقام من السيد عدنان لأسباب ليست بخافية على أحد، و جرى وراءه السياسيون والكتاب دون التحلي بالشجاعة ومواجهة الحقائق.ثم لا أدري كيف يقول الزميل الوشيحي إن السيد رمى أسلحته وجثا على ركبتيه في المجلس السابق بعد كل الحقائق التي انكشفت مع أنه لم يفعل ذلك في عز الأزمة عندما كان يأتيه الضرب من كل جانب. فالسيد عدنان وأحمد لاري لم يتزحزحا عن موقفهما ولو بشبر واحد بالرغم من مطالبات الجميع لهما بالاعتذار، حتى من قِبَل «ربعك» الذين تركوا زملاءهم جرياً وراء فتات المصالح الانتخابية بدلا من إثبات شجاعتهم عند المحك لا فقط عند التصريحات الرعناء والصراخ العالي للكسب الشعبي. وكان النائبان مستعدين للثبات على ذلك الموقف حتى النهاية مهما حصل لأن الاتهامات كانت كلها مبنية على شائعات.فمَن تمسَّك بأسلحته عندما كان الضرب يأتيه من كل ناحية، لا يرميها وهو في عز قوته بعدما بانت كل الحقائق التي كشفها سمو رئيس مجلس الوزراء. ومن لم يجثُ على ركبتيه عندما كان متهماً بكل الاتهامات المستخرجة من الأرشيف الصدامي وأبرزها قلب نظام الحكم، لا يقوم بالانكسار من الداخل ويسقط عن خيله وقد سقطت عنه كل تلك التهم وتمت تبرئته من تهمة نشر أخبار كاذبة عن طريق برقية تعزية إلى «حزب الله»! ونصيحتي لك بأن ترجع إلى قراءة حكم البراءة لتعرف أن من ارتكب الفعلة الخطيرة هم كل مَن يجري وراء تلك الحملة المسعورة والمطبلون لها.أما عن قول الزميل بوسلمان بأن السيد «لبس ثوباً ليس بثوبه بعد تلك الحادثة»، فهذا قول غير صحيح لأن سلوك طريق التهدئة تقديراً للظروف السياسية ليس بشيء جديد على السيد، وهو طريق انتهجه تدريجياً منذ بداية مجلس 2006. فالتصويت ضد طرح الثقة بوزيرة التربية، والتصويت لمصلحة إحالة قانون القروض إلى اللجنة المالية كلاهما سبق التأبين، بل حتى عندما كان الطرح في اجتماعات التكتل الشعبي يميل تجاه التصعيد على أكثر من محور، كان سيد عدنان يقول لهم: «وين رايحين؟ لي وين ماخذين البلد؟». وقد ثبتت صحة هذا النهج في هذا التوقيت بالذات بعد أن رأينا نتائج التصعيد والتأزيم والتهديد عند كل صغيرة وكبيرة إلى أن وصلنا إلى حافة الهاوية بعد أن تم اختطاف المعارضة الرشيدة من قبل الغوغائيين حتى ازداد تذمر الناس من أداء المجلس وسَهُل على أعداء الدستور التحريض ضده. لذلك، أطمئن الزميل الوشيحي بأن سيف السيد بيده يشهره في لجنة الميزانيات وفي بعض المواضع، ويضعه في غمده في مواضع أخرى مراعاة للمصلحة العامة، لأنه يعرف متى يشهره ومتى يغمده.ومادام الزميل بوسلمان يتناول مختلف النواب في مقالاته، ليته يتطرق إلى النواب الشاهرين سيوفهم في كل ظرف وزمان؟ فليته يتحدث عن فارس المال العام ومحارب الفساد ولماذا سقط من حصانه عند استجواب الوزير محمد شرار؟! ولماذا خرج زميله من القاعة عند التصويت على رفع الحصانة عن نواب الفرعيات ولم نره يسل سيفه على هذا الفساد الانتخابي؟! وهل رفع السيف وخوض الحروب في كل ظرف هما النهج الصحيح دون أن تكون له أضرار؟
مقالات
وماذا عن «ربعك» يا الوشيحي؟!
02-04-2009