عزيزي الدكتور فيصل، كم صعبت علي كلمات هذا المقال وأنا أستذكر كلماتك ومواقفك، لكن حسرتي على ما حدث تفوق ذلك، أعدك بأن تبقى صديقا، لكن مصداقيتك شُرخت، وثقتي بك اهتزت، وأرجوك ألا تلومنا بعد اليوم إن صددنا عنك، واخترنا غيرك.

Ad

شكل الدكتور فيصل المسلم ظاهرة جديرة بالانتباه، منذ دخوله إلى قاعة عبدالله السالم صيف 2003، فهو نائب فضل تبني قضايا بلاده، وحملها على كتفه، مقاتلا غول الفساد ورعاته، دون أن يربط مواقفه بتوجهات ناخبيه، بعد أن صنف نفسه نائبا يمثل الأمة، وليس جزءا منها.

النائب السابق والمرشح الحالي فيصل المسلم، عمل بصمت داخل أسوار اللجنة التعليمية على تمرير قانون المطبوعات، وكذلك المرئي والمسموع، وأيضا بذل جهدا مميزا في أهم لجنتي تحقيق بتاريخ الكويت السياسي المعاصر، وهما المعنيتان بالتجاوزات التي شابت العملية الانتخابية عام 2006، وإعلان الأهرام، عدا عدد من القضايا المتعلقة بالمؤسسات التعليمية، يضاف إليهما موقفاه الرائعان من تعديل الدوائر الانتخابية، واستجواب وزيرة التربية نورية الصبيح.

عندما يكون خيارك في خيطان الدكتور فيصل المسلم في عامي 2003 و2006، يحق لك أن تفخر بكونك أحد ناخبيه، فهو نعم الممثل لمنطقة عُرف عن أغلبية نوابها ميلهم إلى الحكومة، كما تخطى العام الماضي أصدقاءه المنافسين، فنال بينهم المركز الأول عن الدائرة الثالثة عن جدارة.

لا يلام الدكتور فيصل حينما يشعر بالمرارة ونحن معه، بعدما تناولته وسائل إعلامية بما لا يليق، متناسية أنه أحد الفرسان الذين انتصروا للحرية، وساهموا في ظهور صحف وقنوات جديدة، لم يكن لها أن تتأسس لولا جهوده، وبقية المخلصين الذين عملوا معه في هذا المجال، وكم يؤلم أن ينقلب عليك من ناضلت لينال حقه في التعبير عن رأيه، فيشتمك بدلا من شكرك.

الدكتور فيصل المسلم تبنى ملف التجاوزات المنسوبة إلى ديوان رئيس الحكومة، ودفع بها لتكون استجوابا، رغبة منه بكشف الحقائق أمام الشعب، مكملا الطريق نيابة عن صاحب القضية الأساسي النائب أحمد المليفي، الذي فضل الاكتفاء بما ناله هذا الملف من بحث ونقاش وإحالة إلى النيابة العامة.

عزيزي الدكتور فيصل المسلم، في فبراير الماضي، أعلنت أنك تملك معلومات عن نواب تلقوا شيكات من رئيس الحكومة، وأن هذا أمر لا يجوز القبول به، وفتحت باب التهكن أمام الناس، وأصبح تصريحك حديث الكويتيين الذين أصبتهم في مقتل، عندما اتهمت زملاء لك، وممثلين لهم، بأنهم تلقوا أموالا من الرئيس، دون أن تحدد ما إذا كانت هذه الأموال شخصية أم من المال العام، وما هدفها، فدارت طاحونة الإشاعات، عن فلان ابن فلان الذي تلقى شيكا بخمسين ألفا، وآخر بخمسمئة ألف.

وعندما أعلن زميلك الدكتور وليد الطبطبائي أنه تلقى شيكا، ودخل دائرة النار التي أشعلتها، انبريت لإطفائها وتبرئته، وتنصلت من تصريحك، وعدت ووضحت، بعد أكثر من خمسين يوما، لتقفل هذا الجرح ملقيا بالكرة في ملعب الرئيس، ومطالبا إياه بتبيان الحقائق، وتناسيت أن البينة على من ادعى، وأنك ادعيت دون بينة، فحق لنا اليوم أن نقول لك، عذرا يا دكتور، فالآن الوجه من الوجه أبيض.

عزيزي الدكتور فيصل، كم صعبت علي كلمات هذا المقال وأنا أستذكر كلماتك ومواقفك، لكن حسرتي على ما حدث تفوق ذلك، أعدك بأن تبقى صديقا، لكن مصداقيتك شُرخت، وثقتي بك اهتزت، وأرجوك ألا تلومنا بعد اليوم إن صددنا عنك، واخترنا غيرك، فالكويت التي نريد، تحتاج إلى نواب يقدرون حجم مسؤولياتهم، ومن بينها عدم اتهام الناس جزافا دون دليل، وهو ما لا نقبله منك، ولا على أنفسنا.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء