وجهة نظر : تهميش النجمة في السينما... هل يستمر؟

نشر في 30-05-2008
آخر تحديث 30-05-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين ما يلفت النظر في الأفلام المنتظر عرضها خلال موسم الصيف الذي يبدأ هذه الأيام، أنها خالية من أسماء نجمات السينما المصرية الراهنة. لم تشارك منى زكي، هند صبري، ياسمين عبد العزيز، نور، مي عز الدين، أو حنان ترك وحلا شيحة اللتان لبستا الحجاب وإن كانتا لم تعلنا الاعتزال بعد. يبدو أن الاستثناء الوحيد هو مشاركة الفنانة منة شلبي في الفيلم الجديد لنجم الكوميديا أحمد حلمي.

تحول هذا الموسم في الأعوام الأخيرة إلى موسم أساس في السينما المصرية، إذ تعرض فيه أفلام لكبار النجوم الذين يتنافسون ويؤكدون حضورهم في السوق، خصوصاً لدى الإنتاج والتوزيع. اللافت، أن هؤلاء ينحصرون، منذ عقد من الزمان، في النجوم الرجال. أما النجمات والممثلات فهن في الغالب عناصر، ضمن أخرى، تؤدي دور المعين والمساند.

تعلق النجمة يسرا على هذا الواقع في حوار صحافي وتقول: «لا أفهم سبب عدم إتاحة الفرصة لنجمات الجيل الجديد، كي يظهرن في أدوار كبيرة، أو أن تقوم على عاتقهن دراما حقيقية، على غرار ما كان يحدث في أفلام جيلي والأجيال التي سبقتنا، مع أن الجيل الجديد يزخر بنجمات قادرات مثل منى زكي وحنان ترك وهند صبري ومنة شلبي وغيرهن».

تؤكد نظرة سريعة على مراحل السينما المصرية منذ بدايتها (مع نساء رائدات) حتى عقد الثمانينات الماضية صحة هذه الملاحظة.

في المقابل، لم نشاهد أدواراً بارزة أو أساسية للممثلات حتى إلى جانب النجوم الرجال في المرحلة الأخيرة. لا تكاد تشعر بمنة شلبي في فيلم «كده رضا» مع أحمد حلمي، أو بلقاء الخميسي في «عسكر في المعسكر» مع محمد هنيدي، أو بعبير صبري في «شجيع السيما» مع أحمد آدم، أو حلا شيحة أو مي عز الدين أو ياسمين عبد العزيز في أفلام محمد سعد، ولا تستطيع حتى أن تتذكر اسم الممثلة التي ظهرت معه وأدت دور زوجته في «اللي بالي بالك»، أو تقرأ في العناوين بسهولة اسم الممثلة التي شاركت هاني رمزي في «صعيدي رايح جاي» وأدت دور ابنة الجيران التي كانت تكرر محاولات جذبه إليها. بالإضافة الى أن صورهن لا تظهر على «أفيشات» الأفلام وأحياناً أسماءهن إلا في ما ندر. أخيراً، في سينما 2007، شاركت الممثلة درة المغني حمادة هلال بطولة الفيلم الخفيف «الحب كده»، فخرج ملصقان ظهر فيهما البطل وحده مع طفلين، كذلك ظهر ملصق «طباخ الريس» في مطلع هذا العام مع صورة البطل طلعت ذكريا من دون داليا مصطفى أو خالد زكي، للإنصاف اعترض زكريا نفسه وقال: «كيف أكون من المنتقدين لهذا المسلك ثم يتم في فيلمي؟!» إلا أنه فوجئ بالملصق لظروف مرضه.

من الاستثناءات القليلة التي برزت حول هذه القضية فيلم «جاءنا البيان التالي»، بطولة حنان ترك ومحمد هنيدي، «رشة جريئة» لياسمين عبد العزيز وأشرف عبد الباقي، لعل أحد الأسباب أن المؤلف السينمائي المتميز ماهر عواد كتبهما، كذلك «محامي خلع» لداليا البحيري وهاني رمزي، كتبه المؤلف المقتدر وحيد حامد، و»مطب صناعي» لنور وأحمد حلمي.

المفارقة أن النجم الكوميدي الكبير عادل إمام يفسح على الدوام للممثلات كي يؤدين أدواراً مهمة إلى جانبه.

ربما كانت عبلة كامل هي الوحيدة بين الممثلات، التي استطاعت انتزاع مكانة لها في سينما هذا العصر لأنها وجدت أن مثل ذلك متاح في أفلام فكاهية خفيفة، في حين تبرع في أفلام مهمة أيضاً.

يأتي موسم الصيف هذا العام، ليثير السؤال مجدداً عن وضعية المرأة الممثلة والنجمة في السينما المصرية... هل يستمر التهميش؟ وإلى متى؟

back to top