واحة لكل حضري وبدوي!

نشر في 05-05-2009
آخر تحديث 05-05-2009 | 00:00
 حمد نايف العنزي دعوة أوجهها إلى كل من يردد التفاهات العنصرية «هذا حضري» و«هذا بدوي» بأن يفتحوا الراديو على إذاعة البرنامج الثاني عند الساعة الثانية عصراً من كل يوم، ليستمعوا إلى برنامج «واحة المستمعين» الذي يقدمه «شيابنا» الأفاضل رضوان مقامس «الحضري» وأحمد محارب الظفيري «البدوي»، حيث يشعر كل من يتابع هذا البرنامج الرائع والمفيد، بمدى المودة والتقدير والاحترام الذي يجمع هذين المخضرمين الأصيلين الجميلين، اللذين يقدمان لنا من خلال حديثهما الممتع والشيق، الشخصية الكويتية بشقيها البدوي والحضري بصورة جميلة نقية كما ينبغي أن تكون.

البرنامج مدته لا تتجاوز الساعة، يستعرض فيه الرجلان مفردات اللهجة الكويتية القديمة ومعانيها، والأمثال الدارجة، وبعض أبيات الشعر المشهورة وحكاياتها، وكذلك شيئا من الطرائف والحوادث في تاريخ الكويت.

جربوا أن تستمعوا لهذا البرنامج وستكتشفون بأنفسكم أن الحضر والبدو متشابهان لأقصى حد، لم يأت أحدهما من ثلوج الإسكيمو، ولم يأت الآخر من مجاهل إفريقيا، فالحضري ليس سوى بدوي نزح إلى المناطق الحضرية، والبدوي ليس سوى حضري عاش آباؤه حياة البداوة، وقد انقطعت صلتهم بها منذ أزمان، ولا فارق بين الاثنين ثقافة وتاريخا ولهجة ودينا، لأنهما ينبعان من أصل واحد.

ولولا بعض العقول الفارغة، والنفوس المريضة، والقلوب المسودة من الحقد، لما سمعنا هذه النعرات العنصرية التي تثير الاشمئزاز، وتبشر بالفرقة، وتثير الفتن بين أبناء شعب، كان مضرب الأمثال في الحب والتسامح والتكاتف والمودة بين أبنائه.

***

بعد ما حدث من تدمير للمفاهيم الديمقراطية في عقول ونفوس الكثير من المواطنين على مدى 30 عاما، وبالتحديد منذ أن تم تغيير الدوائر الانتخابية إلى 25 دائرة، وتحالف الحكومة مع بعض تيارات التخلف والرجعية، ونمو التشرذم القبلي والطائفي من أجل مصالح انتخابية ضيقة، فإن الحكومة مطالبة اليوم، بأن تصلح هذه الفوضى التي نتجت عن عقود من التشويه للعملية الديمقراطية، وأن تكفر عن ذنبها- إن أرادت- بطريقة عملية، وذلك بخلق جيل جديد من الناشئة يعرفون معنى المواطنة الحقة، وواجبات كل مواطن قبل حقوقه، من خلال حملة تقوم بها وزارة التربية ويشرف عليها مختصون، وكذلك من خلال الإعلام الرسمي بطريقة مدروسة لا تتسم بالسذاجة كبعض الحملات الإعلامية الأخيرة، وليكن شعار هذه الحملة التوعوية على سبيل المثال «وطنك أولا» أو «وطنك قبل كل شيء».

***

لو أننا-ككتّاب رأي- وجهنا ربع النقد الذي ننتقد به النواب، للناخبين الذين ينتخبونهم، لكان ذلك أجدى لنا وأنفع بمرات، فالنائب السيئ ما هو إلا عرض لمرض أصاب عقلية الناخب الذي يصوت له، والتركيز على معالجة العرض وإغفال المرض لن يؤدي إلى أي نتيجة مرجوة.

فالعلة الأساسية هي في الأفكار التي تملأ رأس الناخب، وفي الضغوط التي تدفعه لأن يعطي صوته لمرشح، وهو يعلم تماما كم التفاهة وقلة العقل التي لديه، العلة في مجاملة الناخب لأقاربه ومعارفه وأصدقائه، وفي ضعفه أمام الرغبات والمصالح الشخصية، في قلة ثقافته ووعيه وحسه الوطني، هنا المشكلة الحقيقية، وهو ما يجب التركيز عليه، أما الاستمرار في نقد فلان وعلان من المرشحين، فلن يزيد إلا من شهرتهم وشعبيتهم، وسيؤخذ النقد دائما على أنه لمصلحة المنافسين وبإيعاز منهم... أصلحوا الناخبين ينصلح كل شيء ويتبدل للأفضل.

***

أكره نظرية المؤامرة ولكن، فكروا معي، جنون البقر، ثم إنفلونزا الطيور، والآن إنفلونزا الخنازير، خوف ورعب يجتاح العالم، مئات الملايين من اللقاحات بمليارات الدولارات تتدافع الدول لشرائها من شركات الأدوية، ثم توضع بالمخازن حتى تنتهي صلاحيتها دون أن يستخدمها أحد، بعد ذلك تنتهي المشكلة تماما ولا يتكلم أحد عنها، ألا يبدو الأمر وكأنه يصب في مصلحة شركات الأدوية العالمية وتتورم أرصدتها كل مرة؟! «في إنّ بالموضوع»!!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top