استجواب سمو رئيس الوزراء الذي قرر النائب أحمد المليفي تأجيله إلى حين الانتهاء من لجنة التحقيق في شأن مصروفات رئيس الوزراء، كان يجب أن يتكون من محورين كما صرّح النائب المحترم في فترة سابقة: المحور الأول كان يركز على تقرير ديوان المحاسبة بشأن مصروفات رئيس الوزراء، والآخر كان يتمحور حول عدم قدرة سمو الرئيس على إدارة الأزمات في البلاد، ودلّل على هذا العجز بمثالين، وهما الأزمة المالية وأزمة الرياضة. وما إن صرّح المليفي بأنه ينوي الاستجواب، حتى قامت قيامة مجلس الوزراء واستُنفرت البلاد، وصرّح من صرّح بأن استجواب المليفي سيكون أزمة جديدة على البلاد في خضم ظروف صعبة. وأنا أتفق مع أن استجواب المليفي كان سيولّد أزمة جديدة على البلاد بسبب التوقيت ولا شيء سوى التوقيت، فالاستجواب حق مشروع لكل نائب... ولكن التوقيت كان- في اعتقادي واعتقاد كثيرين- سيئاً. إذن فاستجواب المليفي كان مشروع أزمة، وأحد محاور الاستجواب كان عدم قدرة رئيس الوزراء على إدارة الأزمات، فكيف تعامل رئيس الوزراء مع هذه الأزمة؟ وهل كان قادرا حقا على إدارتها بشكل جيد يجعل المليفي يتراجع موقتا عن استجوابه؟

Ad

إدارة سمو الرئيس لهذه الأزمة تمثلت في اجتماع واحد فقط لمجلس الوزراء، تمخض عنه تشكيل لجنة تحقيق حول المصروفات «وهو أمر قد يسد الباب أمام المحور الأول بالاستجواب»، وسحب الجنسية الكويتية من 5 مواطنين تم تجنيسهم في العام الماضي من قبل الحكومة الكويتية نفسها! لم يتطرق المليفي في محاور استجوابه إلى قضية التجنيس، ولكنه في العام الماضي تحدث عن عدم إعجابه بطريقة التجنيس السابقة وليس بالضرورة أن يكون المليفي محقا في عدم رضاه عن التجنيس، فهو ليس إلها وليس منزها عن الهفوات كسائر البشر، ولكن الحكومة قررت ترضية المليفي بهذا القرار. ولو كان بورمية مثلا مقدما للاستجواب نفسه وبالمحاور نفسها، لكان تصرف الحكومة هو أن تشكل لجنة تحقيق بالإضافة إلى إسقاط القروض، بحكم إعجاب بورمية بإسقاط القروض.

وبعيدا عن التعدي الإنساني الصارخ على المواطنين الجدد ممن سُحبت جنسياتهم، ألم تلاحظ يا نائبنا الموقر أحمد المليفي أن مجلس الوزراء برئاسة سمو الرئيس قد أضاف إلى رصيد فشله السابق بإدارة الأزمات نقطة جديدة من خلال تعاطيه مع نيتك في الاستجواب؟ وهل ثمن تعليق استجوابك هو سحب «جناسي» أناس قد يكونون مستحقيها حقا، أهكذا يدار البلد؟ هل هذه الحكومة قادرة حقا على تسيير شؤون بلد دائم أم أنه ما إن ينضب النفط حتى ينضب معه هذا البلد؟ وقد منحتك الحكومة صك الفشل بكل المقاييس وأثبتت عدم قدرتها على إدارة الأزمات، وإن كنا نختلف سابقا معك بشأن التوقيت، فلا أعتقد أن هناك من يعتقد بوجوب استمرار حكومة بمثل هذه العقلية الآن.

لا أملك سوى أن أقول إنك يا أحمد المليفي قد فشلت و«فشلتنا» في الوقت نفسه كأبناء وطنك بردة فعلك أو ما سميته برد التحية على هكذا حكومة لا تستطيع إدارة حتى دكّان صغير.

ضمن نطاق التغطية:

ذكرت يا «بو أنس» من أمثلة الفشل في إدارة الأزمات أزمة الرياضة، ومازالت الأزمة الرياضية قائمة، ومازال أبناء عم سمو الرئيس يفعلون ما يحلو لهم، فلماذا علّقت الاستجواب؟