إلسي فرنيني: التمثيل وهمٌ وسعادتي الحقيقية عائلتي!

نشر في 22-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 22-03-2009 | 00:00
No Image Caption

بعد غياب عن الشاشة عادت الممثلة القديرة إلسي فرنيني إلى جمهورها في مسلسل «عصر الحريم». مع أنها رومنسية بطبعها ومثلت في سبعينيات القرن الماضي أدواراً اندرجت ضمن هذا الإطار، إلا أنها ترى أن متطلبات القرن الحادي والعشرين تفرض مقاييس جديدة في الدراما، تركز على الواقع وتبتعد عن المثاليات، من دون الانزلاق الى الوقاحة التي تؤذي المشاهد العربي.

عن عودتها إلى التمثيل ومشاريعها المستقبلية كانت الدردشة التالية:

ما الذي جذبك الى مسلسل «عصر الحريم» وأعادك إلى الشاشة الصغيرة؟

أعجبني الدور ولفتتني حبكة القصة التي تعالج الواقع من خلال شخصيات مختلفة جسدت حالات اجتماعية نصادفها يومياً في حياتنا، فجاء المسلسل متكاملاً، حقيقياً وعلى قدر التوقعات، والدليل نسبة المشاهدة التي يحظى بها.

هل نفهم من كلامك أن النصوص التي عرضت عليك سابقاً لم تعجبك؟

صحيح. التمثيل مهنتي الوحيدة وشغفي وهوايتي، أشعر بمتعة خلال عملي وأؤدي الدور من كل قلبي، لذلك لا أقبل عملاً من دون الإقتناع به 100%. أركّز على الأعمال التي أشعر أنها ستضيف إلى مسيرتي الفنية، ثم أنا مسؤولة تجاه الجمهور، الذي يطالبني بإطلالات جديدة على الدوام، لذلك كان لا بد لي من التروي قبل المضي في أي عمل.

هل تعتبرين أن عودتك على قدر توقعات الجمهور؟

بل أكثر مما توقعت، خفت من ردّة فعل الجمهور، الذي اعتاد عليّ في أدوار البطولة المطلقة، عندما يتابعني في دور بطولة مشتركة مع وجوه مهمة في مجال التمثيل، لكن الحمد لله كانت عودتي عند حسن ظنّه خصوصا أن دوري محوري في المسلسل.

إلى أي مدى يؤدي تفاعل الجمهور دوراً في دفعك إلى الإستمرار وعدم الغياب؟

إلى حد كبير، تغمرني السعادة عندما ألتقي أناساً لا أعرفهم فيخاطبونني قائلين: «اشتقنا لك ولا تغيبي عنا أبداً»، ما يشجعني ويعطيني حافزاً أكبر لثتبيت خطواتي مجدداً على صعيد الدراما اللبنانية. بعد خبرتي الطويلة أكتشفت أن الجمهور لا يرحم الممثل المحترف الذي يقدّم عملاً فاشلا، لذلك أتمنى البقاء دائماً عند حسن ظنّه.

ماذا بعد «عصر الحريم»؟

انتهيت من تصوير 15 حلقة من مسلسل جديد تأليف منى طايع وإخراج زوجي الممثل جورج شلهوب.

تندرج القصة في إطار الكوميديا الاجتماعية وأؤدي فيها دور مطلّقة تملك شركة إستيراد وتصدير أدوية، تتميز بشخصية قوية، صارمة في مهنتها ومبادئها، عكس شخصية أختها (رولا حمادة) التي تعمل في تسويق الأدوية، فينشأ نوع من التنافس بين الإثنتين.

على الرغم من طبعها القاسي، تعيش مجدداً قصة حب مع حبيب قديم بعد إهمال حياتها العاطفية فترة طويلة، وتدور أحداث جميلة وحماسية حول هذا الموضوع.

هل تعيشين تمرّد الكاتبة منى طايع على الرجل؟

أعيش معها حالة تمرّد على المجتمع الذكوري الذي ينظر إلى المرأة نظرة دونية وكأنها عنصر ضعيف. لن تتقدم مجتمعاتنا ما دام هناك تحجيم للمرأة ولدورها الفاعل. أطالب بالمساواة بين المرأة والرجل لأن لا فرق بينهما على صعد الذكاء والثقافة والنشاط والعطاء...

تعالج منى طايع هذا الموضوع في العمق ولا تكتفي بالإشارة إليه، فقضية المرأة قضية كل إنسان مثقف، ومن الضروري توعية الجيل الجديد على حقيقة أن الرجل والمرأة كائنان يكمّلان بعضهما ولا يجوز أن تسيطر المنافسة والعدائية على العلاقة بينهما.

لا يجب على المرأة أن تعيش في عصر الحريم، الذي ولّى من دون عودة، لذلك من الجيد أن تلقي البرامج التلفزيونية الضوء على الحالات الإنسانية الصعبة في مجتمعنا الشرقي.

كيف تفسرين تشديد منى طايع في كتاباتها على موضوع الحياة العاطفية للزوجين بعد سن الأربعين؟

لا تتوقف الحياة عند أي عمر طالما أن الإنسان قادر على العطاء في المجالات المختلفة العاطفية والعملية، أرفض مثلا قانون التقاعد في سن 64، يشعر كثر أن عمرهم انتهى مع انتهاء وظيفتهم، لذلك أفضّل أن يخيّر الشخص في هذا الموضوع لا أن يكون مجبراً عليه.

من جهة أخرى، أجد أن طرح زواج المرأة بعد سن الأربعين وإنجابها أمر صحّي للغاية وواقعي، صادفت نساء تحمسن لمعالجة هذه المسألة لأنها تعبّر عن حالتهن الخاصة.

كيف تفسّرين كثرة الأعمال الدرامية اللبنانية راهناً؟

إنها دليل عافية، كانت الدراما اللبنانية سابقاً رائدة على الصعيد العربي، لكن الحروب المتتالية التي عاشها لبنان أخرتنا، ألمس راهنا محاولات جديّة ترسم خطاً لها في إطار الدراما العربية.

لم يعد المواطن اللبناني يرغب بمشاهدة المسلسلات المدبلجة، سواء مكسيكية أو تركية أو غيرها التي لا تعبّر عن بيئتنا وحضارتنا، نريد الأعمال التي تعكس أفكارنا وكياننا ووجودنا.

العمل الدرامي ابن بيئته وتتعرف الشعوب على حضارات بعضها من خلال الدراما والسينما. بالنسبة إلي، لدي الفضول لمشاهدة الأعمال المصرية والسورية والخليجية لأفهم أكثر نظرة تلك المجتمعات وتفاعلها مع الأمور الحياتية.

هل تشجعين الأعمال العربية المشتركة؟

جدّاً، يغني خلط الحضارات مضمون النص ويساهم تنوع جنسيات الممثلين في انتشار العمل وفي إعطائه أبعاداً مهمة.

ما مقومات الدراما اللبنانية اليوم؟

أصبحت الدراما الحديثة أكثر جرأة في معالجة المواضيع والممثلون الشباب أكثر انفتاحاً في أداء أدوار كانت ممنوعة سابقاً، وذلك بسبب الإنترنت الذي حوّل العالم إلى قرية وألغى الحدود بين الدول والمجتمعات، لذلك لم تعد المواربة تنفع في طرح المواضيع الحياتية. يطلب الجيل الجديد حالياً الحقيقة في الدراما لا المثاليات، وهذا الأمر من حقّه.

إذاً أنت مع اعتماد الجرأة في طرح المواضيع كما هي؟

نعم، شرط أن تبتعد عن الابتذال والمشاهد الوقحة، يدخل التلفزيون إلى كل بيت، بالتالي تترك المشاهد المبتذلة آثاراً سلبية لدى المشاهدين، خصوصا الأطفال. لا أحب أن نتشبه بالغرب لأن مجتمعنا قائم على تقاليد وأفكار مختلفة، ما زلنا متمسكين بمعنى العائلة المقدس وبالإيمان وبمخافة الله.

بما أنك تتحدثين عن العائلة، هل كانت سبباً في غيابك المتكرر عن الشاشة؟

أكيد، تأتي العائلة في المرتبة الأولى في حياتي، أحبّ التمثيل وإبراز موهيتي وأحلامي، لكن لا يمكن أن يفني الإنسان حياته في سبيل وهم، تنتهي الشخصيات التي أجسدها مع انتهاء المسلسل، أما العائلة فهي الأساس والملجأ الوحيد. لم تكن النجومية يوماً هدفي، لأن الشهرة تسرق من الإنسان سعادته.

هل من الممكن أن نراك مع زوجك الممثل جورج شلهوب وابنك الممثل يورغو شلهوب في عمل مشترك؟

يشاركني زوجي في مسلسل «فارس الأحلام» وأتمنى مشاركة يورغو في عمل درامي لكن هذا الموضوع مرتبط بالنصوص التي تعرض علينا سوياً.

أمنيتك؟

لمناسبة عيد الأم الذي صادف منذ أيام، أدعو كل أم إلى الحفاظ على عائلتها لأنها أغلى ما في الوجود وفيها تكمن السعادة الحقيقية، أحيي كل أم استطاعت التوفيق بين عملها وبيتها وربت أجيالاً جديدة مثقفة وقادرة على بناء مجتمع أقوى.

back to top