البريد العام: واضح سموك!!
رسالتنا كمواطنين لا للفرعيات ولا لشراء الأصوات ولا لضرب الوحدة الوطنية بأي أشكالها، ولنكن واضحين أيضا بأننا لن نصوّت لمن يمتطي هذه الوسائل للوصول إلى مجلس الأمة، فلا يشرفنا نائب يقفز على القانون، ونائب يشترينا بثمن بخس، ونائب يفرقنا ولا يجمعنا.
استياء صاحب السمو أمير البلاد وأسفه لما تشهده الساحة من مظاهر الشحن وإثارة الفتن والنزعات الفئوية في إطار حملات الاستعداد لانتخابات مجلس الأمة هو تأكيد لخطابه السامي عندما أعلن حل المجلس.هذا الاستياء يبين لنا متابعة سموه لمجريات الأحداث وإدراكه لخطورة ما يطرحه الإخوة المرشحون في سبيل الوصول إلى الكرسي، وكأن المجلس غاية لا وسيلة.أخي المرشح لا أحد يزايد على أهمية الدور التشريعي والرقابي الذي يؤديه النائب إن التزم بالدستور، مع التأكيد على أن الإصلاح مسؤولية الجميع، وفي هذا السياق أعجبني قولٌ ردده الوزير فاضل صفر في لقائه مع نخبة من الكتّاب «إن كانت الصفحة سوداء فلنملأها بالنقط البيضاء وكل من موقعه»... هذا الشعور بالمسؤولية يتطلب النصح بالعمل ومخافة الله في الكويت التي أعطت الكثير لنا.ما يحصل من مزايدات تطلقها أغلبية المرشحين لا لشيء سوى دغدغة مشاعر ناخبيهم، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وفيها الكذب الكثير، وعلى سبيل المثال أحد المرشحين يتهجم على لجنة الإزالة ويصورها بأبشع الصور عندما قررت إزالة المساجد المخالفة، وهو الذي صرف في أربع ليالٍ 50 ألف دينار عداً ونقداً في لبنان لزوم اللعب. والثاني يتكلم عن العدالة وهو يتوسط لأحد أقربائه أو أصدقائه لسلب مواطن آخر حقه، وثالث ينادي بتطبيق القانون ومكافحة المفسدين والمرتشين ولا ينظر إلى نفسه.وفي المحصلة استعطاف أبناء العمومة أو الطائفة للتزكية في الفرعيات، عفواً التشاوريات لإيصاله إلى المجلس تحت عنوان: أنا نائب لكل الكويت وليس للقبيلة أو الدائرة... «يا عمي على منو تلعبها؟».الناس ملت هذا الأسلوب الرخيص بالتعاطي مع الأحداث السياسية... رسالة الحكومة هذه المرة للمرشحين بأنها لن تتهاون مع شراء الأصوات والفرعيات ولكنها ستلتزم بنزاهة الانتخابات وأجواء الحرية المسؤولة.ورسالتنا كمواطنين لا للفرعيات ولا لشراء الأصوات ولا لضرب الوحدة الوطنية بأي أشكالها، ولنكن واضحين أيضا بأننا لن نصوّت لمن يمتطي هذه الوسائل للوصول إلى مجلس الأمة، فلا يشرفنا نائب يقفز على القانون، ونائب يشترينا بثمن بخس، ونائب يفرقنا ولا يجمعنا.مسؤولية التوعية باختيار الأصلح تقع على المتعلمين من أبناء الوطن، ومن كل أطيافه، فمثل «خشمك خشمك لو كان أعوج» يقابله قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط»... فهل نترك قول الحق تبارك وتعالى لقول آخر من الموروثات البالية، وكأننا في دولة الغاب وليس دولة القانون.أخي المرشح: «اطلع بذراعك وأثبت أنك للجميع وللكويت أولا وأخيراً، واطرح ما يفيد الوطن والمواطن، فوالله الساحة تحتاج الكثير، ويمكن أن تثير قضايا شعبية تلقى القبول من الناخب، كالتعليم والصحة والإسكان وتحقيق العدالة الوظيفية، وقانون المعاقين، وقانون لحل مشكلة البدون، وحماية المال العام، فلا تختار مواضيع تدخلنا في أزمة في سبيل وصولك إلى المجلس، فالمجلس ليس هدفا إنما وسيلة للإصلاح».ودمتم سالمين.